عزيز أخنوش
عزيز أخنوش

تستمر للأسبوع الثاني حملة مقاطعة منتجات الحليب والمياه المعدنية والمحروقات التابعة لثلاث شركات مغربية، والتي انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "خليه يريب".

ويبقى اسم عزيز أخنوش، مالك شركة المحروقات التي تطالها المقاطعة أيضا، أكثر الأسماء ترددا خلال هذه الحملة.

​​وفي مقابل من يعتبرون أن الحملة "شعبية" دافعها "غلاء الأسعار"، هناك من يصفونها بـ"السياسية" ويرون أن "المستهدف الأول" بها هو أخنوش لبروزه في الساحة السياسية، بينما يعتبر طرف آخر ممن يؤيد "استهداف" أخنوش أن الأمر مرتبط برفض مبدأ "الجمع بين السلطة والثروة".

فأخنوش إلى جانب كونه رجل أعمال بارز وأحد أكبر الأثرياء في المغرب، هو رئيس حزب سياسي، ووزير، كما يطلق عليه البعض لقب "صديق الملك".

اقرأ أيضا: من الشارع إلى فيسبوك.. بروفايل جديد لاحتجاج المغاربة

"استقلالية المبادرة"

بالنسبة للناشط الحقوقي اليساري، فؤاد عبد المومني، فإنه "لا يمكن تحديد مستهدف مركزي أو جماعي إلا حين تكون للحملة قيادة واضحة"، مبرزا أن "المستجد"  بخصوص حملة المقاطعة، التي يشهدها المغرب، أنها "مبادرة غير واضحة المعالم" ولكنها مع ذلك "مبادرة تمكنت من أن تلقى استجابة واسعة من شرائح مختلفة".

تلك الشرائح، حسب المتحدث نفسه، تضم فئات عديدة، أهدافها مختلفة، تتراوح بين من يريدون أن يتكبد أخنوش الخسارة، ومن يعتبرون أن "السيل قد بلغ الزبى" سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية أو السياسية، إلى جانب من "لديهم تقدير سياسي" ويرون أن "مساءلة النظام ضرورية، وبأن هذه المساءلة تكتسب قوة وزخما حين تكون شعبية".

​​ويرى عبد المومني بأنه من ضمن جملة الأسباب التي ساهمت في "نجاح الحملة" مسألة "استقلالية المبادرة"، بحيث "لا يوجد طرف سياسي يدعي أبوتها، والذي قد يعتبر غدا المنخرطين فيها تابعين له بشكل من الأشكال".

من ثمة يشدد الحقوقي المغربي، ضمن تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، على "عدم إمكانية الحديث عن هدف مركزي أو عن طبيعة محدد للمبادرة"، مردفا "هذه حركية شعبية، الناس يبدعون ويكتشفون ويفرحون حين يتمكنون من رد جزء من الألم الذي يوجهه لهم النظام والطغمة الاقتصادية".

"أرضية خصبة"

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي، عبد الرحيم العلام، بأن هذه الحملة "ما كانت لتنجح لولا وجود أرضية خصبة لذلك" تتمثل في غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية، إلا أنه لا ينفي في الوقت نفسه تحولها من كونها اقتصادية إلى سياسية، كما لا ينفي علاقة هذا الأمر بعزيز أخنوش الذي يشغل منصبا سياسيا، وفي الوقت نفسه يمتلك "شركات كبرى مرتبطة بالمعيش اليومي للمغاربة".

وعن تحول الحملة من كونها اقتصادية إلى سياسية، يوضح العلام، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن الأمر راجع إلى طريقة التفاعل معها من طرف المستهدفين منها "فقد لا يكون المقاطعون من أرادوا لهذه المقاطعة أن تكون سياسية، ولكن ردود فعل الذين تضرروا منها هي ردود فعل سياسية".

​​وحسب المتحدث نفسه فإن هناك أطرافا "استغلت مناصبها الحكومية" للرد على الحملة بطريقة خلفت "شعورا بالاستفزاز" على حد تعبيره.

ويتابع مشيرا في هذا السياق إلى وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد (المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار) الذي "استغل منصبه لينعت الناس من البرلمان بتعابير غير لائقة"، وأخنوش "الذي استغل المعرض الدولي للفلاحة ليرد على المقاطعين" يقول العلام.

اقرأ أيضا: 'البزنس مان' المغربي والوزارة.. هل يختلط ماله بالسياسة؟​

"حملة سياسية"

في المقابل وخلافا لمن يعتبر بأن حملة المقاطعة "شعبية" وأن دوافعها اقتصادية مرتبطة بغلاء الأسعار، فإن الوزير السابق، والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، منصف بلخياط، يرى العكس تماما.

"ليس هناك أدنى شك أن هذه حملة سياسية تستهدف رئيس التجمع الوطني للأحرار وعددا من الأسماء البارزة في الحزب"، يقول بلخياط الذي يرى أن هناك أحزابا سياسية ومنظمات شبابية سياسية "تقف وراء الحملة"، دليله على ذلك أن "الشركات المستهدفة لم تشهد أية زيادة في الأسعار".

اقرأ أيضا: الأزمي: هذه حقيقة وقوف حزبنا وراء 'المقاطعة' بالمغرب!

وحسب المتحدث نفسه فإن "استهداف" أخنوش بهذه الحملة، راجع إلى بروزه في الساحة السياسية.

​​"منذ مجيئه (يقصد أخنوش) برز بشكل كبير على الساحة السياسية، وبنى بسرعة كبيرة جدا هياكل حزب التجمع الوطني للأحرار على جميع المستويات، الشباب والمرأة والمنظمات المهنية..." يقول القيادي التجمعي، مستطردا أن أخنوش "نظم 12 مؤتمرا جهويا خرج منها ببرنامج سياسي ومجتمعي مبني على ثلاث نقط هي الصحة والشغل والتربية الوطنية، وقدم عقدا للمجتمع المغربي بعنوان مسار الثقة".

ويختم بلخياط بالقول "الذين يقفون وراء هذه الحملة يريدون زرع التفرقة، كما أنها ستؤثر على جميع الفاعلين في الساحة السياسية".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة