ابن المهدي بن بركة، بشير بن بركة، في وقفة بباريس للمطالبة بكشف مصير والده
ابن المهدي بن بركة، بشير بن بركة، في وقفة بباريس للمطالبة بكشف مصير والده

أزيد من خمسة عقود مرت على اختفاء المعارض السياسي المغربي المهدي بن بركة، والذي لم يعرف إلى اليوم ما جرى له بعد آخر ظهور له في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر 1965 بباريس.

منذ ذلك الوقت، وعائلة بن بركة، تسعى جاهدة لحل لغز اختفائه الغامض ومعرفة حقيقة مصيره، من خلال سبل متعددة بما فيها مراسلة أعلى المسؤولين في كل من فرنسا والمغرب، آخرها رسالة وجهها ابنه، البشير بن بركة، إلى كل من الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عشية زيارة هذا الأخيرة للمغرب.

بن بركة، يوضح أن الهدف من هذه الرسالة هو تحرك الدولتين لمساعدة القضاء بغرض البحث والكشف عن حقيقة ما تعرض له والده، مؤكدا ضمن حواره مع "أصوات مغاربية" استمرار عائلة بن بركة في 'كفاحها' من أجل معرفة الحقيقة بالرغم من "العراقيل" التي يواجهونها، مبرزا في الوقت نفسه موقفه مما تعرض له الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، الذي شبه كثيرون مصيره بمصير المعارض المغربي. 

إليكم نص المقابلة:

المهدي بن بركة
اختفى في مثل هذا اليوم.. 7 معلومات عن بن بركة
في مثل هذا اليوم، 29 أكتوبر، سنة 1965، أي قبل 52 عاما، اختفى المعارض السياسي المغربي، المهدي بن بركة، ومنذ ذلك الوقت انتشرت قصص كثيرة وروايات أكثر حول اختطافه واغتياله دون أن تتبين حقيقة لغز اختفائه رغم مرور أزيد من خمسة عقود على وقوعه.

​​وجهتم رسالة إلى الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عشية زيارة الأخير للمغرب، تطالبون فيها بكشف ملابسات اختفاء والدكم المهدي بن بركة، هل تتوقعون أي تجاوب مع هذه الرسالة؟

لحد الآن لا يوجد أي رد فعل رسمي، مع ذلك نحن ننتظر أن تكون هناك إجراءات رسمية من طرف الدولتين المغربية والفرنسية لمساعدة القضاء للتقدم في البحث من أجل كشف الحقيقة، وهذا هو الهدف من الرسالة.

ما الذي يمنع في نظركم اليوم الكشف عن حقيقة ما تعرض له والدكم وقد مر أزيد من نصف قرن على الواقعة؟

هذا هو السؤال الذي نطرحه نحن أيضا سواء على السلطات الفرنسية أو المغربية، فقد مرت لحد الآن 53 سنة، ولم يعد هناك شيء يمنع الكشف عن الحقيقة.

نحن كعائلة نطالب أولا وقبل كل شيء بمعرفة مكان الرفات حتى نتمكن من الترحم على روح المهدي بن بركة كما يجب.

ثانيا، اختطاف واغتيال المهدي بن بركة هو جريمة سياسية، وبالتالي فمن مسؤولية الدولتين المغربية والفرنسية معرفة المسؤولين عن هذه الجريمة والكشف عنهم حتى لا تتكرر.

فما وقع مؤخرا لجمال خاشقجي يُظهر أن هذه الجرائم، للأسف، ما تزال مستمرة، وجزء من السبب في هذا الأمر هو غياب الحقيقة بشأن جرائم سابقة.

وكما أسلفت، لم يعد هناك حاليا ما يمنع كشف الحقيقة، سواء بالنسبة للمغرب أو لفرنسا، وهذا أملنا وغرضنا من الرسالة التي وجهناها إلى ملك المغرب ورئيس الجمهورية الفرنسية.

أشرتم إلى ضرورة معرفة المسؤولين عن هذه الجريمة، كيف يمكن معاقبة هؤلاء في حال كانوا قد رحلوا؟

غرضنا ليس العقاب، نحن فقط نريد أن نعرف الحقيقة بشأن مصير والدي، كيف توفي؟ وأين هي جثته؟ كما نريد أن يتم تحديد المسؤوليات.

هناك مسؤولية الأشخاص وأيضا مسؤولية أجهزة الدول، إذ أن هناك دول تعترف بالجرائم التي حدثت عن طريق أجهزة أمنية تابعة لها، في المقابل بالنسبة لقضية المهدي بن بركة فلم يتم لحد الآن تحديد أية مسؤوليات بشأنها.

​​خلال العقود التي مرت على اختفاء والدكم، تم تداول العديد من الروايات بشأن ما يمكن أن يكون قد تعرض له، أنتم اليوم تبحثون عن تأكيد لإحدى تلك الروايات أم تتوقعون حقيقة ورواية أخرى بعيدا عن كل ما قيل وراج؟

نحن نريد أن نعرف ما حصل بالضبط. بالفعل هناك روايات كثيرة، ولكن ما هي الرواية الصحيحة؟ هذا سؤال لا نتوفر على إجابة عليه خصوصا في ظل غياب أدلة.

دور القضاء البحث في تلك الروايات، ولكن "المصلحة العليا" للدول وبالذات "المصلحة العليا" للدولتين المغربية والفرنسية تقف كحاجز أمام عمل القضاة وتعرقل الكشف عن حقيقة ننتظر معرفتها منذ 53 سنة. 

العديد من المتتبعين، شبهوا ما حدث للصحافي جمال خاشقجي بما قد يكون  تعرض له المهدي بن بركة، وذلك انطلاقا من إحدى الروايات المتداولة بشأن مصيره، كيف شعرتم وأنتم تطلعون على تلك التشبيهات؟

شعرت بالغضب طبعا، فالأساليب لا تتغير، أساليب إيقاف نشاط المعارضين للأسف هي نفسها لا تتغير، وهذا أمر غير مقبول، وفي هذا الإطار أشير إلى أننا بدورنا نساند المطالب بمعرفة كل الحقيقة بشأن اغتيال خاشقجي.

هل ما يزال لديكم اليوم، رغم مرور أزيد من نصف قرن، أمل في معرفة ما تعرض له والدك؟

طبعا، ولذلك نحن لم ولن نوقف كفاحنا من أجل معرفة الحقيقة، هذا أمر مهم بالنسبة لعائلتنا، أمي تبلغ الآن 85 سنة، ومن غير المحتمل بالنسبة لها ألا تعرف حقيقة ما جرى لزوجها، ونحن كذلك، حتى أحفاد وحفيدات المهدي بن بركة بدورهم يريدون ويطالبون بمعرفة الحقيقة، لكل ذلك لن نوقف بحثنا وتشبثنا بمعرفة الحقيقة رغم العراقيل.


المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة