"الفنان الأمازيغي ضائع، وقناة الأمازيغية لا تمثلنا"، شعار رفعه مجموعة من الفنانين الأمازيغ المغاربة، في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ما اعتبروه "إقصاء من الإعلام الحكومي" بشكل عام.
يقول هؤلاء إنهم محرومون من الظهور في الأعمال التلفزية على قناة "تمازيغت"، وهي القناة المغربية الوحيدة الناطقة باللغة الأمازيغية.
الحملة انطلقت عبر فيديو بثه أحمد عوينتي أحد أشهر الأسماء الفنية الأمازيغية في المغرب، عبر حسابه الخاص على فيسبوك، يقول فيه إن القنوات الحكومية محتكرة من طرف ما وصفها بـ "اللوبيات" الإعلامية.
عوينتي: قتلتنا "القهرة"
يقول أحمد عوينتي، إن "الضغط الذي يتعرض له الفنان الأمازيغي في المغرب منذ عقود ولد انفجارا، خصوصا وقد قاوم لفترة طويلة الإقصاء من الظهور في الإعلام الحكومي"، بالإضافة إلى "الفساد الذي يشوب إنتاج الأعمال التلفزية الأمازيغية، وتلقي الفنانين لأجور الهزيلة مقارنة مع أجور باقي الفنانين المغاربة الناطقين باللغة العربية"، بحسب تعبيره.
ووجه عوينتي، أصابع الاتهام إلى القنوات الحكومية، خاصة القناة الأمازيغية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، معتبرا في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أنها لا تلبي حاجيات الأمازيغ، بسبب ما وصفه بوجود "لوبيات الفساد" داخلها، التي "لا يعير القائمون عليها اهتماما لجودة الأعمال، بقدر ما يهمهم الربح".
التلفزيون غير مسؤول
مدير التواصل في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كريم السباعي، رفض الاتهامات الموجهة إلى القناة، وقال في حديث لـ"أصوات مغاربية" إن انتقاء البرامج والأعمال التي يتم بثها على قنوات الشركة، "يمر عبر لجنة خاصة وفق دفتر تحملات، قبل أن تعرض على المجلس الإداري، ثم تحصل على الإذن بتنفيذ الإنتاج".
السباعي دعا الفنانين المحتجين إلى التوجه إلى القضاء "إذا كانت لديهم أية حجج على حالات فساد"، مؤكدا أن "شركات الإنتاج هي من تقوم بانتقاء الممثلين في الأعمال الأمازيغية، ولا علاقة للتلفزيون بالأمر".
أما بخصوص الرواتب، فشدد السباعي على أن التلفزيون "يلزم شركات الإنتاج باحترام الحد الأدنى للأجور".
إقصاء الأصوات المعارضة
من جانبه يرى الباحث في السينما والمسرح حميد تباتو، أن الإعلام الناطق بالأمازيغية يعيش "قهرا إعلاميا؛ فغالبا ما يقتصر على تقديم الفلكلور، بينما يقصي الصوت المعارض"، داعيا إلى "إعادة النظر في علاقة الإعلام العمومي بالمجتمع، بما يضمن إنصاف الأمازيغية لغة وثقافة وفنا".
وتعليقا على الحملة التي يخوضها فنانون أمازيغ قال تباتو إن الاحتجاج على "المحسوبية والزبونية في الإنتاج التلفزيوني، مشروع ويجب دعمه، خاصة حين يكون وراءه من ينتسبون إلى الحلقة الأضعف، كالممثلين والتقنيين".
المصدر: أصوات مغاربية