Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

مهاجرون تونسيون غير نظاميين في إيطاليا (أرشيف)
مهاجرون تونسيون غير نظاميين في إيطاليا (أرشيف)

يكشف الوزير التونسي المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج، رضوان عيارة، موقف بلاده من الميثاق الدولي للهجرة.

الوزير التونسي المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج، رضوان عيارة
الوزير التونسي المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج، رضوان عيارة

​​ويتحدث عيارة أيضا في هذا الحوار الذي أجراه مع "أصوات مغاربية" على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي حول الهجرة بمراكش، عن حقيقة التنسيق المغاربي في مجال الهجرة.

نص المقابلة:

صادقتم على الميثاق الأممي للهجرة، ماذا سيقدم هذا الميثاق لتونس؟

المصادقة على الميثاق مسألة مهمة لجميع الدول الحاضرة اليوم في مراكش، وأيضا لكل المواطنين الذين لديهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الهجرة.

مصادقة تونس ليست مسألة استثنائية كونها انخرطت في مسار إصلاحي كبير للحد من الهجرة السرية التي شهدت أول موجة كبيرة إبان ثورة 2011، وشهدت تونس حينها مغادرة عدد كبير من الشباب للبلاد عبر البحار، وفاق عددهم 25 ألف تونسي. 

قضية الهجرة تُلزم تونس ونبحث عن حل لها

​​حصلت مآسٍ كبيرة للعائلات لأن العديد من المهاجرين لحد اللحظة مفقودون، وعدد مهم منهم ماتوا غرقا في البحر.

هذا جعل قضية الهجرة تُلزم تونس ونبحث عن حل لها مع الأطراف التي لنا علاقة معها في منطقة المتوسط، وأيضا التي لها استثمارت في تونس.

الذي يهمنا في تونس هو استقطاب الاستثمارات للحد من الهجرة غير النظامية ومن النزوح وفقدان الأمل لدى الشباب.

اليوم هو يوم تاريخي إذن، ومصادقتنا ستكون لها أثر فعال وإيجابي في تقديم رؤية واضحة بالنسبة لتونس والدول المغاربية. 

ذكرت أهمية توضيح الرؤية للدول المغاربية، هل الدول المغاربية في نظرك بحاجة إلى اتفاق للتعاون والتدبير الإقليمي لأزمة الهجرة؟

الأساس هو أن الميثاق قدم لنا شرعية أكثر ليكون هناك تضامن أكبر بين الدول المغاربية في التعاطي مع الهجرة غير الشرعية.

صحيح أن الدول المغاربية تواجه عدة تحديات ونحن غير راضين عن مستوى التنسيق بيننا، لكن يجب أن توحد الرؤية بسرعة وبنجاعة أكبر.

في الوقت الحالي ربما الوضع في ليبيا أصعب من الوضع في الدول الأخرى، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تضامن بين الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس وبالأساس مع ليبيا لإيجاد حلول متناسقة لتقاسم المشاغل والحد من أثار الهجرة من خلال منوال تنموي موحد يعيد النظر في مسألة التبادل التجاري والتنمية في دول شمال أفريقيا. 

في الوقت الحالي ربما الوضع في ليبيا أصعب من الوضع في الدول الأخرى

​ومن خلال الميثاق سنبحث عن آليات تنسيقية.

صحيح هناك مصالح تربط بعض الدول بدول أخرى، وبالتالي لن نفرض على الدول التعاون. 

أعددنا في تونس استراتيجية وطنية للهجرة وستتم المصادقة عليها في قادم الأيام لنجد حلولا عملية للحد من الهجرة غير النظامية.

وسنبرم اتفاقيات ثنائية تجعل من طرق الذهاب إلى الدول الأوروبية منظمة وتؤمن بأهمية المهاجر في سيرورة التنمية.

في كلمتك الافتتاحية أشرت أيضا إلى ضرورة التعاون مع باقي دول القارة الأفريقية، هل ترحب تونس بفضاء للتبادل والتنقل الحر بين دول أفريقيا؟

التجربة التونسية تقدمت بأشواط كثيرة في رفع التأثير، وهذا دليل على أنه ليس لدينا أي خوف من الأصدقاء والأشقاء الأفارقة في السفر إلى تونس، سواء للدراسة أو العلاج الصحي أو البحث عن عمل.

ولكن في الوقت نفسه هناك مفاوضات مع بعض الدول لرفع التأشيرة أيضا لأنها لم تكن يوما حلا ديناميكيا في الدول الأفريقية التي هي معنية بالأساس بظاهرة الهجرة.

ومن الضروري أن يكون الحل داخل المنتظم الأفريقي ثم المنتظم الأوربي فالمنتظم الدولي.

سبق لتونس أن رفضت إقامة مخيمات للمهاجرين على أراضيها، ألا يتعارض ذلك مع أهداف الميثاق الدولي للهجرة؟ 

لا زالنا نرفض إقامة مخيمات ومراكز احتجاز للمهاجرين، وهذا لا يتعارض مع الميثاق لأن تونس ليست دولة مقصد للمهاجرين بل أحيانا دولة عبور.

وقد تعاوننا مع دول ككندا واليابان ووضعنا آليات لإعادة النظر في مسألة تعزيز حماية الحدود البرية والبحرية قلص من موجة الهجرة التي شهدتها تونس في 2011 من أزيد من 25 ألف مهاجر إلى بعض المئات.

وهذا يدل على نجاح ونجاعة آليات العمل داخل المنظومة الحكومية في تونس.

ما زالت لدى بعض الدول نظرة ضيقة ومنغلقة تجاه مسألة الهجر

​هذا ليس تعارضا لأن موقفنا واضح منذ البداية، ولا زلنا على نفس الموقف. لسنا بلدا يمكنه أن يكون موطنا لاستقطاب اللاجئين والمهاجرين باعتبارنا ملتزمين في تونس بالمواثيق الدولية.

ولكننا في نفس الوقت ملتزمون مع دول الجوار التي جعلتنا نتحدى هذه الأزمة، وليس هناك أية فائدة في جعل تونس بلد استقرار للاجئين.

انتقدت الخارجية التونسية سياسة "غلق الأبواب" التي تتبناها بعض الدول الأوروبية أمام المهاجرين، ما مدى تأثير هذه السياسة على ملف الهجرة؟

صحيح وجهنا انتقادات، لكن هناك تعاون مع دول أوروبية أخرى وهناك لقاءات ثنائية في هذا المؤتمر لإيجاد علاقات متينة لتدبير جيد للهجرة في قادم الأيام مع تونس، خاصة لخلق فرص شغل للشباب الحاملين للشهادات العليا ولتليين شروط الحصول على التأشيرة.

فغلق حدود بعض الدول الأوروبية مسألة ستعطي أثرا سلبيا ونتائج عكسية ستدفع بالشباب إلى اختيار قوارب الموت وترك المجال مفتوحا للهجرة غير النظامية.

وللأسف ما زالت لدى بعض الدول نظرة ضيقة ومنغلقة تجاه مسألة الهجرة.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة