Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الفنان رشيد طه
الفنان رشيد طه

رحل اليوم الأربعاء الفنان الجزائري المعروف رشيد طه، عن عمر ناهز 59 سنة، وذلك إثر أزمة قلبية في باريس.

وتناقلت الصحافة الفرنسية الخبر مبرزة الدور الذي لعبه طه في سبيل "إيصال صوت ومعاناة الجالية المغاربية في أوروبا لحكومات الضفتين"، وهو ما أكده لـ"أصوات مغاربية" الفنان الشاب محمد الأمين ميسراوي، الذي يؤدي الأغنية الكناوية.

​​ولد رشيد طه في مدينة سيق (غرب الجزائر) في 18 سبتمبر 1958، وعاش بها 10 سنوات قبل أن يغادر سنة 1968 رفقة عائلته إلى فرنسا.

"عند وصوله إلى منطقة الألزاس الفرنسية اكتشف رشيد الفرق بين واقع العيش في أوروبا ووطنه الجزائر" يقول أستاذ الموسيقى في معهد "توب ميوزيك" بمدينة ليون الفرنسية، علال بن زين.

​​ويشير بن زين، في حديث لـ"أصوات مغاربة"، إلى أن رشيد طه بصم الجيل الثالي من المغتربين عبر إحياء أغاني جزائرية قديمة تتحدث عن "الحكرة" وألم الغربة مثل أغنية "يا المنفي" و"يا الرايح وين مسافر".

ومضى بن زين يقول "بالرغم من أنه ترك الجزائر في سن مبكرة إلا أنه استطاع الحفاظ على لغته إذ كان يتحدث الدارجة الجزائرية بشكل جيد".

عام 1979، ترك رشيد البيت العائلي، وأصبح يجوب فرنسا في إطار اشتغاله كممثل مبيعات.

​​ويقول بن زين بأن تلك المرحلة مكنت طه من التعرف على فرنسا العميقة، في إطار اشتغاله ببيع الكتب، قبل أن يعود ويستقر رفقة عائلته بليون سنة 1981.

"في تلك السنة تعرّف رشيد طه على كل من الأخوين محمد، ومختار أميني، وهما أول من ساهم في صقل تجربته الموسيقية، إذ كان الأول عازفا للقيثار والثاني متخصصا في الإيقاع" بحسب المتحدث نفسه.

"بطاقة إقامة" (Carte de séjour)

رفقة صديقيه، أسس رشيد طه فرقته الموسيقية الأولى تحت اسم (Carte de Séjour)، وهو مشروع موسيقي بحمولة اجتماعية، إذ ركز الثلاثي على مواضيع الغربة والتمييز التي يعانيها المغتربون عامة، والمغاربيون على وجه الخصوص.

سنة 1986، أعادت الفرقة تأدية أغنية فرنسية تحت عنوان (Douce France) للفنان شارل تريني، وعرفت المجموعة آنذاك نجاحا معتبرا، مكنها من كسب حب الجيل الثاني من المغتربين.

وفي 1989، وبعد سلسلة من المهرجانات والحفلات الموسيقية، افترق الثلاثي الشاب، ليجد رشيد طه نفسه مجبرا على خوض تجربة فردية لأول مرة.

​​بعد وقت قصير قضاه في لوس أنجلس الأميركية بحثا عن مشاريع موسيقية عالمية، عاد طه إلى الجزائر ليحضر لألبوم جديد يبدأ به تجربته كمغني روك-راي، فأنتج أول ألبوم له تحت عنوان "بارباس".

لقي الألبوم نجاحا في الساحة الفنية الجزائرية التي عرفت انفراجا سنة 1991، خصوصا بعد انفتاح التلفزيون الرسمي على موسيقى الراي والموسيقى الشبابية عامة، إذ عرفه الجمهور الجزائري في برامج منوعات مثل "بوزنزل" و"بلاد ميوزيك".

سنة 1993، شهدت إنتاجه لألبوم "voila voila ca recommence"، ثم في سنة 1995 أطلق رشيد ألبوما آخر بعنوان "أولي أولي"، والذي لم يعرف نجاحا كبيرا، لكنه لاقى استحسان موسيقيين كبار قرروا العمل مع رشيد قصد مزج موسيقى الراي بموسيقى الروك والبوب.

"عدم نجاح ألبومه (أولي أولي) جعله يعيد إنتاج أجمل أغانيه سنة 1997، ليستعيد بذلك الثقة في نفسه" يقول علال بن زين.

​​"يا الرايح".. "يالمنفي".. ألم الغربة

في سنة 1998، كثف رشيد من نشاطه الفني، إذ نشط دورات فنية في كل من باريس والولايات المتحدة الأميركية، والجزائر والمغرب، ثم مصر.

في هذا الصدد، يوضح الفنان الجزائري محمد الأمين ميصراوي بأن الراحل كان متخوفا من عدم إرضاء الجمهور المصري الذي لم يكن يعرفه، لكنه تمكن في النهاية من حشد أكثر من 2500 متابع في ليلة أحياها بالعاصمة المصرية القاهرة.

ولعل 1998 كانت السنة التي ذاع فيها صيت رشيد طه، خصوصا بعد تأديته لأغاني جزائرية رفقة الثنائي فوضيل وخالد في "بيرسي" في فرنسا، تلتها ألبومات ناجحة تراوحت فيها أغانيه بين الشعبي والكناوي والراي والبوب.

رشيد طه كان يحضر لدورات فنية بفرنسا الشهر الجاري، لكن الموت سبقه، ليستيقظ محبوه اليوم الأربعاء 12 سبتمبر، على خبر وفاة أشهر "روكر" مغاربي.

 

​​المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة