أحيى الاتحاد العام التونسي للشغل، الثلاثاء، بالعاصمة تونس اليوم العالمي للعمال.
ويحظى الاتحاد، وهو أكبر التمثليات النقابية في البلاد، بمكانة مهمة لدى التونسيين، لدوره التاريخي منذ زمن الاستعمار.
"أصوات مغاربية" تستعرض لكم أبرز الزعماء النقابيين، الذين أسهموا في تعزيز مكانة العمل النقابي في العقود الماضية.
محمد علي الحامي: تأسيس أول النقابات المستقلة
ولد محمد علي الحامي عام 1890 بمنطقة الحامة، في محافظة قابس بالجنوب الشرقي للبلاد، وتوفي في 1928 بالسعودية.
التحق بالعاصمة تونس للعمل، قبل أن يدشّن مرحلة جديدة من حياته بعد أن بدأ بتلقي دروس في جامعة الزيتونة.
في مرحلة لاحقة، تعلم الحامي عدة لغات سمحت له بالسفر بين تونس وليبيا وتركيا وألمانيا، ما عمّق معارفه ووعيه السياسي والنقابي قبل أن يعود إلى بلاده لتأسيس نقابة.
ينظر إلى الرّجل على أنه أول من أسّس نقابة مستقلة في تونس، وهي جامعة عموم العملة التونسية التي ظهرت عام 1924.
واجهت هذه المنظمة، منذ نشأتها، رفضا واسعا من السلطات الاستعمارية الفرنسية، بعد أن أطرّت تحركات نقابية ناجحة.
ونجحت السلطات الفرنسية في إنهاء هذه النقابة عن طريق محاكمة مؤسسيها البارزين من بينهم الحامي.
فرحات حشاد: أحبك يا شعب
ولد فرحات حشّاد في جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس بالجنوب التونسي، يوم 2 فبراير 1914.
ويتحدر الرجل من عائلة فقيرة إذ كان والده يشتغل في مجال الصيد البحري.
خاض الرّجل تجارب نقابية متعددة، بدأت بالانضمام إلى تنظيم نقابي في الشركة الفرنسية التي التحق بها، ليكلفه الأمر الطرد من العمل.
عام 1946، أقدم حشاد بمعية رموز آخرين في الحركة الوطنية، على تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل (أقدم النقابات في العالم العربي).
وتقلد حشاد أول أمانة عامة للاتحاد في تاريخه، قبل أن يتم اغتياله، في حادث حملت السلطات التونسية مسؤوليته للفرنسيين.
تحوّل خطابه "أحبك يا شعب" إلى شعار يردده النقابيون على مر العصور، وكان هذا الخطاب قد نشر في جريدة الحرية عام 1950.
الحبيب عاشور
يُعدّ الحبيب عاشور واحدا من مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل إلى جانب فرحات حشاد.
ولد عاشور في جزيرة قرقنة بمحافظة صفاقس في 1913، وتوفي عام 1999 بالعاصمة تونس.
بدأ العمل النقابي، في صفوف نقابات فرنسية قبل أن ينسلخ عنها ليساهم في تأسيس تنظيمات عمالية تونسية.
وقاد عاشور الاتحاد في 3 مناسبات بعد استقلال البلاد، ولم تقتصر أنشطة عاشور على معارضة السلطات الاستعمارية إذ خاض مواجهات كبيرة مع نظام الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، أبرزها أحداث جانفي 1976 بعد دعوة الاتحاد لإضراب عام.
حسين العباسي
ولد حسين العبّاسي في العام1947 بمحافظة القيروان وسط البلاد.
تدرّج العباسي في المسؤوليات النقابية في منطقته، قبل أن يتم نقله إلى الاتحاد الجهوي في القيروان.
في العام 2006، صعد العبّاسي إلى قيادة الاتحاد حيث كلف بقسم التشريع، قبل أن ينتخب أمينا عاما للاتحاد في 2011، أشهرا قليلة بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
نجح الاتحاد في فترة العبّاسي في الفوز بجائزة نوبل للسلام إلى جانب 3 منظمات أخرى هي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وهيئة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان في العام 2015.
وتوجت الجائزة جهود المنظمات الأربع في تنظيم حوار وطني، أخرج البلاد من أزمة سياسية حادة أعقبت اغتيال المعارضين محمد براهم وشكري بلعيد.
المصدر: أصوات مغاربية