معبر حدودي بمحافظة جندوبة التونسية على الحدود مع الجزائر
معبر حدودي بمحافظة جندوبة التونسية على الحدود مع الجزائر

بين الجزائر وتونس معابر كثيرة، رسمية وغير رسمية، يتنقل عبرها ملايين الأشخاص في الاتجاهين، فضلا عن الكثير من السلع، وتشكل هذه المعابر 'رئة حقيقية' للشعبين عموما ولسكان المناطق الحدودية على الخصوص.

ظلت هذه المعابر تضجّ بالحياة رغم الأحداث التي مرت بها الجزائر في التسعينيات، وعرفت بـ"العشرية السوداء"، وأيضا خلال الفترة الحالية التي تعرف فيها تونس توترا أمنيا على الحدود مع الجزائر بسبب بعض التحركات الإرهابية، ما يشير إلى أهمية هذه المعابر في حياة البلدين.

ومن أهم المعابر: أم الطبول وبوشبكة وحيدرة وحزوة وتمغزة وببوش وغار الدماء وملولة.

9 معابر رسمية

يقول رئيس "جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي"، مقداد إسعاد، إن هناك 9 معابر حدودية مسجلة بصفة رسمية، "تمثل روابط الوصل البرّية بين البلدين الجارين"، بغض النظر عن الخطوط الجوية والبحرية بينهما.

وأوضح إسعاد في حديث لـ "أصوات مغاربية"، أن جمعيته نظمت تظاهرة العام الماضي "قدّم خلالها سفير الجزائر في تونس أرقاما بخصوص السياح الجزائريين، حيث كشف أن  2.2 مليون سائح جزائري زاروا تونس بين شهري يناير ونوفمبر 2017"، بينما كشفت في أرقام رسمية تونسية، أن عدد السياح الجزائر في تونس بلغ في نهاية 2017، 2.5 مليون.

​​وأكّد المتحدث أن عدد السياح الجزائريين مرشح للارتفاع بين سنة وأخرى "معبر أم الطبول الحدودي يشهد دخول ما لا يقل عن 2 مليون جزائري سنويا، وتتقاسم باقي المعابر أعدادا أقل من الجزائريين".

ووصف الناشط المدني حركة تنقل الأشخاص بأنها لم تعد مقتصرة على اتجاه واحدة، أي من الجزائر نحو تونس، بل باتت هناك سياحة في الاتجاهين "هناك ظاهرة جديدة وهي توجه التونسيين إلى الجزائر من أجل السياحة، وأيضا من أجل التبضع واقتناء مستلزمات هي أقل تكلفة من المنتجات في تونس".

'تهيئة المعابر'

وكشف رئيس "جمعية يوغرطة"، أن تونس أنشأت منذ ثلاث سنوات "ديوانا وطنيا للمعابر البرية، تشرف عليه وزارة النقل، الهدف منها هو جعل هذه المعابر مهيأة لاستقبال السياح والعائلات ورجال الأعمال أيضا، حيث يهيأ المعبر على شاكلة المطارات، تكون فيه مرافق من قبيل البنوك والفنادق والمطاعم".

​​وأردف المتحدث، أن الجمعية التي يرأسها بصدد إعداد مقترحات عملية، لتطوير المعابر الحدودية "لتكون رئة حقيقية للشعبين والبلدين".

من جهة أخرى حذّر إسعاد من عمليات التهريب التي تشهدها مناطق حدودية بين البلدين "هناك تهريب ينخر اقتصاد البلدين، مواد غذائية وبنزين، وسجائر مقلدة مصنوعة في أفريقيا تهرب نحو أوروبا أيضا بكميات هائلة".

معابر المهرّبين!

من جانبه قال الخبير الاقتصادي التونسي، وجدي بن رجب، إن المعابر الحية بين تونس والجزائر هي تلك الموجودة في الشمال الغربي، معابر ولايتي الكاف وجندوبة "لأنها تشهد حركية كبيرة في تنقل الأشخاص، يقدرون بالملايين، بالإضافة إلى نقل السلع".

"المبادلات التجارية لم تصل إلى المستوى المطلوب مع أوروبا لكنها ملموسة، وإن كانت بعيدة عن شعارات التكامل الاقتصادي والوحدة المغاربية.. بل إن هذا الدور تلعبه القرى الحدودية التي باتت تتعامل بالمقايضة عبر السلع التي تتبادلها من البلدين دون مراقبة رسمية.. فهؤلاء هم الذين يجسّدون الوحدة المغاربية فعلا!"، يضيف بن رجب متحدثا لـ"أصوات مغاربية".

​​وأشار الخبير الاقتصادي إلى خط السكة الحديدية لنقل الأشخاص بين البلدين "هذا الخط موجود ومبرمج لكنه لم يبدأ العمل بعد، يقولون إنه تأجل لأسباب أمنية.. هذا الخط سيفتح المجال أكثر لحركة الأشخاص، مع التذكير بوجود خط بحري بين البلدين".

ولفت المتحدث إلى ظاهرة التهريب قائلا "المهربون بين البلدين خلقوا اقتصادا موازيا ربحوا منه، لقد استطاعوا أن يُنشئوا معابرهم الخاصة غير الرسمية".

ونفى بن رجب أن يكون للوضع الأمني أي تأثير على حركة الأشخاص أو السلع من وإلى البلدين "لا لم يحدث وتأثرت الحركة في الاتجاهين، الإرهابيون ينشطون في مناطق جبلية نائية بعيدة عن المراقبة الأمنية".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة