رغم الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب منذ أغسطس 1994، فإن منطقة بين لجراف الواقعة في واد كيس أقصى الشمال الغربي للجزائر، ما زالت تشكل نقطة التقاء بين الجزائريين والمغاربة، الذين تجمعهم قرابة أو مصاهرة وصداقة، رغم وجود أسلاك شائكة، وخندق يفصل بين ضفتي المنطقة. فماذا تعرف عن منطقة "بين لجراف"؟
جبلان متقاربان..
تبعد منطقة بين لجراف الحدودية بـ 700 كلم عن الجزائر العاصمة، وهي المدخل الغربي الرئيسي لمدينة مرسى بن مهيدي الساحلية، المتاخمة لمدينة السعيدية شرق المغرب، وبين لجراف عبارة عن جبلين متقاربين، أحدهما يقع على التراب الجزائري، والثاني على الأراضي المغربية.
يشق منطقة بين لجراف، وادي كيس الذي يعتبر الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب، ويمتد من شاطئ مرسى بن مهيدي شمالا إلى أقصى تراب منطقة بوكانون الحدودية.
منطقة التحايا بين الجزائريين والمغاربة
منذ إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب عام 1994، حوّل مواطنون جزائريون ومغاربة منطقة بين لجراف كأقرب موقع بين البلدين، إلى مكان للتحايا بين العائلات والأقارب والأصدقاء القاطنين في البلدين، حيث يتم الاتفاق هاتفيا على اللقاء بعد تحديد موعد دقيق لذلك.
ورغم بعد المسافة بين مدينة مرسى بن مهيدي الساحلية، التي تضم منطقة بين لجراف، وعاصمة الولاية تلمسان بنحو 114 كلم، فإن العائلات تأتي من كافة مناطق الغرب الجزائري، وباقي الولايات الأخرى لرؤية أقاربها القاطنين في المدن المغربية، خاصة في فصل الصيف، حيث تعج بين لجراف بالزائرين الذين يحددون مواعيد مع أقاربهم في المغرب.
أسلاك وخنادق..
أقامت السلطات الجزائرية نهاية عام 2017 سياجا شائكا يفصل الجانب الجزائري، عن الطرف المغربي ، وأثار ذلك جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي حول أهميته، ومدى تطابقه مع التطلعات الرسمية لتطوير قطاع السياحة، إذ تجلب تلك المشاهد المؤثرة بين العائلات الجزائرية والمغربية التي تربطهما علاقات قرابة، العديد من السياح والزائرين الذين يلتقطون الصور للذكريات الخاصة بهم.
ورغم الأسلاك الشائكة، والخنادق، والإجراءات الأمنية المشدّدة، ما زال الجزائريون والمغاربة يقفون على ضفتي بين لجراف لإلقاء التحايا، وخلفهم الأعلام الجزائرية والمغربية، في مشهد نادر الحدوث على حدود بلدين متجاورين.
المصدر: أصوات مغاربية