فجر شخص يشتبه بأنه متشدد نفسه، اليوم الإثنين، وقُتل آخر خلال مطاردتهما من قوات الأمن التونسية في منطقة بنقردان الحدودية مع ليبيا، بعد سنتين على هجوم غير مسبوق شنه متشددون مسلحون على بنقردان واستهدفوا خلاله منشآت أمنية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خليفة الشيباني، لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن تلقت معلومات عن تحركات لـ"مشتبهين اثنين" في منطقة المقرون في بنقردان، و"تم رصدهما"، مضيفا أن أحدهما "فجر نفسه" بعد بدء المطاردة.
إلا أنه اشار أيضا إلى أن "الإرهابي كان يحمل حزاما ناسفا، وهناك إمكانية أن تبادل إطلاق النار معه كان سبب تفجير الحزام".
وأضاف أن "الإرهابي الثاني كان يحمل كذلك حزاما ناسفا وأراد تفجيره بين قوات الأمن لكنه قتل قبل تنفيذ العملية"، موضحا أن قوات الأمن "تبادلت النار مع الثاني الذي كان بحوزته كلاشنيكوف".
عُملة ليبية وذخيرة وقنابل يدوية
وبين الشيباني أن العملية حصلت في منطقة المقرون بالقرب من محمية التوي الطبيعية.
وذكر أن المشتبه بهما "كانت بحوزتهما عُملة ليبية وقنابل يدوية وذخيرة، ومن المرجح أنهما في طريقهما إلى ليبيا".
والعمل جار للتحقق من هويتيهما.
وتمشط قوات الأمن والجيش حاليا المنطقة الحدودية مع ليبية، وفقا لبيان الداخلية.
وأحيت تونس قبل أيام ذكرى أحداث بنقردان، حين هاجم متشددون في السابع من مارس 2016 مقرات أمنية فجرا وقتلوا 13 عنصرا من القوى الأمنية وسبعة مدنيين. بينما قتلت قوات الأمن 55 متشددا.
وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوم السابع من مارس "يوما وطنيا للانتصار على الإرهاب".
وشهد الوضع الأمني في تونس تحسنا ملحوظا وفقا للسلطات التي تدعو دائما رغم ذلك، الى التيقظ.
حالة طوارئ سارية في البلاد
ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ نوفمبر 2015. وقرر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تمديدها مؤخرا سبعة أشهر إضافية.
وتستعد تونس لتنظيم الانتخابات البلدية الأولى بعد الثورة في 6 ماي المقبل، يليها شهر رمضان والموسم السياحي الذي تخصص له الدولة تعزيزات أمنية مكثفة.
في 2015، نفذ تنظيم داعش ثلاثة اعتداءات في تونس. في 18 مارس من ذلك العام، أدى هجوم على متحف باردو في العاصمة إلى مقتل 21 سائحا أجنبيا وشرطي تونسي في اعتداء.
وفي 26 يونيو، أوقع اعتداء على فندق بمرسى القنطاوي بالقرب من سوسة (جنوب) 38 قتيلا بينهم 30 بريطانيا. وفي 24 نوفمبر، استهدف هجوم الحرس الرئاسي ما أسفر عن 12 قتيلا.
وانضم آلاف التونسيين إلى التنظيمات المتشددة في العراق وسورية وليبيا. وتتابع السلطات التونسية عن قرب عودة عدد من هؤلاء إلى البلاد.
ويقول الخبراء إن المجموعات المتشددة داخل تونس باتت ضعيفة. وقال المسؤولون التونسيون في السنوات الأخيرة إن المتشددين تسللوا إلى تونس من ليبيا حيث تسود الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
المصدر: أ ف ب