في الجزائر نحو 4 ملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب تقدير رئيس الفدرالية الوطنية للمعاقين، الذي أكد في تصريحات صحفية، أن عددهم يمثل نسبة 10 بالمئة من مجموع عدد السكان بالجزائر.
تشتكي هذه الفئة في الجزائر، من صعوبة الولوج إلى عدد من المرافق والمؤسسات العمومية، فغالبا "لا يؤخذ وضعهم بعين الاعتبار لدى تشييد المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق الحكومية".
ويشتكي ذوو الاحتياجات الخاصة في الجزائر "هزالة" المنحة الشهرية الحكومية أيضا، وتقدر بأربعة آلاف دينار (35 دولار تقريبا).
منحة زهيدة
ويؤكد محمد بربار، وهو شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يعيش على إعانات الأصدقاء بسبب تأخر المنحة، وانعدام آلية اجتماعية تساعده على "تسديد فواتير الهاتف، والنقل".
وفي حديث لـ"أصوات مغاربية"، أوضح محمد أن الحالة "المزرية" التي يعيشها، لا تختلف كثيرا عما يعيشه أمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة.
"لست وحيدا، فأنا ضمن ملايين الجزائريين من ذوي الاحتياجات الخاصة، نعيش على هامش المجتمع"، يقول بربار معتبر أنه "ليس هناك تكفل بل تكافل فقط".
ويشتكي محمد "تأخر المنحة الهزيلة التي يستفيد منها بحكم إعاقته، التي بلغت نسبة مئة بالمئة" بحسب شقيقته، صونيا، التي اعتبرت أن الحكومة "تناست هذه الفئة، بدليل عدم زيادة المنحة المخصصة لهم منذ سنوات".
"رغم البحبوحة المالية التي عرفتها الجزائر، لم يستفد ذوو الاحتياجات الخاصة من أي شيء"، تقول صونيا في حديث لـ"أصوات مغاربية"، مشيرة إلى أنها تحاول مساعدة أخيها، بتقاسم منحة الدراسة التي تتلقاها كل ثلاثة أشهر، معه.
شاب جزائري من ذوي الاحتياجات الخاصة يوجه رسالة إلى المسؤولين
مشايع ذاتية للإدماج
في المقابل أكدت ممثلة الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، منيرة جاب الله، أن الوكالة تعمل ضمن البرامج التي تسطرها الحكومات الجزائرية المتعاقبة، على إدماج هذه الفئة في عالم الاستثمار المصغر، عن طريق التسهيلات التي تقدمها في إطار اختصاصها.
وفي حديث مع "أصوات مغاربية"، أكدت المتحدثة أن ذوي الاحتياجات الخاصة، يستفيدون من مختلف برامج الإدماج والتشغيل، الممنوحة من طرف وكالة التنمية الاجتماعية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر.
أما الأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة نشاط مهني عادي، "فيتمّ قبولهم ضمن ورشات محمية أو مراكز المساعدة عن طريق العمل".
وتضيف المتحدثة ذاتها أن "للأشخاص المعاقين حق الاستفادة من الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والوقاية والأمن في المحيط المهني".
معاناة مقابل صورة وردية
لكن الناشط في جمعية "المعاق" بولاية المدية غربي العاصمة، نبيل سيدهم، يؤكد أن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر، تنقلها صور وفيديوهات على المنصات الاجتماعية.
وأوضح سيدهم أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي "يظهر التأخر الذي تسجله الجزائر في نطاق التكفل بهذه الفئة، فيما تحاول خلاله وسائل الإعلام الحكومية، تسويق صورة جميلة عن واقعهم" على حد قوله.
وأشار المتحدث إلى مشكل تمدرس الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، "الذين يفتقدون إلى مدارس خاصة بهم".
وأبدى سيدهم استغرابه لعدم رفع منحة المعاق منذ قرابة 13 سنة، وهو الأمر الذي وصفه ب"المخالف للقوانين والأعراف الإنسانية".
المصدر: أصوات مغاربية