الملك محمد الخامس
الملك محمد الخامس دافع عن اليهود

1100 رزمة من الملفات يفوق مجموع صفحاتها 235 ألفا، هو حجم الوثائق الأرشيفية التي سلمتها الرابطة اليهودية العالمية للمغرب في نسخة رقمية.

وحسب بلاغ لمؤسسة "أرشيف المغرب" فإن الأمر يتعلق بـ"نسخة رقمية من رصيد وثائقي في غاية الأهمية كمّا ونوعا"، مشيرا إلى أنها "تغطي الفترة المتراوحة بين 1862 و1940".

وتابع المصدر نفسه أن هذه الأرشيفات تعد "مصدرا لا غنى عنه لمقاربة تاريخ هذه الجمعية، وكذا تاريخ اليهود المغاربة"، بالإضافة إلى أنه "يمكنها أيضا أن تنير عددا من الجوانب الأخرى من التاريخ العام المغربي".

مدير مؤسسة "أرشيف المغرب"، جامع بيضا، بدوره شدد على أهمية الوثائق التي تسلمها المغرب من الرابطة اليهودية العالمية، مشيرا في هذا السياق إلى أن "التراث اليهودي المغربي لديه جذور مغروسة في تاريخ المغرب تمتد لأزيد من ألفيتين".

مدير مؤسسة "أرشيف المغرب" جامع بيضا
مدير مؤسسة "أرشيف المغرب" جامع بيضا

​​وأكد المتحدث، في كلمة له خلال لقاء نظم بالمناسبة، مساء أمس الثلاثاء بمقر "أرشيف المغرب" بالرباط، على أهمية الأرشيف في الوصول إلى حقائق تاريخية.

وفي هذا الإطار حرص بيضا على أن يرد على "المشككين في حماية الملك محمد الخامس لليهود المغاربة في مواجهة القوانين التمييزية ضدهم"، مبرزا "أهمية الأرشيف في تصحيح بعض المغالطات".

اقرأ أيضا: مدير أرشيف المغرب: إرث اليهود جزء من تاريخنا

وهنا استحضر المتحدث وثيقتين من الأرشيف للرد على "المشككين"، إحداهما قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية يعود تاريخها إلى 26 من شهر ماي عام 1941، تشير إلى دعوة السلطان ممثلين لليهود المغاربة بمناسبة عيد العرش وتخصيصه مكانا بارزا لجلوسهم وتقديمهم بنفسه للمسؤولين الفرنسيين، وإعلانه خلال ذات المناسبة رفضه للقوانين التمييزية وأن اليهود المغاربة سيبقون كما كانوا تحت حمايته.

بيضا استحضر وثيقة أخرى تتمثل في مراسلة من الإقامة العامة إلى وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، بتاريخ فاتح يونيو 1945، تحيل على مقال منشور في الجريدة التونسية "la voix juive"، والذي يتحدث عن استضافة السلطان محمد بن يوسف، يهود موغادور، إذ عبّر مرة أخرى عن موقفه الرافض لأي تمييز في المعاملة تجاه اليهود المغاربة. 

اقرأ أيضا: هكذا أنقذ سلطان مغاربي اليهود من النازية

يشار إلى أن عددا من المصادر سبق لها الحديث عن موقف السلطان محمد بن يوسف الرافض للقوانين التمييزية والمعادية للسامية، التي وضعتها حكومة "فيشي" الموالية لألمانيا النازية.

بل إن هناك مصادر تعتبر أن محمد الخامس قد أنقذ اليهود المغاربة من المصير الذي طال كثيرا منهم في بلدان أخرى على يد النازيين، إذ تشير ذات المصادر إلى أنه واجه النازيين بالقول "لا يوجد مواطنون يهود، ولا يوجد مواطنون مسلمون، إنهم جميعا مغاربة".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة