تعرف بعض الولايات الجزائرية مسيرات لتلاميذ المدارس، بعد صدور قرارات عزل في حق العديد من الأساتذة المضربين من طرف وزارة التربية.
وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تظهر مسيرات التلاميذ في مختلف أرجاء البلاد، تفاعلا مع تواصل الإضراب وما تبعه من قرارات.
وعلى ضوء ذلك، قالت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، إن مصالحها "فتحت تحقيقا معمقا لكشف الجهات التي تقف وراء تحريض التلاميذ للخروج إلى الشارع"، حسبها.
ووصفت بن غبريط مسيرات التلاميذ المحتجين بـ"الخطيرة"، مشيرة إلى أن مصالح وزارتها "لن تفوت هذا الانزلاق"، على حد تعبيرها، قائلة إن "مصلحة التلاميذ خط أحمر".
وخلال لقائها مع الصحافة، اعتبرت وزيرة التربية الجزائرية أن الإجراءات التي اتخذتها في حق الأساتذة المضربين شرعية، "كونها تستند إلى القانون"، حسبها.
ويفسر مدير مؤسسة تربوية في العاصمة الجزائر، كمال نواري، خروج التلاميذ إلى الشارع على أنه "تحريض من طرف جهات تسعى للضغط على وزارة التربية".
ويقول نواري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "المكان الطبيعي للتلاميذ هو داخل المؤسسة وليس الشارع"، مؤكدا أن "الوزارة الوصية وفرت الأساتذة المستخلفين" الذين تم تعويض المضربين بهم.
أما الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، فيعتبر أن خروج التلاميذ في مسيرات بالشارع هو "تضامن مع أساتذتهم المعزولين".
واستبعد، بوديبة في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، فرضية التحريض التي أشارت إليها بن غبريط، مشيرا إلى أن "هتافات التلاميذ في المسيرات كانت ضد الإجراءات المتخذة من طرف وزارة التربية".
ويعزو الناطق باسم النقابة المعروفة باسم "كنابست" ما يعتبره تضامنا من التلاميذ مع أساتذتهم إلى "طبيعة العلاقة التي تربط التلميذ بأستاذه"، حسبه، قائلا إن "محاصرة الأستاذ وتهديده هو استفزاز للتلاميذ بطريقة غير مباشرة".
وتداول مستخدمو الشبكات الاجتماعية في الجزائر صور مسيرات التلاميذ ومقاطعتهم للامتحانات الفصلية، مطالبين الوزارة بالعدول عن قرارات العزل.
ورأى بعض مرتادي موقع فيسبوك في الجزائر أن طريقة تعاطي وزيرة التربية مع مشاكل قطاعها كانت سببا في تطور الأحداث.
في المقابل، دعا آخرون، عبر تدويناتهم، إلى إبعاد التلاميذ من الصراع الدائر بين وزارة التربية ونقابة "كنابست".
المصدر: أصوات مغاربية