بعد توقيفه لمدة لثلاثة أيام، رحلت السلطات الموريتانية المصور الصحافي، سيف قسماط، بعد تحقيق صحافي قام به حول العبودية في البلاد.
ونددت منظمة "مراسلون بلا حدود" بإبعاد الصحافي، الذي يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية.
إقرأ أيضا: بقايا العبودية في موريتانيا: نحن 'بيضان' أما أنتم فـ'حراطين'
ووصل قسماط يوم السبت الماضي إلى مدينة الدار البيضاء المغربية، بعد أن تم إبعاده من قبل السلطات الموريتانية، في حين تم احتجازه لثلاثة أيامه في إحدى مخافر الشرطة في بالعاصمة نواكشوط، بعد اعتقاله بسبب القيام بتحقيق حول العبودية.
الصحافي الذي يشتغل لحسابه الخاص، تم إيقافه في 20 مارس الجاري، على الحدود مع السينغال، والتي كان يرغب في الذهاب عبرها إلى المغرب، ونقل في اليوم ذاته إلى مقر الشرطة في نواكشوط، وهناك تم افتحاص حاسوبه وهاتفه النقال.
التحقيق مع قسماط الذي استمر لثلاثة أيام، دار حول علاقته مع المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية بيرام داه عبيد، والذي أدلى بشهادته حول العبودية خلال التحقيق الذي أعده الصحافي المغربي.
وقرر قسماط الدخول في إضراب عن الطعام ، قبل أن يتم إطلاق سراحه في الرابع والعشرين من هذا الشهر.
إقرأ أيضا: نشطاء موريتانيون: نُقمع إذا فضحنا الرّق!
وقال الصحافي في حديث لـ"مراسلون بلا حدود" إن السلطات الموريتانية اشتبهت في علاقته بالإرهاب في بادئ الأمر، وبعد ذلك، في نشاطه ارتباطا بقضية "أحفاد العبيد" بموريتانيا.
واعتبر أرنود فروجر، رئيس مكتب أفريقيا في منظمة "مراسلون بلا حدود"، أن اعتقال وترحيل كوسمات يثبت مرة أخرى "المحرمات والرقابة التي تحيط بمسألة العبودية في موريتانيا"، موضحا أن هذه هي المرة الثانية في السنة التي تم فيها طرد صحافي يحقق حول الموضوع، "فموريتانيا لن تضع حدا لممارسات العبودية غير القانونية، من خلال منع الصحافيين من الاهتمام بها".
يذكر أن أن موريتانيا تحتل خلال السنوات الأخيرة، المرتبة 55 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته "مراسلون بلا حدود".
ويشكو عدد من النشطاء الحقوقيين في موريتانيا "تضييق السلطات، لتنديدهم بممارسات التمييز والرق في البلاد"، فيما تعتبر الحكومة الموريتانية أن ما يرد في التقارير الدولية "مجرد ادعاءات".
وأوردت منظمة العفو الدولية في تقرير لها حول موريتانيا، أن "المدافعين عن حقوق الإنسان والمجاهرين بمناهضة ممارسة الرق المستمرة، يتعرضون للاعتقال التعسفي والتعذيب والاحتجاز في السجون النائية والحظر الممنهج لتجمعاتهم".
المصدر: مراسلون بلا حدود