تعتبر "زناتة" واحدة من أشهر وأكبر القبائل في شمال أفريقيا، إذ لم يقتصر حضورها في بلد واحد، بل كانت حاضرة في أربعة بلدان هي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا.
أصلها
مصادر عديدة تشير إلى الأصل الأمازيغي لقبائل زناتة، من بينها مؤلف "قبائل المغرب" لعبد الوهاب بن منصور، الذي يذكر أن زناتة من أكبر شعوب الأمازيغ.
وحسب المصدر نفسه فإن زناتة هم "من ولد أجانا أو زانا بن يحيى بن ضريس"، مشيرا إلى إضافة الألف والتاء لكلمة "زانا" فصارت "جانات" أو "زانات"، "فلما عربه العرب" يضيف بن منصور "عاملوه معاملة المفرد وأضافوا إليه هاء الجمع فصار زناتة".
أيضا هناك بعض المصادر الأخرى التي تقول بأن أصل زناتة عربي غير أن أكثر المصادر تشير إلى أصلها الأمازيغي.
مكانها
تشير العديد من المصادر إلى وجود قبائل زناتة في شمال أفريقيا وتحديدا في بلدان الجزائر والمغرب وليبيا وتونس، وفي هذا الإطار تذكر بعض المصادر أن من ينتسبون إلى زناتة في المغرب والجزائر يتكلمون الأمازيغية بينما في ليبيا وتونس يتكلمون العربية.
وتضم قبائل زناتة مجموعة من "البطون" التي تنتسب إليها، من بينها بنو يفرن ومغراوة.
علاقة بكبر هذه القبائل يقول المؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون في مؤلفه "العبر"، "كانت زناتة أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعا وبطونا".
إسلامهم
جاء إسلام قبائل زناتة، إثر غزو جيش تابع للدولة الأموية بقيادة حسان بن نعمان الغساني منطقة شمال أفريقيا في القرن السابع، والذي مني بادئ الأمر بالهزيمة على يد الكاهنة.
وتشير مصادر إلى أن الأمازيغ التفوا حول الكاهنة بعد انتصارها، وكان أغلبهم من قبائل زناتة، غير أنه وبعد سنوات قليلة سيعود الغساني وجيشه وستهزم الكاهنة وتقتل.
ثورتهم
تذكر كثير من المصادر ثورة الأمازيغ بقيادة قبائل زناتة على الحكم الأموي في القرن الثامن ميلادي.
فقائد تلك الثورة هو ميسرة المدغري الذي تشير مصادر إلى كونه ينحدر من قبيلة مدغرة أو مطغرة التي هي فرع لقبيلة مكناسة، إحدى قبائل زناتة بالمغرب الأقصى.
ثورة أشعلها شعور الأمازيغ بالتمييز في تعامل دولة الأمويين بينهم وبين العرب في المشرق، إذ حاولوا سلك طريق الحوار بداية ليجدوا بابه موصدا ما أدى إلى نشوب مواجهة انتهت بالانفصال عن حكم الأمويين.
أثرهم
لهذه القبائل أثر قوي في تاريخ منطقة شمال أفريقيا، إذ تشير مصادر إلى أن "معظم الملوك الأمازيغ ينحدرون من نسب هذه القبيلة"، ومن بينهم الملكة ديهيا التي تنسب إلى قبيلة جراوة التي يشير المصدر نفسه إلى أنها "هي نفسها مغراوة الزناتية".
من جانبه، وفي سياق ذي صلة، يذكر بن منصور في مؤلفه "قبائل المغرب" عن زناتة أنهم "تسنموا ذروة الملك والإمارة في الإسلام مرات عديدة فمنهم بنو مدرار ملوك سجلماسة وخلفاء الموحدين وبنو مرين ملوك فاس وبنو عبد الواد ملوك تلمسان وسواهم".
المصدر: أصوات مغاربية