Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

بومدين بلبكير يوقع روايته "زوج بغال" بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر
بومدين بلبكير يوقع روايته "زوج بغال" بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر | Source: Courtesy Photo

شارك الروائي الجزائري، بومدين بلكبير، في الدورة الأخيرة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر بروايته "زوج بغال"، والتي تحمل اسم المعبر الحدودي الشهير بين الجزائر والمغرب. في هذا الحوار، يتحدث بلكبير عن فكرة رواية، وكيف تساهم اسقاطاتها على الواقع في سرد التمزق الذي تعيشه عائلات مغربية وجزائرية بسبب ما حدث سنة 1975.

نص المقابلة:

من أين جاءتك فكرة تأليف رواية "زوج بغال"؟

 جاءتني فكرة الرواية من مآسي وجراحات مئات العائلات الجزائرية المغربية التي أصابها الشتات بعد طرد كل بلد لمواطني البلد الآخر سنة 1975، وما لحقه من توترات سياسية مستمرة كان أبرزها قرار غلق المعبر الحدودي في منطقة زوج بغال، والذي فاقم الوضع المأساوي. أحداث الرواية وشخصياتها خيالية لكنها لا تنقطع عن الواقع.

وكيف كان تفاعل الجزائريين مع الطرح الإنساني الذي قدمته الرواية؟

الرواية صدرت حديثا في بيروت في طبعة مشتركة بين دار نشر لبنانية وأخرى جزائرية، وقبل أيام فقط كان أول لقاء لي مع القراء في حفل التوقيع المنظم على هامش صالون الجزائر الدولي للكتاب. لمست من خلال تواصلي مع القراء اهتماما كبيرا بالموضوع الذي تناولته الرواية، كما لاحظت أن تيمة الرواية حفزت في داخلهم طرح الكثير من الأسئلة حول مضامينها وتفاصيلها، وبالأساس حول موضوع العلاقات الجزائرية المغربية.

هناك اهتمام واسع بالرواية خصوصا من قبل القراء الذين يقيمون بالمدن الغربية الجزائرية (كوهران وسيدي بلعباس وتلمسان ومستغانم وتيارت)، هذا بالإضافة إلى الرسائل التي تصلني باستمرار من قراء في المغرب يسألون فيها عن كيفية الحصول على الرواية، وهل هي متوفرة في المغرب أم لا؟

أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تراوحت الاستجابة بين التنويه بأهمية العمل والتحمس لقراءته، والإشادة بجرأة الطرح وشجاعة الكاتب، وبين السب والشتم والقذف والتخوين طبعا!

غلاف رواية زوج بغال للجزائري بومدين بلكبير
غلاف رواية زوج بغال للجزائري بومدين بلكبير

أطلق الملك محمد السادس مؤخرا مبادرة للحوار مع الجزائر. ما موقفك كمثقف من هذه المبادرة؟

كغيري من المتتبعين في انتظار رد الرئاسة الجزائرية على مبادرة ملك المغرب، لأنها وحدها المخوّلة بذلك.

أما بخصوص رأيي الشخصي في الموضوع؛ أنوّه بما انطوى عليه خطاب الملك المغربي من شجاعة وإرادة في هدم الهوّة بين البلدين، والدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام بعد الجمود الذي عرفته طيلة عقود.

في الوقت ذاته يجب على كل طرف الالتزام بالتعاون والابتعاد عن التوتر والتشنج السياسي، وأن يتحمل مسؤولياته كاملة أمام التاريخ وأمام الأجيال؛ وأن يعمل البلدان على تجاوز كل العراقيل والقيود التي كبحت تطبيع العلاقات بينهما.

في نظرك، ما هو الدور الذي يمكن للمثقف المغاربي أن يلعبه لإعادة بعث الاتحاد المغاربي؟

من المفروض أن يكون دور المثقف أكبر من الأدوار التي يلعبها السياسيون، خصوصا وأن الأشياء التي تجمع بين البلدين أكثر بكثير من التي تفرق بينهما.

أنت أدرى بحالة المثقف المغاربي؛ فهو إما مغيب قصدا عن المشهد بفعل التهميش والاستبعاد والإقصاء الذي يتعرض له، أو هو من دون حول ولا قوة، أو في حالات أخرى متقاعس عن القيام بأدواره وتحمل مسؤولياته، نظرا لانسحابه من قضايا الأمة بمحض إرادته من فرط سلبيته أو عجزه أو استسلامه.

​​ يجب أن تكون هناك مبادرات جادة من قبل المثقفين في البلدين، حتى يتم ردم هوة الخلافات تدريجيا. وروايتي "زوج بغال" كغيرها من العديد من الأعمال الأخرى في المسرح أو في السينما أو في الفن والموسيقى تدخل ضمن هذا الإطار.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة