أحيت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، مسألة التدخلات الأجنبية في الشأن الجزائري، وأبدت في آخر خرجة إعلامية لها "تخوفها من محاولات بعض الدول التدخل وفرض رئيس على الجزائريين خلال الاستحقاقات القادمة التي ستجري في السنة المقبلة".
واستغلت زعيمة حزب العمال الجزائري (اشتراكي التوجه) فرصة اجتماع مكتبها السياسي لتلوح بإمكانية تدخل من أسمتهم بـ"القوى الإمبريالية" في الجزائر، قبل أن تعيد طرح فكرتها المتعلقة بـ"ضرورة الذهاب إلى انتخاب مجلس تأسيسي لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق".
الوضع خطير
وتعقيبا على موقف حنون ذلك، قال القيادي في حزب العمال، رمضان تعزيبت، إن تصريح لوزيرة حنون "يعبر عن حقيقة الوضع في الجزائر، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تبقى مستمرة لحد الساعة".
وأكد تعزيبت، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، أن التخوف الذي يعبر عنه العديد من السياسيين في الجزائر راجع بالأساس إلى "عجز الحكومة عن إيجاد بدائل حقيقية لمخلفات تهاوي أسعار النفط في السوق الدولية، وقد ظهر ذلك واضحا في تخبط مسؤوليها وتضارب مواقفهم وتصريحاتهم حيال الأزمة الحالية"
ووصف القيادي في حزب العمال الوضع في الجزائر بـ"الخطيرا جدا"، إذ "أضحى يؤثر بشكل مباشر على سيرورة ونشاط أغلب المؤسسات الرسمية في الدولة".
وكشف المتحدث أن ما تعيشه كثير من الدول العربية مثل سورية أو ليبيا هو نتيجة لواقع كانت تعيشه هذه الدول في وقت سابق، "ولا يختلف كثيرا عن واقع الجزائر في الظرف الحالي".
وأفاد تعزيبت بأن "استمرار الوضع على حاله في بلادنا قد يؤجج أطماع العديد من الأطراف الأجنبية التي تسعى إلى الاستثمار فيه من أجل فرض أجندات معنية".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "الرئيس الجزائري القادم قد يُفرض على المواطنين من قبل هذه الدوائر، وذلك بناء على مشروع معين لا يخرج عن سياق أطماع الدول الأجنبية".
تدافع أميركي فرنسي!
أما نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، فقال إن ما يجري في الجزائر هو عبارة عن "تدافع مصالح بين قوى فاعلة في الساحة الدولية، خاصة بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وهو صراع مشروع لو وضعناه في إطار اقتصادي بحت".
واعتبر أحمد الدان بأن الدول الغربية "تعرف جيدا المؤهلات الهائلة التي تتوفر عليها الجزائر، وهي تسعى دوما للاستثمار فيها بالشكل الذي يبقي على استمرار مصالحها الحيوية في المنطقة".
ويرى القيادي في حركة البناء الوطني أن الجزائر "لا يمكن أن تبقى معزولة عن العالم، في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي".
وأوضح المصدر ذاته بأن الملف الأمني ،خاصة الحراك الذي تشهده منطقة الساحل الأفريقي، "يفرض على البلدان الغربية متابعة دقيقة للوضع والتواصل المستمر مع بلدان المنطقة، ومنها الجزائر".
وبحسب أحمد الدان، فإن "دولا مثل فرنسا أو أميركا، حتى لو لم تقبل بتطور الجزائر، فهي ترفض جرها إلى مستنقع الاضطراب، لأن ذلك سيؤدي إلى خسارة مصالحها، خصوصا فيما يتعلق بقضية الإرهاب، الذي تلعب الجزائر دورا مهما في محاربته".
"الجزائر سيدة قراراتها"
من جهته، انتقد الوزير الأسبق والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، الهادي خالدي، تصريح الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، لأن الجزائر، حسبه، "تعيش وضعا استثنائيا فرضته الأزمة الاقتصادية، لكن ذلك لا يمكن أبدا أن يؤدي إلى رهن قرارها السياسي".
وقال الهادي، في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، إن "مثل هذه التصريحات التخويفية لا تنفع في شيء ما عدا التشويش على الرأي العام الجزائري".
وختم الوزير الأسبق للتكوين المهني بالقول إن خطاب لويزة حنون وبعض التيارات المحسوبة على المعارضة هو "خطاب قديم مبني في غالب الأحيان على عنصر المؤامرة والتهيؤات البعيدة عن الواقع".
المصدر: أصوات مغاربية