29.3 %، هي نسبة الشباب المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاما، الذين لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين خلال سنة 2017، حسب أرقام كشفت عنها هذا الأسبوع المندوبية السامية للتخطيط (جهاز الإحصاء في المغرب).
المذكرة التي أصدرتها المندوبية الأربعاء تضمنت مجموعة من المعطيات الأخرى، التي ترسم صورة قاتمة لوضعية سوق الشغل في المغرب.
اقرأ أيضا: شباب مغاربة: البطالة تقتلنا كل يوم
أعمال غير مؤدى عنها
18.6% من مجموع النشيطين المشتغلين، أي ما يعادل مليونا و793 ألفا، يزاولون عملا غير مؤدى عنه، أغلبهم في الوسط القروي، بينما يزاول 932 ألف شخص، عملا مؤقتا أو موسميا.
وعن ظروف عمل هؤلاء تشير معطيات المندوبية، إلى أن حوالي 5.6% من النشيطين المشتغلين، يشتغلون ليلا ونهارا، منهم 3.2 في المئة يناوبون النهار والليل، و1.1 في المئة يعملون في الليل فقط، بينما يعمل أربعة نشيطين مشتغلين من بين كل عشرة، وهو ما يعادل نسبة 41.8%، أكثر من 48 ساعة في الأسبوع.
هذا وتسجل الأرقام أن ثلثي الأجراء، وهو ما يعادل أزيد من ثلاثة ملايين شخص، "لا يتوفرون على عقدة تؤطر علاقتهم بالمشغل"، في حين أن 77.5% من النشيطين المشتغلين، وهو ما يعادل أزيد من ثمانية ملايين شخص، لا يستفيدون من تغطية صحية.
أكثر العاطلين شباب
ويعتبر الشباب من أكثر الفئات التي تعاني من البطالة، وتشير المعطيات في هذا الإطار إلى أنه على المستوى الوطني يمثل الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و29 سنة، "الفئة الأكثر تضررا من البطالة"، بمعدل 23.5 في المئة، لافتة إلى أن "انتشار البطالة يتقلص تدريجيا مع ارتفاع السن".
وعلى المستوى الجهوي، تسجل المعطيات أعلى مستوى للبطالة بين الشباب بجهة كلميم وادي نون، بمعدل 43.9% في المئة، بينما سجل أدنى معدل لانتشار بطالة الشباب بجهة الداخلة- وادي الذهب بنسبة 4,9%، تليها درعة تافيلالت بنسبة 7,1%.
واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن نحو 7% من العاطلين، أي ما يعادل 83 ألف شخص، قد "يئسوا من البحث الدؤوب عن عمل".
شغل داخل البيت!
تسجل نسب كبيرة للبطالة في صفوف النساء مع العلم أن "النساء الحاصلات على شواهد عليا هن الأكثر عرضة للبطالة" حسب ما توضح ذلك معطيات المندوبية، وهي الوضعية التي تشير إلى تسجيلها بجميع الجهات.
"سواء تعلق الأمر بالمستوى الوطني أو الجهوي، لا يزال معدل بطالة النساء الحاملات لشهادات من مستوى عال جد مرتفع مقارنة برجال هذه الفئة" يقول المصدر، الذي يشير إلى أن أغلب النساء خارج سوق الشغل، البالغ عددهن 10 ملايين، هن ربات بيوت (يمثلن 76.6%).
وعن أسباب عدم ولوج النساء لسوق الشغل، توضح المعطيات أن أزيد من نصف أولئك النساء، (52.7%) "يُرجعن سبب عدم ولوجهن لسوق العمل لضرورة رعاية الأطفال أو البيت"، بينما 18% منهن يفضلن عدم العمل، و8% يرجعن عدم ولوجهن سوق الشغل إلى رفض الزوج.
الجهات الأكثر تضررا
وحسب المصدر ذاته، فإن "أكثر من ثمانية عاطلين من أصل عشرة يتمركزون في ست جهات من المملكة، سنة 2017".
وفي هذا الإطار تحتل جهة الدار البيضاء سطات الرتبة الأولى، بنسبة 25.1%، تليها جهة الرباط سلا القنيطرة بنسبة 17.5%، ثم الجهة الشرقية بنسبة 11.3%، وفاس مكناس بنسبة 10.8%، ومراكش آسفي بنسبة 9.4%، في حين حلت جهة طنجة تطوان الحسيمة في المركز الأخير بنسبة 8.7%.
في المقابل تكشف المعطيات استئثار 5 جهات سنة 2017، بحوالي ثلاثة أرباع من العدد الإجمالي للشغل، وهي على التوالي، جهة الدار البيضاء سطات، مراكش آسفي، الرباط سلا القنيطرة، فاس مكناس، وطنجة تطوان الحسيمة.
يشار إلى أن هذه المعطيات جاءت في إطار "النتائج الرئيسية المتعلقة بالمواضيع الجديدة التي شملها البحث الوطني حول التشغيل"، وهو البحث الذي تشير المندوبية إلى أنه بدأ انطلاقا من 2017 في اعتماد "عينة جديدة موسعة انتقلت من 60.000 إلى 90.000 أسرة".
المصدر: أصوات مغاربية.