الحسن الثاني وولي عهد المغرب (صورة مركبة)
الحسن الثاني وولي عهد المغرب (صورة مركبة)

عندما أحس المغاربة بالحنين إلى السلطان محمد الخامس في 1953 بعد نفيه إلى مدغشقر، قالوا إنه ظهر لهم في القمر. لكن حينما عاودهم الحنين إلى ملك آخر هو الراحل الحسن الثاني بدأ يظهر لهم في وجه ولي العهد، الأمير الحسن.

فمن يكون ولي عهد المغرب؟ لماذا يجري تشبيهه بجده؟ 

اسم واحد وزمنان

ببروتوكولية صارمة في الظهور خلال الأنشطة الرسمية، حصل ولي العهد على جزء مهم من الأضواء والاهتمام، خاصة حينما يقف منتصبا إلى جانب والده الملك محمد السادس، أو متزعما لأنشطة أميرية بشكل مباشر. فهل يتشبه هذا الأمير بجده؟

في الثامن من ماي عام 2003، ولد ولي العهد حاملا اسم جده، الحسن (1929-1999). ​​سرعان ما بدأ ذلك الطفل يكبر حتى صار يظهر في أنشطة رسمية، على نحو مثير للجدل أيضا بسبب تقبيل يده حتى من شخصيات سياسية وعسكرية. فهل بدأت المماثلة هنا في هذه اللحظة؟

"صحيح أن هناك تشابها فيزيولوجيا بين ولي العهد والملك الراحل الحسن الثاني، لكن الحديث عن تشابه في الشخصية أو التصرفات المرتبطة بالممارسة السياسية يبقى حديثا سابقا لأوانه"، يقول الباحث في العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، الذي يتحدث مستحضرا المقارنات التي يجريها المغاربة بين ولي العهد والملك الحسن الثاني.

صناعة ملك

بداية أخرى لقصة ولي العهد تعود إلى التاسع من أكتوبر 2008، تاريخ الدخول المدرسي الأول لولي العهد إلى "مدرسة الأمراء" الواقعة بقلب قصر الرباط. هنا درس أيضا والده، وبها تبدأ صناعة الملك.. تكوين مركز تختلط فيه الجغرافيا بالفلسفة والعلوم السياسية، مع عدد من اللغات الأجنبية، ويسهر عليه أساتذة من ذوي الكفاءة، فضلا عن نظام صارم من الأنشطة الموازية. كل هذه العناصر من شأنها إنجاح مهمة إعداد ملك المستقبل.

جانب مهم من تكوين ولي العهد الحالي أشرف عليه والده، الذي اختار تحضيره باكرا وقبل الموعد عبر دفعه إلى تحمل المسؤولية.

​​"لم نشاهد الأمر نفسه في علاقة الملك الراحل الحسن الثاني مع ابنه محمد السادس.. لم يعطه الفرصة، ربما لذلك يحاول الآن عدم تكرار الأمر ذاته"، هكذا يفسر العلام، ظهور ولي العهد في الساحة رغم صغر سنه.

عودة الماضي

البروتوكولية المضبوطة لولي العهد يعتبرها الباحث في مجال الاتصال، مهدي عامري، ممارسة مُتعلَمة. "أكيد لا شيء متروك للصدفة في لغة الجسد"، يردف عامري.

في لغة الجسد، التي يشير إليها المتخصص في مجال التواصل، تبرُز المقارنة بين الحسن الثاني وحفيده، كما يبيّن عامري. لكن هل تعبر هذه المقارنة على حنين إلى فترة حكم سابقة بما انطوت عليه من جوانب ظل؟

التشبيه، الذي يتردد كلما ذكر ولي العهد والحسن الثاني، ترفضه الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي. قائلة إنه لا يجب الدخول في مقارنة بين الأشخاص.

"لا يمكن أن يحن إلى عهد الحسن الثاني سوى من استفادوا من امتيازات ومصالح، لأن ذلك العهد، وبالضبط في فترة سنوات الرصاص، كان مظلما"، تقول الرياضي.

و"سنوات الرصاص" في المغرب هو مصطلح يطلق على حقبة الستينات، السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، والتي اتسمت بانتهاك حقوق الإنسان والحريات وقمع المعارضين.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة