أفاد التقرير الأخير لـ"مؤسسة آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية"، أن حصيلة النشر باللغة الأمازيغية في المغرب خلال فترة 2016/2017 هي 66 منشورا، أي بنسبة 1,95 في المائة، مسجلة بذلك نموا متباطئا مقارنة مع تقارير السنوات الماضية.
فماهي الأسباب وراء تسجيل نسبة نشر ضعيفة للإصدار الأمازيغي في كل المجالات، رغم أن هذه اللغة تعتبر لغة رسمية في البلاد منذ 17 سنة؟
"نتائج التقرير مبررة"
"المؤسسات التي تعنى بالكتاب الأمازيغي قليلة جدا، وتبقى محصورة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ورابطة تيرّا للكتاب بالأمازيغية"، يقول الناشط الأمازيغي، وعضو الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، الحسين آيت باحسين.
آيت باحسين يعتبر أن نتائج التقرير مبررة، مبرزا أن أسباب ضعف نشر الكتب باللغة الأمازيغية تعود إلى عدم تفعيل القوانين التنظيمية الخاصة بترسيم الأمازيغية، وإلزام كل المؤسسات التي تُعنى بالتعليم والتربية والثقافة والفنون بالاهتمام بالكتاب الأمازيغي، بالإضافة إلى توقف مسلسل إدماج الأمازيغية في التعليم منذ سنة 2007.
لكن هل تتحمل المؤسسات الرسمية وحدها مسؤولية هذا الوضع؟
يرد الناشط الأمازيغي بالتأكيد على أن "ضعف اعتماد الكتاب الورقي من طرف جيل الأنترنت، بالإضافة إلى التردد في اعتماد الحرف الأمازيغي، كحرف يُستجاب له من طرف أغلبية القرّاء المستهدفين، من بين الأسباب أيضا".
ويشير المتحدث إلى أن "الخطاب الأمازيغي لا زال في مرحلة الحديث والترافع عن تفعيل ترسيم الأمازيغية، وثقل مسؤولية الانتقال من وضع الأمازيغية الشفوي إلى وضع الكتابة".
"تهميش واحتكار"
من جهته، فسر عضو رابطة "تيرّا" للكتاب بالأمازيغية، لحسن زاهور، أسباب ضعف نسبة نشر الكتاب الأمازيغي بغياب تشجيع هذه اللغة من طرف دور النشر والتوزيع، و"احتكار" الكتاب المغاربة للغة العربية في إصداراتهم.
واعتبر زاهور أن "الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة والاتصال تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في تهميش الكتاب الأمازيغي"، ويضرب مثالا على ذلك بالموقع "الهامشي" الذي منحته وزارة الثقاقة لرواق "تيرا" في المعرض الدولي للكتاب والنشر، المنظم حاليا في مدينة الدار البيضاء.
وكشف زاهور أنه "من بين 66 مطبوعا أمازيغيا، التي تحدث عنها التقرير، أصدرت رابطة تيرا 26 منهما".
"الوزارة تدعم"
أما مدير الكتاب في وزارة الثقافة والاتصال، حسن الوزاني، فقد دافع على الدور الذي تلعبه الوزارة في دعم الثقافة الأمازيغية، "لا سيما العمل على الرفع من الإصدارات باللغة الأمازيغية في شتى المجالات".
وقال الوزاني، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، إن "الكتابات باللغة الأمازيغية لا توازيها دينامية على مستوى النشر، باستثناء العمل الذي يقوم به المعهد الملكي ورابطة تيرا، وبعض الجمعيات".
وختم الوزاني "المنشور الأمازيغي يحتاج إلى جرأة دور النشر في دعم طبع وتوزيع الكتاب باللغة الأمازيغية في كل المجالات".
المصدر: أصوات مغاربية