يعيش حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائري، المعروف اختصارا بالـ"أفافاس"، وهو أقدم حزب معارض في البلاد، أزمة داخلية تتعلّق بطريقة قيادته.
هذه الأزمة ظلت حاضرة منذ رحيل الزعيم التاريخي للحزب، الحسين آيت أحمد، الملقب بـ"دا الحسين". فماذا يحدث لرفاق الأمس؟
فراد: الحزب يُسير بطريقة 'ستالينية'
توالت الاستقالات من الهيئة الرئاسية، التي تُدير شؤون الحزب منذ 2013، احتجاجا على الطريقة التي يُسيّر بها.
وفي هذا الصدد، كان القيادي في الحزب، علي العسكري، آخر المستقيلين بعد كل من رشيد حاليت وأحمد بيطاطاش وعبد المالك، وهم قياديون من الصف الأول للحزب.
ويُنتظر أن يعقد الحزب دورة لمجلسه الوطني يومي 16 و17 فبراير الجاري، لبحث الأزمة التي يمرّ بها، فضلا عن التحضير للمؤتمر الوطني، الذي سيحدّد آليات قيادة الحزب، إن كان سيبقى يُسيّر بهيئة رئاسية أم أنه سيعود إلى النظام القديم المتمثل في انتخاب شخص يكون أمينا عاما له.
لكن، ما سبب كل هذه التطورات داخل هذا الحزب؟
يعتبر القيادي السابق في جبهة القوى الاشتراكية، محمد أرزقي فراد، أن ما يحدث داخل الحزب هو "من مخلفات سياسة تركها الراحل الحسين آيت أحمد".
ويبرز فراد، في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "القيادة الجماعية للجبهة لم تخدم الحزب بقدر ما خدمت مصالحا"، مضيفا: "لقد كنا في الحزب، أيام الراحل آيت أحمد، ننتقد طريقة التسيير، لكن للأسف لم يستمعوا إلينا ودفعونا إلى مغادرته".
فراد ينتقد أيضا فكرة تسيير الجبهة من طرف هيئة رئاسية قائلا: "إنها فكرة الحسين آيت أحمد، وهذا حل 'ستاليني' يذكرنا بالشيوعية وطريقتها في تسيير الأحزاب. لقد فشلت هذه الآلية آنذاك واليوم، وانظروا إلى حال الحزب".
"مؤسف أن نرى حزبا عريقا مثل هذا لا يسيّر بطريقة ديمقراطية، رغم أنه ينادي بتغيير نظام الحكم ويعيب عليه أنه ديكتاتوري، فمن هو الدكتاتوري إذن؟"، يردف المتحدث ذاته متسائلا.
نبو: ما يحدث حراك طبيعي
على النقيض من الصورة التي رسمها محمد أرزقي فراد حول جبهة القوى الاشتراكية، يرى القيادي الحالي في الحزب، محمد نبّو، أن ما يحدث في الحزب هو "حراك طبيعي، جاء بعد فترة تسيير دامت أربع سنوات، ومن الطبيعي أن تختلف الرؤى".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه نبو أن المستقيلين من قيادة الحزب "مارسوا حقهم وعبروا عن رأيهم في إطار قوانين الحزب"، يصر القيادي ذاته على نفي وجود أزمة في الحزب، قائلا: "المستقيلون تركوا وظائفهم القيادية ولم يستقيلوا نهائيا ولم يخرجوا من الحزب، وهذا سلوك ديمقراطي".
وبخصوص الحل المتوقّع لوقف مسلسل الاستقالات، يقول نبّو، لـ"أصوات مغاربية"، إن المجلس الوطني المقبل "سيدرس الوضع الراهن في الحزب، وسيفصل في حلول سريعة، حتى يوقف النزيف في انتظار المؤتمر الوطني".
"شخصيّا، أميل إلى أن تكون هناك قيادة توافقية وليس هيئة رئاسية مثلما هو معمول به الآن، ويحدث هذا باختيار مجموعة تسيّر الحزب بعيدا عن ما يسمّى الهيئة الرئاسية"، يختم نبّو حديثه.
المصدر: أصوات مغاربية