Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

حافلة للنقل العمومي بمدينة الدار البيضاء - أرشيف
حافلة للنقل العمومي بمدينة الدار البيضاء - أرشيف

عشرات الركاب ينتظرون حافلة تنقلهم إلى وجهاتهم، وقد يمتد الانتظار ساعات من الزمن. عيونهم تراقب الشوارع، وكلما لاح لهم طيف وسيلة نقل بدت الفرحة على وجوههم، معتقدين أنها الحافلة المطلوبة.

في لحظة من اللحظات تظهر الحافلة المنتظرة أو "الطوبيس" كما يسميها المغاربة، يتدافع الركاب ويتخاصمون كأنهم أعداء، ومن ظل في مكانه مسالما يبقى هناك لساعات أخرى لعل الحافلة المقبلة تتسع له.  

هي صورة لجزء من معاناة يومية يواجهها ساكنة مدينة الدار البيضاء مع حافلات متهالكة. لطالما رفعوا صوتهم بالشكوى لاشتداد أزمة النقل، لكنهم لا يملكون خيارا غيرها. 

معاناة المواطنين مع المواصلات انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتثير جدلا واسعا بين رواده، خاصة بعد أن تم تداول صورة لسيدتين تفترشان درج حافلة ممتلئة عن آخرها.

​​​"حافلات مفخخة"

"تصلح لأي شيء إلا نقل البشر"، هكذا يلخص العربي معاناته مع حافلات النقل الحضري، التي يفضل أن يجلس في درج بابها، لينفذ بجلده كلما وقع شجار بين الركاب جراء حادثة تحرش أو سرقة.

العربي، أحد ركاب الحافلة
العربي، أحد ركاب الحافلة

​​

"في العراق كنا نسمع عن سيارات مفخخة، في المغرب لدينا حافلات مفخخة أيضا الفرق أنها لا تحتاج إلى متفجرات، بمجرد أن تكون هناك مباراة لكرة قدم بين فريقي الرجاء والوداد تكسر الحافلات وتحطم" يوضح العربي.   

ويضيف "هناك تمييز بين حافلات الأحياء الشعبية وحافلات الأحياء الراقية بالمدينة رغم أن كل من يركب الطوبيس هو من أبناء الشعب لا حول له ولا قوة، لكن ربما مجلس المدينة يخشى من أن يستيقظ  الأغنياء صباحا فيشاهدون هذه الهياكل المحطمة والمتسخة".

"​اعتدنا الانتظار"​

رغم تكدس الشوارع بالمواصلات، لا تجد خديجة من ينقلها إلى بيتها في آخر اليوم.

تقول "نصف يومنا عمل متعب ونصفه الآخر انتظار للحافلات، لكننا اعتدنا على الوضع ننام في محطات الباص واقفين إلى حين".

خديجة تنتظر الحافلة رفقة ابنها
خديجة تنتظر الحافلة رفقة ابنها

​​

​​أما بالنسبة للتحرش داخل الحافلات تعتبر خديجة أنها ظاهرة موجود في الشارع، في سيارات الأجرة وفي كل مكان، وتدافع على نفسها بنفسها ولا تحتاج السلطات لتحميها من التحرش.   

"فقدنا الأمل في أن تحل مشاكلنا يوما ما، نذهب للعمل في جميع الظروف من أجل أطفالنا لم يعد يهمنا وسيلة النقل سننتظر ونصبر من أجل قوت يومنا" تختم خديجة تصريحها لـ"أصوات مغاربية".

"حافلات كالسجون"

أما سعيد فقد كان قبل سنتين يشتري تذكرة ركوب الحافلة، لكنه بعد أن تعرض للسرقة بداخلها مرتين، أصبح يصعد بدون مقابل "لم ينصفني أحد، فأخذت حقي بنفسي".

سعيد ينتظر الحافلة
سعيد ينتظر الحافلة

​​"نصعد كالبهائم ونتزاحم، يجب أن تكون في كامل قواك الجسدية والعقلية لتتحمل الوضع، إن لمست امرأة بالغلط تصبح متهما بالتحرش وأحيانا تتعرض السيدات فعلا للتحرش لكن لا أحد يصدقهن"، يوضح سعيد.  

"نعاني الحكرة والتهميش حتى في المواصلات، حين يوفرون لنا حافلات تشبه السجون متآكلة وغير مراقبة ماذا ينتظرون منا أن نفعل، طبعا سنتصرف كالمجرمين"، يقول سعيد آملا أن يكون مستقبل أبنائه أفضل.   

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة