التلفزة المغربية
التلفزة المغربية

أعلن وزير الثقافة والاتصال المغربي، محمد الأعرج، مطلع الأسبوع الجاري، عن عزم وزارته التحضير لإطلاق قناتين جديدتين، إلى جانب تسع قنوات عمومية تبث حاليا، تعيش، بلغة الأرقام، وضعية مالية صعبة.

​​وحسب أحدث المعطيات الصادرة عن مركز قياس نسب المشاهدة، "ماروك ميتري"، فإن نسب متابعة القنوات العمومية المغربية تسير، منذ سنوات، في منحى متراجع، إذ وصلت نسبة مشاهدة "القناة الأولى"، بين متم نوفمبر وبداية شهر ديسمبر، إلى 6.9 بالمئة فقط، مقابل 34.4 بالمئة لـ"القناة الثانية".

​​نسبة متابعة القنوات السبع الأخرى، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وهي مؤسسة عمومية تُدبر التلفزيون الرسمي، أيضا منخفضة، إذ لم تتجاوز، حسب المعطيات ذاتها، 3.2 في المئة ما بين فبراير وديسمبر الجاري.

فلماذا لا يشاهد المغاربة هذه القنوات التي يمولونها بأموال الضرائب؟ وهل المغرب بحاجة لقنوات عمومية جديدة؟

اليحياوي: قنوات جديدة.. مزايدة صرفة

من وجهة نظر الباحث في الشأن الإعلامي، يحيى اليحياوي، فإن إضافة قناتين جديدتين يكرس فكرة أن "منطق إطلاق قنوات جديدة بالمغرب لا يخضع لحاجة مجتمعية تفرزها دراسات ميدانية موضوعية"، وفق تعبيره.

ويوضح اليحياوي، في حديثه مع "أصوات مغاربية"، أن المسؤولين على قطاع الإعلام لا يفكرون في المضامين التي تقدمها هذه القنوات إلا بعد إطلاقها، ما يجعل هذه القنوات في وضع حرج ولا تقدم ما ينتظره الجمهور منها.

اقرأ أيضا: 'فيسبوك' يحاكم البرامج الرمضانية المغربية 

الباحث في المجال الإعلامي يؤكد أن خلق قنوات جديدة يصنف ضمن خانة "المزايدة الصرفة"، التي لا تأخذ بعين الاعتبار النتائج المترتبة عن إطلاقها، مضيفا: "كان من الأجدر تركيز الجهود على القنوات الموجودة حاليا لتجويد المحتوى".

موقف اليحياوي لا يتفق معه وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، الذي يتشبث بمقترح إحداث قناتين عموميتين إضافيتين.

​​وبهذا الخصوص، يؤكد الأعرج، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن قرار إحداث القنوات الجديدة جاء "استجابة لتدخلات النواب البرلمانيين على مدار السنوات الماضية".

الأعرج: المقترح استجابة لنواب الأمة

"كنتُ نائبا برلمانيا منذ 2008، وكنت أسمع عن حاجة المغاربة إلى قناة مخصصة للأسرة"، يقول وزير الثقافة والاتصال مضيفا أن "أسئلة نواب الأمة كانت تدعو إلى الاهتمام أكثر بالطفل والأسرة في المجال الاعلامي".

وعن مبرر التفكير في قناة وثائقية، يقول محمد الأعرج: "تاريخ المغرب الممتد عبر 12 قرنا تلزمه قناة وثائقية للتعريف بالتراكم المعرفي والتاريخي والتراثي للبلاد".

لكن، هل نجحت تجارب إنشاء قنوات أخرى مثل قناتي "المغربية" و"السابعة" حتى يجري التفكير في قنوات أخرى؟

​​الحديث عن النجاح لا يتوافق مع نسب المتابعة الضعيفة المسجلة منذ سنوات، وفق المعطيات التي تُحين باستمرار.

هذا ما لا يخفيه وزير الاتصال والثقافة، الذي يوضح أنه سيتم إعادة النظر في بعض القنوات العمومية، مثل "القناة السابعة" المخصصة للأفلام، مؤكدا أن الوزارة أمضت عقدا جديدا مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يمتد بين سنتي 2018 إلى 2021، سيتم وفقه تغيير وإضافة أشياء جديدة.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة