الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس (يسار)  رفقة سلفة إلياس العماري (يمين)
الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس (يسار) رفقة سلفة إلياس العماري (يمين) | Source: Courtesy Image

انتخب حكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين المغربي، أمينا عاما جديدا لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض (حزب تقدمي) خلفا لإلياس العماري.

يتحدث بنشماس، في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية"، عن الاتجاه الذي سيدير إليه دفة الحزب ورأيه في انتظارات الشارع المغاربي المعبر عنها بقرار مقاطعة منتجات استهلاكية، فضلا عن موقفه من أداء الحكومة التي يقودها الإسلاميون في المغرب.

نص المقابلة

في تصريح سابق للأمين العام السابق إلياس العماري، أكد أن حزب الأصالة والمعاصرة جاء لمحاربة الإسلاميين، هل يتبنى بنشماس التوجه نفسه؟

مباشرة بعد انتخابي يوم أمس، أعلنت بأن حزب الأصالة والمعاصرة لم يعد له عدو ولا يحارب أحدا. عدونا الحقيقي خلال الفترة المقبلة، سيكون هو الفقر والتهميش والإقصاء.

 شددت في برنامجي الانتخابي أمام أعضاء الحزب أننا سنكون حزبا هدفه تقديم مساهمة متواضعة إلى جانب أطراف ومؤسسات أخرى داخل المشهد السياسي، من أجل كسب الرهانات المطروحة على بلادنا وإنجاح الوِرَش، التي ما يزال جزء منها يراوح مكانه، أو يسير بوتيرة بطيئة جدا.

اليوم، هناك انشغالات وتطلعات كبيرة لحوالي 32 مليون من سكان المغرب، وجب العمل على تلبيتها والإجابة عنها.

من ضمن هذه الانشغالات، هناك مطالب بخفض أسعار عدد من المواد الاستهلاكية عبر عنها مغاربة عبر خيار المقاطعة، في نظرك كيف يمكن للحزب المساهمة في الاستجابة لهذه المطالب؟

أولا، نحن حزب في موقع المعارضة وثاني قوة سياسية في البلاد. وانطلاقا من ذلك، طرحت تصورا على كافة مكونات الحزب يقضي بأن نمارس معارضة بناءة تُنهي مع عقدة عدم التنويه بالحكومة في حال حققت مكتسبات جديدة.

في تقييمنا لعمل الحزب والطبقة السياسية برمتها خلال السنوات الأخيرة، تبيّن لنا أن الجميع كان يركز على أشباه القضايا، وهذا مؤسف. لذلك يجب التفرغ خلال الفترة المقبلة للقضايا الجوهرية والمهمة.

أعتقد بأن الأولوية القصوى اليوم يجب أن تُمنح للنموذج التنموي الذي وضعه ملك البلاد في خطاباته الأخيرة، لأن الواقع يقول إن مشاريع مثل الجهوية المتقدمة متوقفة، رغم أنها بيت القصيد في عملية التنمية.

ما رأيك في الأداء الحالي لحكومة سعد الدين العثماني؟

في الواقع، وبناء على المؤشرات المتوفرة يمكن القول إن الحكومة ليست مقنعة وتراوح مكانها بدليل أنها تعيش تناقضات كبيرة بين مكوناتها، الأمر الذي يجعلها عاجزة عن الإصغاء لنبض المجتمع.

من المؤسف أننا لا نرى اليوم حصيلة إيجابية للحكومة، التي عجزت عن تقديم أجوبة واضحة وملموسة. وهذا الأمر أصبح بصراحة يوقف مسار تقدم البلاد كلها، لذلك فإن الحكومة مطالبة بإعادة ترتيب أولوياتها من جديد ومراجعة أوراقها، لأن الشعب ملّ من الخطابات الجوفاء والتعبير عن النوايا فقط، وبات بحاجة إلى نتائج واقعية وملموسة.

هل يمكن للحزب في ظل التغيير الذي حصل، سواء على مستوى القيادة أو التوجهات، أن يتبوأ الصدارة في الانتخابات المقبلة؟

بالنسبة لي، أرى أن هذه المسألة سابقة لأوانها ولا تشكل هاجسا لنا في الحزب حاليا، لأن الوضعية الراهنة تتطلب منا النهوض من جديد واسترجاع طاقتنا وتجميع كفاءات الحزب من أجل التفرغ للقضايا الحقيقية التي تحدثت عنها في البرنامج الانتخابي.

بالمقابل، لا يمكن نفي ضرورة الاشتغال على قضايا مرتبطة بمعالجة أعطاب الجسم التنظيمي لحزبنا، فإلى جانب الإنجازات التي حققها خلال الـ10 سنوات الماضية والتي جعلته ثاني قوة سياسية في المغرب، نعترف بوجود أعطاب داخل تنظيم الحزب وجب العمل على معالجتها.

هل يمكنك تحديد هذه الأعطاب بالضبط؟

أعتقد أنه حان الوقت من أجل إعادة تعريف مفهوم المسؤولية داخل الحزب، وعلى المناضلين أن يعيدوا ضبط هذا المفهوم، لأن المسؤولية ستكون لاحقا مطوقة بدفتر تحملات في إطار مبدأ المحاسبة. وهذا الأمر سيكون أهم القواعد والمبادئ التي تتأسس عليها خارطة الحزب للمرحلة المقبلة.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة