علماء مسلمون
علماء مسلمون

ظل موضوع المساواة في الإرث، أحد أبرز المواضيع المثيرة للجدل في البلدان المغاربية، وفي الوقت الذي يدعو فيه السواد الأعظم من أئمة الإسلام إلى المحافظة على مبدأ "للذكر مثل حظ الأنثيين"، فإن البعض اختار أن يخرج عن هذا الإجماع.

في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، اجتهد باحثون وعلماء دين وفقهاء وأعلنوا عن آراء دعت إلى ضرورة إعادة النقاش حول موضوع الإرث في الدين الإسلامي. إليك أبرزهم.

أبو حفص

خلال بداية الألفية الحالية، كان عبد الوهاب رفيقي (المعروف بأبي حفص)، أحد أبرز وجوه التيار السلفي في المغرب، لكن سنة 2003، تم اعتقاله على خلفية الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، قبل أن يتم العفو عنه من طرف الملك محمد السادس بعد 9 سنوات من السجن إلى جانب عدد من السلفيين.

​​أبو حفص، أثار مؤخرا زوبعة من ردود الفعل في المغرب، بعد خروجه في تصريحات صحافية، يدعو فيها إلى إعادة النظر في موضوع الإرث، ما دفع الكثيرين من زملائه وأصدقائه بالأمس القريب، إلى مهاجمته، ودعوته إلى التخلي عن أفكاره.

وقال رفيقي إن أبرز أسباب فتح النقاش حول موضوع الإرث هو "المتغيرات التي عرفها العالم، ودور المرأة التي تعرضت للظلم على مر العصور، في حين أنه اليوم يرفع شعار حقوق الإنسان والحرية والكرامة"، وأضاف "كما أنه لا يمكن الترافع عن الحقوق دون الحديث عن المرأة".

​​وأكد رفيقي أن الترسانة القانونية يجب أن تتغير، لأن "الإرث يمس المرأة والأسرة بشكل عام"، فيما استنكر ما اعتبرها "البطاقة الحمراء"، التي ترفع في وجه كل يدعو لفتح النقاش حول هذا الموضوع، كما شدد على ضرورة "معرفة المقصد والغاية من وراء التشريع، والتي أجملها في العدل".

عدنان إبراهيم

من أبرز الدعاة المعاصرين الذين أبدوا مواقف جريئة فيما يخص توزيع المواريث،  يتقلد حاليا منصب رئيس "جمعية لقاء الحضارات" وإمام "مسجد الشورى" في العاصمة النمساوية فيينا.

​​لا يتردد إبراهيم خلال مختلف الدروس التي يلقيها والبرامج التي يشارك فيها، في الدعوة إلى إعادة النظر في موضوع الإرث، وطرح تساؤلات حول جدوى الاستمرار في نفس التقسيم بعد التغييرات التي طرأت.

وقال إبراهيم في إحدى مقابلاته الصحافية، إن التشريع الإسلامي حينما وزع الميراث كان يهدف إلى العدل، "ولكن السؤال هو أن هذا التشريع جاء على خلفية اقتصادية معينة كانت تلزم المرأة البيت ولا تشارك في النفقة بخلاف الرجل، ولكن الآن تغيرت الأوضاع والمرأة أصبحت تكسب كما الرجل فهل يعقل أن تبقى هذه المسألة"، على حد تعبيره.

طارق رمضان

مفكر سويسري من أصول مصرية، وله عدة كتابات تتركز على التجديد في الدين والتراث الإسلامي.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه علماء دين مسلمون أن النصوص حول الإرث قطعية، وأنها تبقى غير مفتوحة على التأويل، يؤكد طارق رمضان، أن المشكل يكمن في كون بعض العلماء "يعتبرون أن النص قطعي في تطبيقه بحكم أنه قطعي في لفظه".

​​ويؤكد رمضان أن مسألة النصف في الإرث التي وجدت فقط للنسب المباشر، كانت فلسفة أسرية قائمة على زيادة التكليف بالنسبة للرجل وإسداء حقوق خاصة بالنسبة للمرأة، "فإذا كان يملك الرجل الضعف، فلأنه من واجبه أن يلبي حاجيات الأسرة بأكملها".

أما في الوقت الحالي حسب الباحث في الدراسات الإسلامية، فإن "التطبيق الحرفي للنص يؤدي في بعض الحالات إلى انتفاء العدل، وهذا ما يتناقض مع جوهر وخطاب النص".

​​يحيى الهندي

هو رجل دين أميركي، ويدرس في عدد من الجامعات في الولايات المتحدة، أبرزها جامعة "جورج تاون" بواشنطن.

يخرج يحيى الهندي في عدد من المحاضرات التي يلقيها، بمواقف صريحة داعية إلى "إعادة النظر في مسألة تقسيم الإرث"، ويؤكد أن "المرأة أصبحت تصرف كما هو الحال بالنسبة للرجل، على عكس ما كان في الماضي".

​​ويشدد الداعية الأميركي، على ضرورة "إعادة فهم الآيات الخاصة بالإرث، انطلاقا من معطيات العصر الحالي، ومناقشة هذا الموضوع بشجاعة"، من أجل "تحقيق مقاصد الشريعة".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة