عاشت الجامعات التونسية، الخميس، انتخابات المجالس العلمية، التي تتنافس فيها اتحادات الطلبة ذات المرجعيات المختلفة، إلى جانب مرشحين مستقلين.
ويعتبر الاتحاد العام لطلبة تونس (يسار) والاتحاد العام التونسي للطلبة (إسلامي)، أبرز النقابات الطلابية الناشطة داخل أسوار الجامعة.
وتهدف الانتخابات إلى اختيار ممثلين للطلبة في المجالس العلمية، وهي سلطة تشاركية تضم طلابا وأساتذة وممثلين عن الإدارة، ولها دور استشاري في تسيير شؤون الجامعات والمعاهد العليا.
يسار يدافع عن الخوصصة
قدم الاتحاد العام لطلبة تونس، أعرق المنظمات الطلابية في تونس، مرشحين عنه في 90 في المائة من المؤسسات الجامعية في البلاد، وفقا لمعطيات رسمية.
وقال الأمين العام للاتحاد، نضال الخضراوي، إن منظمته النقابية قدمت 477 مرشحا، من بينهم 277 طالبة للمنافسة على أصوات الطلاب.
ومن بين النقاط التي وعد اتحاد الطلبة بتحقيقها بعد هذه الانتخابات، تحسين الخدمات الجامعية، من مأكل ومسكن وتنقل، إلى جانب المطالبة بمراجعة القوانين التي تسمح بإنشاء جامعات خاصة، وتطوير دور المجالس العلمية، من دور استشاري إلى تقريري.
واعتبر الخضراوي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، انتخابات المجالس العلمية بمثابة "المحرار، الذي يظهر مدى رضا الطلاب عن أداء منظمته النقابية".
إسلاميون منفتحون
في المقابل قدم الاتحاد العام التونسي للطلبة، 428 مرشحا في معظم الأجزاء الجامعية بالبلاد.
واعتبر الأمين العام للاتحاد، نجم الدين الفالحي، أن انتخابات المجالس العلمية "عملية ديمقراطية، تعرض فيها البرامج الانتخابية في مناظرات و مهرجانات خطابية، تسهم في إثراء النشاط الطلابي داخل أسوار الجامعة".
وركز برنامج الاتحاد العام التونسي للطلبة على الرفع من الميزانية المخصصة لوزارة التعليم العالي، إلى جانب دعم العمل الثقافي في الأوساط الجامعية.
ويفنّد الفالحي الانتقادات المتعلقة برفع اتحاده لشعارات "حركة النهضة" المشاركة في الائتلاف الحاكم، ويقول إن نقابته "منفتحة على جميع الطلبة من مختلف الحساسيات السياسية، شريطة الالتزام بالقوانين المعمول بها".
الديمقراطية والصراع
ويشير محللون إلى أهمية الانتخابات في الأوساط الجامعية، في ترسيخ مفهوم الديمقراطية لدى الطلبة.
ويقول المحلل السياسي مختار الدبابي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن أهمية انتخابات المجالس العلمية تكمن في أنها تعوّد الطلبة على تطبيق الديمقراطية، "بعيدا عن الرؤى الأيديولوجية الهلامية، سواء تلك التي يدرسونها، أو يتم شحن أفكارهم بها من قبل الأحزاب".
كما تسهم هذه الانتخابات، وفقا للدبابي في "تقريب الطلبة من مفهوم الدولة، والانتقال بهم من الدور السلبي الذي يعارض لمجرد المعارضة، إلى دور المساهم في الاختيار وبناء مؤسسات مدنية وسياسية".
انتخابات المجالس العلمية تخلق أيضا من منظور الدبابي، فضاء للحوار بين الأستاذة والإدارة من جهة وبين الطلبة من جهة أخرى، و"هو دور مهم في ظل انسداد سبل الحوار، تحت سيطرة الحسابات السياسية والأيديولوجية لجميع الأطراف".
غير أن لهذه الانتخابات مساوئ بحسب المتحدث ذاته "إذ تعمّق حدة الصراع بين الإسلاميين واليساريين، حيث يسعى كل طرف لشحذ جمهوره في حملة انتخابية تقوم على تشويه الآخر".
المصدر: أصوات مغاربية