مع دخول شهر رجب، واقتراب شهر رمضان، بدأ النقاش مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حول ما يسمى "الربعين" أو "الربعينية".
المقصود بتلك العبارة الأربعون يوما، السابقة لشهر رمضان، والتي يسود اعتقاد لدى كثير من المغاربة، بضرورة الانقطاع فيها عن شرب الخمر، ما يعني إقلاع المدمنين على الخمور مؤقتا عن استهلاك الكحول، إلى ما بعد عيد الفطر.
لا علاقة لها بالدين
وفي الوقت الذي قد يربط البعض بين هذا ومعتقدات دينية، فإن رئيس المجلس العلمي المحلي بأزيلال، محمد حفيظ، ينفي أي علاقة لهذا الاعتقاد بالدين، مؤكدا "أن حكم الخمر هو الحرمة، في كافة الشهور وأيام السنة".
وأضاف حفيظ، أنه إذا كان التوقف عن شرب الكحول بهدف الإقلاع النهائي، فهو أمر "محمود،
عادة تعكس تناقضا
من جانبه، يربط الأستاذ في علم الاجتماع، رشيد الجرموني هذه العادة بـ"التقاليد المجتمعية والثقافية"، مبرزا أن هذه الأخيرة "ما زالت تلعب دورها في إعادة إنتاج هذه العادات المرتبطة أساسا بتقديس أسطوري لرمضان عند المغاربة".
ويرى الجرموني أن هذه العادة (أي الربعين) تُظهر أن "المغاربة يعيشون توترا بينهم وبين بعض السلوكات والممارسات التي يجيزونها في وقت معين ويحرمونها في وقت آخر".
واعتبر المتحدث أن سلوك "البريكولاج" هذا، يطبع مع عدة ممارسات من هذا القبيل، مبرزا أن هذه العادة تعكس "تناقضا في المجتمع"، ذلك أن من يحرص عليها "يعتبر أن المشروب عادي، ولكنه وفي الوقت نفسه حين يقترب رمضان يمتنع عن شربه".
المصدر: أصوات مغاربية