هي واجهة الجزائر أمام المغرب، في أقصى غرب الجزائر، ظلت المعبر الرئيسي للجزائريين والمغاربة، باعتبار قرب المسافة بينها وبين مدينة وجدة المغربية، التي لاتتجاوز 25 كيلومترا.
كانت مغنية مركز مراقبة وحراسة رومانية، شهدت أحداثا هاما، باعتبارها مسقط شخصيات بارزة في التاريخ الجزائري، كما كانت نقطة تلاقي بين القادة والملوك، وعُرفت بالمنتجات القادمة من المغرب، خصوصا التوابل التي اشتهرت بها. وهذه حقائق قد لاتعرفها عن المدينة الأسطورة.
من الرومان إلى الفرنسيين واليهود
أطلق الرومان إسم "نوميروس سيروروم" على المنطقة التي أقاموا فيها حامية تتكون من 4 بوابات، ويعني الإسم الروماني "سير"، في إشارة إلى سير الجيوش من بلاد الشام إلى ما يُعرف حاليا بمدينة مغنية.
دخلت القوات الفرنسية إلى المدينة عام 1836، بقيادة الجنرال بيدو، الذي أقام ثكنة عسكرية على أنقاض الثكنة الرومانية، وفي عام 1844، غير الجنرال الفرنسي الإسم الروماني إلى "لالة مغنية"، نسبة لضريح "امرأة صالحة" دفنت هناك.
في عام 1922، تأسس أول مجلس بلدي في مدينة مغنية، التي سميت بعد ذلك بـ"مرنية"، وتألف من أغلبية يهودية لتسيير شؤون السكان.
بن بلة، الحسن الثاني، الملك فهد والشاذلي..
ينحدر الرئيس الأسبق أحمد بن بلة من مدينة مغنية، رفقة محمد خميستي، أول وزير خارجية للجزائر بعد الاستقلال، وهي أيضا مدينة الكاتب الجزائري الراحل عمار بلحسن، ومن مغنية وضواحيها جاء الكاتب أمين الزاوي، والأديب واسيني لعرج.
كما احتضن المركز الحدودي العقيد لطفي يوم 4 ماي 1987، بتراب مدينة مغنية، القمة الثلاثية، التي جمعت الملك السعودي فهد، والعاهل المغربي الحسن الثاني، والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.
وارتبطت المدينة أيضا بالمرأة "الصالحة" لالة مغنية المولودة سنة 1765، في بيئة من التصوف، حسب ما جاء في الفيلم الوثائقي "الحاجة مغنية"، للمخرج الجزائري مصطفى حسيني، والذي عرض عام 2011.
توابل وشاي..
اشتهرت مدينة مغنية في السنوات الماضية، بكونها مركزا تجاريا حدوديا، حيث عرفت أسواقها رواجا كبيرا للبضائع القادمة من المغرب، مثل الفواكه المجففة والتوابل والشاي، وقبيل الإجراءات المشدّدة على الحدود الغربية المشتركة بين الجزائر والمغرب، كانت مغنية تعرف توافد أعداد كبيرة من المواطنين الراغبين في اقتناء توابل شهر رمضان.
كما ظلت مركزا تجاريا هاما، أقيمت فيها الفنادق والمقاهي والمطاعم لاستقبال الزوار القادمين من مختلف الولايات، ودفع ذلك بالبنوك إلى فتح وكالات، نظرا للحركية الاقتصادية التي كانت سائدة آنذاك، لكنها تقلصت في الآونة الأخيرة بفعل الإجراءات المشددة على الحدود.
المصدر: أصوات مغاربية