لا تزال ليبيا من دون جيش موحّد منذ حوالي سبع سنوات، وتحديدا منذ أكتوبر 2011، تاريخ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
جيشان في بلد واحد!
وتسبب النزاع حول السلطة في ليبيا عقب سقوط نظام القذافي، في تقسيم ليبيا إلى قسمين، يسيطر عليهما جيشان اثنان: المنطقة الشرقية وعاصمتها بنغازي، يسيطر عليها المشير خليفة حفتر بجيشه، والمنطقة الغربية يحكمها المجلس الرئاسي، بزعامة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ولها قواتها العسكرية هي الأخرى.
ويسعى الرسميون الليبيون إلى تكوين جيش ليبي واحد، تُشرف عليه رئاسة أركان ووزارة دفاع واحدة، آخر هذه المحاولات كانت في لقاء جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، منتصف هذا الأسبوع.
ونقل الموقع الرسمي لحكومة الوفاق أن "رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القائد الأعلى للجيش، فائز السراج، اجتمع بأعضاء اللجنة المكلفة من قبل القائد الأعلى بالمشاركة في اجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية".
وبحث موضوع الاجتماع "سبُل توحيد المؤسسة العسكرية، بعد سلسلة اجتماعات عقدها ممثلو حفتر والسراج في العاصمة المصرية القاهرة".
"حفتر هو العقبة"
وقال المحلل السياسي الليبي، اسماعيل السنوسي، إنه من الممكن أن يتوحّد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، "شرط أن يكون حفتر خارج الاتفاق".
وأضاف السنوسي في حديث لـ"أصوات مغاربية"، أن حفتر يريد أن يكون القائد العام والوحيد للجيش، و "هذا ما لا يقبله أحد من حكومة الوفاق، فالجيوش الحديثة تقوم على الانضواء تحت قيادة أركان واحدة ووزارة دفاع واحدة، ولا تقوم على الائتمار بأوامر رجل واحد".
وأضاف المحلل السياسي الليبي "نعم، يمكن أن يكون لحفتر دور في الجيش الليبي الموحّد لكنه لن يكون القائد، ثم إن عدد قوات الجيش والضباط في الجهة الغربية، أكبر بكثير من جنود وضباط حفتر في بنغازي والشرق عموما، وعليه أن يقبل بهذا الواقع".
"الانقسام السياسي هو السبب"
"المشكل سببه الانقسام السياسي، هذا الانقسام هو الذي أفضى إلى وجود جيشين في ليبيا"، بهذه العبارة فسّر الناشط والمحلل السياسي الليبي إسلام الحاجي، وجود جيشين في البلاد.
ويضيف الحاجي متحدّثا لـ"أصوات مغاربية"، أن القضاء على الانقسام السياسي كفيل بتذويب الجيشين في جيش واحد تحت قيادة عسكرية وسياسية موحّدة، "أما في ظل استمرار الانقسام السياسي، فلا يمكن تعليق آمال كبيرة على إقامة جيش واحد".
من جهة أخرى حمّل الحاجّي أطرافا خارجية، مسؤولية استمرار الانقسام السياسي والعسكري، "فرنسا تتدخل في شرق ليبيا وإيطاليا في الغرب، وفي غياب دور قوي لدول الجوار فإن الانقسام سيعمّق، وسيستمر الليبيون في نزع الشرعية عن بعضهم البعض، وأنا من هذا المنبر المغاربي، أدعو إلى حوار ليبي حقيقي برعاية من دول الجوار، يتناول الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية، للخروج بليبيا من هذه الدوامة".
المصدر: أصوات مغاربية.