اختلاف الدين من الموانع المؤقتة للزواج في المغرب، خصوصا بالنسبة للمرأة المسلمة، إذ لا يجوز إبرام عقد زواج بين طرفين مختلفين في الدين، بين مسلمة وغير مسلم، إلا بزوال المانع المنصوص عليه، ضمن مقتضيات المادة 39 من قانون الأسرة المغربي.
مسطرة قانونية معقدة تفرض على قصص حب لمغربيات، أن يقنعن أزواجهن المستقبليين بدخول الإسلام ولو شكليا حتى يسمح لهن بالزواج.
وسط هذا القانون والثقافة المتوارثة، التي تقف عائقا أمام زواج النساء بأجانب، قررت مغربيات توثيق زيجاتهن من أجانب بعقد مغربي، متحديات تقاليد المجتمع وعائلاتهن، ومدافعات عن حقهن في اختيار شريكهن بغض النظر عن دينه أو عرقه أو جنسيته.
هناء.. الزواج بالأجنبي ليس تهمة
لم تكن تعلم هناء بلقيس أن جلسة بين الأصدقاء قبل ثلاث سنوات بمدينة مراكش، ستكون مناسبة للقاء زوجها المستقبلي، تبادلا نظرات الإعجاب، فالكلمات، واسترسلا في الحديث طيلة الجلسة وكأنهما يعرفان بعضهما منذ مدة، تبادلا أرقام الهواتف واستمرا في التعارف إلى أن تزوجا.
"قرار الزواج لم يكن صعبا لأننا أحببنا بعضنا بصدق، لكنه لم يكن سهلا أيضا. تعقيدات المسطرة القانونية، نقاشات مطولة مع العائلة وتساؤلات تلحظها في فضول المحيطين منا.. كلها عوامل تحديتها في مجتمع يعتبر الزواج بالأجنبي تهمة، أو علامة استفهام محيرة"، هكذا تحكي هناء لـ"أصوات مغاربية".
اقرأ أيضا: السماح بزواج التونسيات بغير المسلم.. الجدل متواصل!
تزوجت هناء بزوجها غريغوري الفرنكو إيطالي، بعد تعارفهما بمدة قصيرة، وتضيف بفخر: "الحب لا يعترف بالحدود ولا بالأجناس والأعراق، ولا باختلاف اللغات والأديان، لا يعترف بلون البشرة ولا الشعر ولا العينين. عندما تتقارب الأفكار والقيم الإنسانية التي توحدنا عبر العالم، تذوب الفروقات الجغرافية".
التفكير في القبول بالزواج لم يكن مشكلا بالنسبة لهناء، إذ تتقاسم مع شريكها قيم الحرية والمساواة والإنسانية، يحبان الموسيقى والفن والرقص والسلام، على حد وصفها وتقول: "السعادة قرار وليست قدرا، ونحن قررنا ألا نضيع ثانية دون أن نكون سعداء أو على الأقل، سنعيش ونحن نحاول ذلك".
بعد عامين على زواجها التي تصفه بـ"الناجح"، بعيدا عن المشاكل التي سمعتها عن مشاكل الزواج المختلط، أنجبت طفلتها الأولى وأسمتها ليلة "لتكون شاهدة على قصة حب عابرة للقارات".
سارة.. تحديت العادات والتقاليد
تعرفت سارة على زوجها، الأميركي الجنسية، قبل خمس سنوات ويعيشان في مدينة فكيك شرق المغرب. "لم أتحد عائلتي لكونه غير مسلم، ولكن التحدي الأكبر كان ضد التقاليد التي تفرضها أعراف الأعراس المغربية المتخلفة"، تقول سارة العوني، قبل أن تضيف متحدثة عن كواليس زواجها: "لأنني لم آخذ المهر، لم أصطحب ولي أمري ولا أي فرد من أسرتي، ذهبت إلى العدول وتزوجت بشكل عادي بمفردي بكل بساطة".
عائلتها لم تكن تعترض على زواجها بآدم، بقدر اعتراضها على عدم امتثالها لتقاليد الاحتفال المتعارف عليها في الخطبة والأعراس، وتصف سارة العوني عدم السماح للمغربية بالزواج بغير المسلم بالـ"شوهة"، وتقول لـ"أصوات مغاربية": "بالنسبة لي هذا يعكس عدم احترام لحرية المعتقد، كما يكرس التمييز بين الرجل والمرأة، فما معنى السماح للرجل بالزواج بغير المسلمة، في حين لا يسمح للمرأة بالزواج بغير المسلم".
وتعتبر سارة أن هذه القوانين "ذكورية"، كما تعترض على فكرة "الصداق" وتعتبره "دعارة باسم القانون".
المصدر: أصوات مغاربية.