Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

تفاعلت الساحة السياسية في الجزائر، خلال المدة الأخيرة، مع عودة الأصوات الداعية لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، مقابل تحفظ كبير تبديه جهات على هذا التوجه، بالنظر إلى الوضعية الصحية للرئيس.

مشهد دفع بعض المتابعين للشأن الجزائري للتساؤل حول إمكانية تكرار سيناريو 2014، عندما ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، رغم الرفض الذي أبدته آنذاك أطياف واسعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني.

​​​تحركت مؤخرا جهات عديدة محسوبة على "الموالاة" من أجل دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية جديدة، وكان من أبرز هذه الدعوات تلك التي تقدم بها البرلماني بهاء الدين طليبة، وأثار بها ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها تزامنت مع معطيات أخرى تفيد بعودة رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم إلى الحياة السياسية، بعدما ظل غائبا عنها لفترة طويلة، ما جعل البعض يتنبأ بإمكانية منحه منصبا هاما في السلطة.

في مقابل ذلك، شهدت الساحة السياسية في الجزائر متغيرا جديدا، بعدما تحولت سهام النقد وبشكل مفاجئ، نحو المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أحمد أويحيى، وسياسة حكومته من طرف الوزير الأسبق للطاقة والمناجم شكيب خليل، أحد المقربين جدا من محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

​​وقد فُهم من ذلك أن ترتيبات جديدة قد تكون وضعت من أجل عزل أويحيى وتمهيد الطريق أمام عهدة خامسة للرئيس الحالي، في ظل توجس أوساط عديدة من نيته مزاحمة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تكرارا لنفس المشهد الذي وقع في سنة 2004، عندما قرر رئيس الحكومة علي بن فليس، وقتها، شق عصى الطاعة والترشح للرئاسيات بشكل أحرج كثيرا "صناع القرار" داخل أروقة السلطة.

نفي ورسائل..

منذ حوالي شهرين، أصدرت رئاسة الجمهورية في الجزائر بيانا كذبت فيه ما جاء على لسان المحامي والحقوقي فاروق قسنطيني الذي أطلق تصريحات مفادها أنه التقى رئيس الجمهورية وأبدى له رغبته في الترشح لعهدة جديدة.

اقرأ أيضا: الرئاسة الجزائرية تنفي لقاء بوتفليقة بقسنطيني

لكن لم تمر سوى أيام قلائل على هذه "الخرجة الرسمية" لرئاسة الجمهورية، حتى عاد الجدل مجددا حول العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، في شكل رسائل وجهها الأمين العام للحزب الحاكم "الأفلان" جمال ولد عباس، الذي صرح منذ حوالي أسبوعين أن "عمر الرئيس بوتفليقة ما زال طويلا".. جملة كررها أكثر من مرة، قبل أن يؤكد عدم وجود أي نية لدى شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة في الترشح لخلافته، خلافا لما ظل شائعا في الساحة السياسية طوال العهدة الحالية والتي سبقتها.

​​اقرأ أيضا: سعيد بوتفليقة.. هل ينوي خلافة أخيه؟

وأمام هذه المؤشرات القوية حول إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة والدعوات المتكررة لذلك، يتساءل البعض عن الشرعية الدستورية لهذا الإجراء، خاصة في ظل الوضع الصحي للأخير واستمرار غيابه عن الساحة السياسية منذ فترة طويلة.

"خيار حتمي"

يعتقد الوزير الأسبق والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني نورالدين بن نوار "أن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة رئاسية خامسة يعد أمرا حتميا بالنسبة للعائلة السياسية الفاعلة في الساحة السياسية بالجزائر" ويقول المتحدث في تصريح لـ "أصوات مغاربية" "كل الأحزاب التي تملك الأغلبية في المجالس المنتخبة ترحب بذلك وتسانده".

لكن لماذا وكيف؟ عن ذلك يجيب المتحدث "الرئيس بوتفليقة ترك بصمة في الجزائر منذ جاء إلى الحكم، وبفضل مشروعه أضحت الجزائر تنعم بالاستقرار والأمن" وعليه "فليس هناك أي مفاجأة في تحرك بعض الفعاليات في الوقت الحالي من أجل دعوته للترشح لعهدة خامسة".

وعن تناقض وضعه الصحي مع مقتضيات نصوص الدستور الجزائري، التي تلزم المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية بضرورة التمتع بصحة جيدة، يجزم نورالدين بن نوار على "أن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة يتحسن باستمرار وهو ما يوثقه آخر ظهور له خلال مراسيم التوقيع على قانون المالية الجديد".

وفي سياق آخر يؤكد المصدر ذاته على "عدم وجود أي مانع قانوني آخر في طريق العهدة الخامسة، بما في ذلك التعديلات التي طرأت على الدستور، خاصة فيما يتعلق بالمادة الدستورية التي تحد الفترات الرئاسية بعهدتين فقط، حيث أنها لا تنطبق على الرئيس بوتفليقة، على خلفية أنه لا يمكن تطبيق الدستور بأثر رجعي."

"ترشيح خارج الدستور"

على عكس ذلك، يرى رئيس حزب "جيل جديد" جيلالي سفيان "أن التفكير في ترشيح الرئيس الجزائري الحالي يعد مخالفا تماما للدستور" ويفسر المتحدث رأيه بـ"الحالة الصحية المتدهورة للرئيس بوتفليقة الذي لا يستطيع لا الحركة ولا الكلام وظل بعيدا عن الأحداث السياسية التي عرفتها الجزائر طوال العهدة الرئاسية الحالية".

وعن خلفيات دعوة بعض الأطراف الرئيس بوتفليقة للترشح مرة خامسة، يقول المتحدث "الأمر بسيط ولا يحتاج إلى تحليل عميق، لأن المشروع البديل المتعلق بترشيح أخيه سعيد بوتفليقة قوبل بالرفض من طرف تيار قوي داخل السلطة، وأن حاشية الرئيس تتخوف من إمكانية حدوث شبه انقلاب أبيض من داخل النظام، لذا هي تسارع لإعطاء رسائل واضحة تؤكد استعداد الرئيس المريض للترشح مجددا."

واعتبر جيلالي سفيان أن هذه الخطة مخالفة تماما لروح الدستور، خاصة المادة 102 منه التي نطالب بتطبيقها ولا تؤكد تعارض الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة مع مقتضيات المنصب الذي يشغله."

أولويات غائبة

وبخلاف الرأيين المذكورين، يعتقد المحلل السياسي البروفسور عبد الرزاق صاغور، "أن الانتخابات الرئاسية لا تشكل أولوية مقارنة مع تحديات أخرى مطروحة على الجزائر، ويأتي على رأسها وضعها الاجتماعي والاقتصادي الغامض" حيث يؤكد المتحدث على ضرورة توجيه كل طاقات البلاد في الظرف الراهن لحل هذه الإشكالية "لأنه من غير الطبيعي ولا المعقول أن يعيش بلد يحظى بالإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر، مثل ظروفه الحالية".

وتعيش الجزائر، حسب المتحدث، حالة انسداد حقيقية يجهل العديد من المتابعين أسبابها وحلولها "وأن أولوية الأولويات المطروحة الآن هي البحث عن سبل الخروج من هذه الوضعية".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة