جدارية للنقابي التونسي على إحدى البنايات الفرنسية
جدارية للنقابي التونسي على إحدى البنايات الفرنسية

أحيى الاتحاد العام التونسي للشغل (أكثر النقابات تمثيلا في البلاد )، اليوم الاثنين، الذكرى 65 لاغتيال النقابي فرحات حشاد.

ويعتبر حشاد واحدا من أبرز رموز مقاومة الاستعمار الفرنسي للبلاد، إلى جانب أسماء بارزة أخرى على غرار الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة ورفيقه في الحزب الحر الدستوري صالح بن يوسف.

"أصوات مغاربية" تسلط الضوء على بعض الحقائق التي تتعلق بمسيرة الرجل وتاريخه في العمل النقابي.

ابن عائلة فقيرة

ينحدر فرحات حشاد من جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس التونسية، التي ولد فيها يوم 2 يناير 1914 لعائلة فقيرة يعيلها أب يشتغل في مجال الصيد البحري.

واضطر حشاد إلى مغادرة مقاعد الدراسة منذ مراحل مبكرة بعد وفاة والده، إذ اشتغل في شركة مخصصة للنقل البحري في محافظة سوسة الساحلية، وفقا لما تؤكده السيرة الذاتية لحشاد، التي نشرتها مؤسسة تحمل اسمه ويديرها ابنه نور الدين حشاد.

​​العمل النقابي المبكر

انخرط القيادي النقابي السابق في العمل النقابي بصفة مبكرة، وعلى الرغم من أنه توفي عن عمر 38 سنة فحسب، فقد خاض تجارب نقابية متعددة.

قاد حشاد في بداية مسيرته تنظيما نقابيا يتبع منظمة عمالية فرنسية، قبل أن يطرد من عمله بسبب دفاعه عن العمال.

التحق حشاد بعد تلك التجربة بالقطاع العام، وأسس على إثرها بعض المنظمات النقابية، التي لم تعمر طويلا، قبل أن يشارك في تأسيس الاتحاد العام للشغل.

​​مؤسس اتحاد الشغل

في العام 1946، أسس فرحات حشاد رفقة عدد آخر من رموز الحركة الوطنية، الاتحاد العام التونسي للشغل وهو أقدم نقابة في العالم العربي.

وكلف حشاد بمهام الأمانة العامة (1946-1952) كأول مسؤول يتقلد هذا المنصب في تاريخ الاتحاد.

وعلى الرغم من مضايقات الاستعمار، والصدمات مع الأنظمة السياسية، التي تداولت على حكم البلاد، فقد نجح الاتحاد الذي أسسه حشاد من تثبيت نفسه كأكبر النقابات العمالية في تونس، وقد نال في العام 2015 جائزة نوبل للسلام إلى جانب منظمات أخرى، بسبب دورهم في عقد حوار وطني أخرج البلاد من أزمة سياسية حادة.

​​اغتيال حشاد

استفاق التونسيون صبيحة يوم الخامس من ديسمبر 1952، على خبر وفاة القيادي النقابي، فرحات حشاد.

وعثر على جثة الرجل في منطقة قرب العاصمة التونسية، واتهمت الحركة الوطنية الاستعمار الفرنسي بالوقوف وراء تصفيته.

واعترف عضو في منظمة "اليد الحمراء" الفرنسية في 1997 باغتيال حشاد من قبل المنظمة.

​​وفي العام 2013، قدم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وثائق لعائلة النقابي السابق، تثبت تورط جهاز رسمي حكومي فرنسي في قتله.

تخليد اسم حشاد

تخليدا لذكراه، أطلقت السلطات اسم فرحات حشاد على عدد من المؤسسات العمومية في البلاد على غرار المستشفيات والمدارس والمعاهد والساحات والشوارع.

وتحتفي تونس بنضالات الرجل من خلال تدريس مساره في عدد من مناهج التعليم.

​​

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة