Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

عناصر من الجيش التونسي خلال تدريب  (أرشيف)
عناصر من الجيش التونسي خلال تدريب عند الحدود مع ليبيا (أرشيف)

رفضت وزارة الدفاع التونسية، عرضا من قبل حلف شمال الأطلسي يقضي بـ"توفير خبراته أو مساعدة قارة لمشروع بعث قاعة عمليات مشتركة بين الجيوش الثلاثة للتخطيط وقيادة العمليات المشتركة"، بحسب وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي.

والناتو هو حلف عسكري تأسس في العام 1949، وضم في بداياته عددا محدودا من الدول قبل أن يتوسع ليشمل في الوقت الراهن 29 بلدا من بينهم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وقال الزبيدي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن الطلب يأتي "في إطار هبة يمنحها الاتحاد الأوروبي لتونس في حدود 3 مليون أورو، شرط أن يكون المشروع في محافظة قابس"، في الجنوب الشرقي للبلاد.

وبحسب المسؤول الحكومي ذاته فإن الأوروبيين لا يزالون بصدد التفكير في تقديم الهبة المالية للطرف التونسي بعد رفض وزارة الدفاغ "وجود أي عناصر لا تتبع المؤسسة العسكرية وتأكيدها على إقامة المشروع في المكان الذي تختاره هي دون إملاءات من أية جهة كانت"، حسب تعبيره.

السيادة الوطنية

وطرح الرفض التونسي عددا من الأسئلة حول أسبابه الحقيقية، وفي هذا السياق يفسر الناطق الرسمي السابق باسم وزارة الدفاع، العميد مختار بن نصر، الخطوة التونسية بأنها تدهل في إطار "السيادة الوطنية".

ويقول بن نصر إن "الجيش التونسي لا يمكنه القبول بوجود عناصر من خارج صفوفه في قاعة عمليات تشرف على عمل الجيوش الثلاث، بما يعنيه ذلك من تهديد محتمل للمعلومات والأمن والعمليات".

ومن هذا المنطلق، فإن المساعدة العسكرية بحسب بن نصر يجب أن تتلخص في معدات لوجستية متطورة أو في منح مالية لتوفير الحاجيات دون حضور أي قوات أجنبية في المؤسسات العسكرية التونسية مهما كانت قدراتها.

ويؤكد بن نصر أن الجيش التونسي لديه من الخبرات ما يسمح له بقيادة عملياته بشكل مستقل بعيدا عن الاستعانة بأية عناصر أجنبية يمكنها أن تمثل "عينا" على الأسرار العسكرية.

ويؤيد المحلل السياسي، الجمعي القاسمي، هذا الطرح مشددا على أن "عقيدة الجيش التونسي" ترفض وجود قواعد عسكرية أو حضورا أجنبيا عسكريا "على الرغم من المحاولات المتكررة لأطراف أجنبية لإيجاد موطئ قدم لها في تونس وغيرها من دول شمال أفريقيا منذ تسعينيات القرن الماضي".

عدم إثارة غضب الجزائر

في المقابل، يشير محللون إلى عوامل أخرى تقف وراء رفض السلطات التونسية عرض الناتو، من بينها الحرص على "عدم إثارة غضب الجزائر".

وبحسب المحلل السياسي، مختار الدبابي فإن "الجزائر عرفت بحساسيتها البالغة تجاه الوجود العسكري الأجنبي المجاور لها على اعتبار أنه يمكن أن يتحول ضدها أو أن يمس بأمنها القومي".

فالسلطات الجزائرية سبق لها، بحسب الدبابي، أن عارضت الوجود الفرنسي في مالي وبقية دول جنوب الصحراء، "وهي تسعى إلى بناء قوة إقليمية لمقاومة الإرهاب".

كما أشار المحلل السياسي إلى أن الجزائر "لم تخف غضبها من الأدوار التي تلعبها بعض دول الخليج على الساحة التونسية".

كما يوضح المحلل السياسي أنه "لم يعد من السهل على الحكومة أن توافق على خطوات من هذا النوع بسهولة في ظل الانفتاح الإعلامي والسياسي في مرحلة ما بعد الثورة".

فقبول قوات أجنبية على الأراضي التونسية، وفقا للدبابي دائما، "سيحرج" التحالف الحاكم واتحاد الشغل الذي يساند حكومة الشاهد، و"يعطي مبررات للمعارضة للمزايدة وتسجيل مزيد من النقاط".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة