بعد عام على خروجهم إلى العلن، عاد المسيحيون المغاربة لتذكير رئيس الحكومة من جديد بضرورة الاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها حرية العقيدة.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة للتنسيقية الوطنية للمغاربة المسيحيين، توصلت "أصوات مغاربية" بنسخة منها.
الرسالة اعتبرت أن تصريحات الملك محمد السادس، التي تحدث فيها عن كونه أميرا للمؤمنين بجميع الديانات، "تكريس لحقهم في الاعتقاد، المكفول بمضامين وأحكام الدستور المغربي، والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".
وفي رسالتهم التي قالوا إنهم يوجهونها إلى "كل الضمائر الحية"، دعا المسيحيون المغاربة إلى الاستجابة لمطالبهم المستعجلة، المتعلقة أساسا بدفن الموتى وتوثيق الزيجات وفق الديانة المسيحية، إضافة إلى "إقامة صلواتنا علنا بدون خوف، وتسمية أبنائنا حسب اختيارنا، وأن يكون تدريس التربية الدينية اختياريا".
وكانت تنسيقية المسيحيين في المغرب قد عقدت اجتماعا مع الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان (حكومي) في أبريل الماضي، كما راسلت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في مايو 2017.
لا شيء تحقق
الناطق الرسمي باسم التنسيقية، مصطفى السوسي، قال إنه "بعد سنة من المطالبة بحقوقنا الإنسانية والمستعجلة، لا شيء تحقق". مشيرا إلى أن الحكومة "لم تعط أي إشارة تظهر حسن نيتها واهتمامها بالموضوع".
"عدد المسيحيين يتزايد كل يوم، ولا يعقل أن ندفن في مقابر المسلمين ونتزوج وفق العقيدة الإسلامية" يقول السوسي، مردفا في حديث لـ"أصوات مغاربية"، "كنا نلتزم الصمت لأننا كنا قلة لكن حان الوقت لتستجيب الدولة لمطالبنا".
لا حقوق للمسيحين
المسيحي المغربي والباحث في العلوم الإنسانية، محمد سعيد، يرى بدوره أن "حقوق المسيحين المغاربة مهضومة"، محملا المسؤولية للمجتمع المدني الذي لم يترافع، بحسبه، على حقوق هذه الفئة.
وكان سعيد قد أشار، في حوار مع أصوات مغاربية، إلى أن "المسيحيين المغاربة يعدون بالآلاف، يظهرون عبر الوسائط الاجتماعية ويعبرون عن انتمائهم الديني من خلالها".
وأكد المتحدث ذاته، أن "المسيحية ليست جديدة في المغرب، ولكن الناس في السابق كانوا يعيشون اضطهادا، وكان من الصعب عليهم التعبير عن انتماءاتهم الدينية".
المصدر: أصوات مغاربية.