لحظات مؤثرة شهدتها احتفالية تقديم مذكرات الزعيم الاتحادي والوزير الأول المغربي السابق، عبد الرحمان اليوسفي "أحاديث في ما جرى"، مساء أمس الخميس، في مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية الرباط.
فقد استُرجعت خلال الاحتفالية التي شهدت حضور العديد من الشخصيات البارزة على الصعيد المغربي، المغاربي، العربي والعالمي، أحداث تعكس تاريخا طويلا من العلاقة الوطيدة التي تجمع البلدان المغاربية بدءا من كفاحها المشترك ضد الاستعمار وصولا إلى حلم بناء اتحاد مغاربي.
التونسي الذي دعم مقاومة المغاربيين
في كلمة له خلال المناسبة، استحضر معد مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، امبارك بودرقة، وهو يتحدث عن وفاء اليوسفي لأصدقائه، اسم أحد هؤلاء، ويتعلق الأمر بالتونسي حافظ إبراهيم.
وروى المتحدث بإيجاز قصة هذا الشخص الذي دعم نضالات شعوب المنطقة المغاربية من أجل الحصول على الاستقلال.
وعن بداية تعارفه باليوسفي، قال بوردقة، إن حافظ إبراهيم الذي كان له مصنع أدوية في مدريد، دخل يوما رفقة زوجته إلى السينما حيث كان يعرض فيلمان يتخللهما ما يشبه النشرة الإخبارية حيث تمر أخبار من مختلف أنحاء العالم.
وتابع بودرقة قائلا إن إبراهيم شاهد في تلك النشرة خبر محاولة علال بن عبد الله اغتيال محمد بن عرفة، وحينها قرر مساعدة الشعب المغربي في معركته ضد الاستعمار.
وحسب المتحدث نفسه فإن إبراهيم بدأ حينها البحث عن مقاومين من المغرب فعثر على اليوسفي وتعرف عليه، مبرزا أنه قدم الكثير من الدعم للمقاومة المغربية وكذلك الجزائرية والتونسية، كما أن بيته، حسب بودرقة، كان مقر اجتماع جميع القادة المغاربة والجزائريين أيضا.
وتابع بودرقة حديثه عن حافظ إبراهيم، مشيرا إلى أنه حين أدركه الموت عام 2010، ترك وصية بألا يدفن في تونس مادام يحكمها بنعلي "وشاءت الأقدار أن يموت ستة أشهر قبل اندلاع ثورة الياسمين" يردف المتحدث.
وحسب بودرقة فإن الشخص الوحيد الذي حضر جنازته من المغرب العربي كان عبد الرحمان اليوسفي الذي وحسب المتحدث نفسه، كان يرقد حينها في المستشفى فغادرها لحضور الجنازة، قبل أن يختم متسائلا "أفلا يستحق هذا الشخص (يقصد حافظ إبراهيم) شارعا باسمه في كل بلدان المغرب العربي؟".
حلم الاتحاد الذي لم يتحقق بعد
الديبلوماسي الجزائري، الأخضر الإبراهيمي، بدوره كان من بين من حضروا لقاء تقديم مذكرات اليوسفي، وقد كانت له كلمة بالمناسبة استحضر خلالها حلم بناء "المغرب العربي الكبير".
"كيف لا أذكر في مثل هذا اليوم وفاءك لهدف الأجيال وحلمها في بناء المغرب العربي الكبير"، يقول الإبراهيمي موجها الحديث إلى عبد الرحمان اليوسفي.
واستحضر الديبلوماسي الجزائري في السياق حديثا للمناضلة الفلسطينية حنان عشراوي شاهده مؤخرا، إذ قال "قبل أسبوعين أو يزيد قليلا تحدثت المناضلة الفلسطينية المعروفة حنان عشراوي في برنامج تلفزيوني مؤثر عن نضالاتها المريرة ونضالات والدها قبلها" مبرزا أن مما ذكرت في حديثها أنها "في يوم من الأيام في شبابها قالت لوالدها إن جيله فشل في تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني" قبل أن تردف أنها هي الأخرى اليوم تعترف لأبنائها بـ"فشل جيلها في تحقيق ذلك الحلم".
وهنا توجه المتحدث إلى اليوسفي قائلا "أقول لأخي العزيز الكبير السي عبد الرحمان، نحن أيضا نعترف بأننا لم نحقق ما ناضلنا من أجله" مضيفا "ولكننا مصممون حتى في سننا المتقدم على مواصلة المطالبة ومواصلة العمل من أجل تحقيق ذلك الأمل وهو حق لشعوبنا"، على حد تعبيره، قبل أن يتوجه إلى الشباب مؤكدا أن "هذا الهدف يستحق النضال من أجله".
المصدر: أصوات مغاربية