يتقاسم سكان شمال أفريقيا جوانب إثنية ولغوية ودينية، ضمنها أن المسلمين السنة مثلا يشكلون أغلبية سكان المنطقة المغاربية.
لكن المغرب الكبير يضم أيضا، إلى جانب هذه الأغلبية السنية، أقليات دينية، كما يضم نسيجا من الأقليات العرقية واللغوية.
المسيحيون
رغم أن أغلبية سكان المنطقة المغاربية يعتنقون الدين الإسلامي إلا أن هناك أقليات مسيحية، موزعة على الدول المغاربية، بشكل متفاوت.
وقدرت تقارير نسبة المسيحيين في المغرب بـ0.9 في المئة، أما الجزائر فقد أشارت تقارير صحافية إلى أن بها 0.5 في المئة من المسيحيين، ويمثل الأجانب الأوروبيون المشتغلون في البلاد عددا كبيرا منهم، إضافة إلى جزائريين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية.
وتصل نسبة الكاثوليك من مجموع المسيحيين في تونس إلى 88 في المئة، حسب تقرير للخارجية الأميركية.
التقرير ذاته يوضح أيضا أن أغلب مسيحيي ليبيا، البالغ عددهم 50 ألفا، يتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى جانب المصريين المهاجرين، وعدد قليل من الأميركيين والأوروبيين المقيمين في ليبيا.
اليهود
تنتشر الأقليات اليهودية بالمنطقة المغاربية، وتتوزع على كل من المغرب وتونس على الخصوص، وبدرجة أقل في الجزائر وليبيا.
وتؤكد تقارير دولية وجود حوالي 3 آلاف يهودي في الدار البيضاء وحدها، وهو ما يمثل أكبر تجمع لليهود المغاربيين.
الشيعة
يسود المنطقة المغاربية، بشكل لافت، المذهب المالكي السني، لكن هناك من الجزائريين والمغاربة، وحتى التونسيين من يدين بالولاء للمذهب الشيعي على اختلاف طوائفه.
وتوجد أقلية مركزة للمذهب الإباضي بجنوب الجزائر وغربها.
كما أن المغرب يشهد بروز عدد متنام من معتنقي المذهب الشيعي، إذ قدر تقرير أميركي عددهم بما بين ألف وألفي شيعي، عدد كبير منهم أجانب يتحدرون على الخصوص من لبنان وسورية والعراق.
الطوارق
الطوارق هي مجموعة من القبائل الأمازيغية، التي تستوطن الصحراء الكبرى، جنوب الجزائر، وأيضا جنوب غرب ليبيا. ويعيش الطوارق، الملقبون أيضا باسم "الرجال الزرق"، في هذه المناطق الجافة من الصحراء، ويتوزعون بين دول شمال أفريقيا، ولهم عادات وتقاليد مختلفة عن بقية الثقافات الأخرى.
ويعيش طوارق ليبيا في منطقة فزان، ويتقاسمون مع طوارق الجزائر أغلب التقاليد، ويعيشون على تربية الإبل ويمارسون عاداتهم التي تدخل ضمن الإرث الأمازيغي للمنطقة بشكل عام.
أمازيغ موريتانيا
يعتبر الأمازيغ أنفسهم أغلبية بالمنطقة المغاربية، على اعتبار أنهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، لكن انتشار استخدام اللغة العربية، إثر اعتناق عدد منهم الاسلام، أنزلهم في منزلة الأقليات، خصوصا في موريتانيا.
وفي تصريح سابق لـ "أصوات مغاربية"، أرجع الباحث في شؤون الأمازيغ بشمال أفريقيا، مادغيس أومادي، السبب وراء تراجع الهوية الأمازيغية في موريتانيا إلى "كون معظم القبائل تبنوا طرح 'الفاتحين' إلى درجة استغنائهم عن هوياتهم لصالح الانصهار في 'الدولة الإسلامية'".
المصدر: أصوات مغاربية