Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

موكب احتفالي احتفاء برأس السنة الأمازيغية
موكب احتفالي احتفاء برأس السنة الأمازيغية

تأثرت الثقافة الأمازيغية بعدد من الديانات التي مرّت على شمال أفريقيا، وتوجد عدد من التقاليد والعادات الأمازيغية التي لها أصل مسيحي.

التأثير المسيحي على الثقافة الأمازيغية لا يتوقف على التقاليد، وإنما على مستوى المعمار وغيرها من جوانب الحياة، وهذا ما يؤكده عدد من الباحثين المغاربيين.

"البخنوق" و"تاكولة"

يقول الباحث في شؤون الأمازيغ بشمال أفريقيا، مادغيس أومادي، إن هناك لباسا ليبيا مشهورا في ليبيا وتونس يدعى "البخنوق"، وتلبسه الفتيات غير المتزوجات، وهو عبارة عن غطاء أبيض يوضع على الرأس إلى جانب ثوب أسود، هو نفسه الذي ترتديه الراهبات المسيحيات.

ويتابع أومادي، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، أنه يتم وضع علامة صليب على هذا اللباس، كما ظل منتشرا إلى أواخر السبعينات والثمانينات، وتلبسه نساء بعض القبائل المتعربة، كما هو الحال بالنسبة لقبيلة المحاميد في تونس.

​​ويضيف الباحث الأمازيغي أنه في جبل نفوسة بليبيا، "باب المطبخ أو المخزن يكون قصيرا جدا، وتوضع فوقه ثلاثة مثلثات، الأوسط منها يكون هو الأكبر، والسبب أنه حينما تدخل للمطبخ تنحني للتثليث، إذ يكون فيه الطعام ويتعلق الأمر بالتبجيل".

ويشير أومادي أن "الأديان سواء تعلّق الأمر بالنصرانية أو غيرها، أدخلها أمازيغ شمال أفريقيا ضمن عاداتهم".

ويذكر الباحث الليبي أنه في اللغة الأمازيغية لا يذكر اسم الله، وإنما يوصف بـ"الرب"، كما يشير إلى أن أمازيغ منطقة سوس في المغرب، يُعدّون في رأس السنة أكلة عبارة عن عصيدة تسمى "تاكولة"، وفي الفرنسية هناك حلوى تدعى " Galette Des Rois"، وهي نفس تسمية الأكلة الأمازيغية التي يوضع وسطها "ملك"، ومن يقع في يده يكون محظوظا.

"بابا ربي"

ويعتبر الباحث والناشط أحمد عصيد، أن التاريخ المسيحي في المغرب قديم، لكن قبل اعتناق الأمازيغ للديانة المسيحية، اعتنقوا اليهودية 500 سنة قبل الميلاد، وبقيّت ترسبات يهودية ومسيحية في الأمازيغية.

ويذكر عصيد في هذا السياق، أن تسمية الإله عند أمازيغ المغرب كانت هي "بابا ربي"، وهي تسمية خاصة بالأمازيغ، وكان فقهاء العرب يستنكرون ذلك، "إذ قال أحد الفقهاء العرب من يقول بابا للرحمان فقد كفر"، على حد تعبيره.

إقرأ أيضا: أصل الأمازيغ.. نظريات تاريخية مثيرة

ويتابع المتحدث ذاته، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن هناك الكثير من الرموز في الثقافة الأمازيغية التي كانت تستعمل، وهي ذات أصل مسيحي، خصوصا فيما يتعلق بالوشم والحناء، "كما أن الصليب يمثل حرف T في تيفيناغ"، يضيف عصيد.

"تيفيناغ" هو حرف ليبي قديم وجد منقوشا في عدد من الصخور في بلدان شمال أفريقيا، اعترفت به المنظمة الدولية للمعايرة ISO-UNICODE منذ 2004، واعتمدته مايكروسوفت في آخر إصداراتها.

ويقول أحمد عصيد إن المسيحية اختفت كديانة وشعائر، "بسبب اضطرار الأمازيغ إلى إقامة دول في المجال العربي الإسلامي، كما هو الحال بالنسبة للمرابطين والموحدين وغيرهم".

ويوضح الباحث المغربي هذه الفكرة قائلا إن "الأمازيغ نشروا الإسلام وتبنوه وأقاموا له دولة ضدا على دول العرب في المشرق، كما تبنّوا المذاهب المنبوذة هناك، كالخوارج والشيعة لأنهم كانوا معارضين للأمويين".

إقرأ أيضا: بينهم يوبا وابن تاشفين.. أبرز ملوك أمازيغ حكموا المغرب

ويزيد عصيد على ذلك بأن الأمازيغ تبنّوا أيضا مذاهب أخرى كانت منبوذة في المشرق، كما هو الحال بالنسبة للإباضية التي ما تزال مستمرة في منطقة مزاب بالجزائر وجبل نفوسة في ليبيا.

وفيما يشير المتحدث ذاته إلى أنه في مرحلة تاريخية تبنى الأمازيغ المسيحية، لكنهم اخترعوا ديانة أخرى ضدا في روما تدعى "الدوناتية".

صليب وزوجة واحدة

عضو تنسيقية المسيحيين المغاربة، زهير الدكالي، يتحدث هو الآخر عن عدد من التقاليد المسيحية احتفظ بها الأمازيغ حتى بعد اعتناقهم للإسلام.

ويقول الدكالي، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، إن من بين التقاليد الامازيغية المستمدة من الديانة المسيحية هي أن الأمازيغ لا تكون لهم إلا زوجة واحدة، في حين يوجد تعدد الزوجات في المناطق ذات الأغلبية العربية، "إذ للمرأة مكانة خاصة وتحظى باحترام كبير لدى الأمازيغ"، على حد تعبيره.

ويضيف الدكالي، أنه خلال بعض المناسبات والاحتفالات، يتم رسم علامات على شكل صليب من الحناء على أبواب البيوت وكذلك على ظهران المواشي.

وإلى جانب ذلك يذكر أن النساء الأمازيغيات كن يضعن وشما على اليد والذراع والدقن، ويكون ذلك على شكل صليب، ونفس الأمر بالنسبة لبعض الأبواب والنوافذ التي تحمل العلامة نفسها، بالإضافة إلى طريقة غطاء الرأس، المختلفة عن الطريقة الإسلامية.

"في بعض المناطق كانت عادة تقبيل يد الفتاة كما كان عليه الحال في إيغرم وتنغير شرق المغرب"، يضيف الدكالي، مشيرا إلى أن ذلك كان قبل أن يختلط الأمازيغ والعرب.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة