قال رئيس حزب "تجمع أمل الجزائر"، عمار غول، إن "الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها"، كما أوضح خلال ندوة صحافية نظمت الثلاثاء الماضي بأن حزبه ينتظر "قرار الرئيس بالترشح، لمباركته ودعمه وتجسيده".
الخروج الأخير لغول جاء أياما فقط بعد تصريحات سابقة له كشف فيها عن عدم ممانعته "تأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، الذي تنتهي ولايته مطلع أبريل القادم.
التغيُّر الحاصل في موقف عمار غول بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة يراه أستاذ العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، بلقاسمي عثمان، "إشارة إلى أن السلطة تخلّت عن خيار تمديد عهدة بوتفليقة"، خصوصا وأن غول "مقرب من دوائر القرار في الجزائر، وهو يدعم بوتفليقة منذ انتخابه سنة 1999".
أما عن إمكانية ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة فيرى المتحدث أن "الأمر غير وارد، نظرا لوضعه الصحيّ الحرج".
"التوافق وارد"
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي فيصل مطاوي أن "إمكانية حصول توافق بشأن شخصية معينة وارد لكنه ليس بالمؤكد".
لا احد يخلد في هته الدنيا ،السؤال الذي يشغلني من هو هذا المهدي الذي سيخلف بوتفليقة و كيف سيصل الى الحكم ؟كل ما اتمناه ان يكون حنين و رؤوف بالشعب مثل ما كان بوتفليقة سابقا ،اقول هذا و انا معارض لبوتفليقة لكن الحق يقال بوتفليقة صبور و رؤوف و متسامح مع الشعب لدرجة كبيرة ...
— Med Rafik (@MedRafik2) 2 novembre 2018
وفي اتصال مع "أصوات مغاربية" أوضح مطاوي بأن "السلطة حريصة على إحاطة قراراتها بسرية تامة، نظرا لعدم اتفاق جميع الأجنحة حول الموضوع".
لكن أستاذ العلوم السياسية بلقاسمي عثمان يؤكد على أن جميع الأطراف الفاعلة في القرار السياسي بالجزائر، "وجدت نفسها مجبرة على التوافق، وهو ما يظهر جليا من خلال التغير في تصريحات عمار غول".
وأضاف هذا الجامعي بأنه "ربما تكون هناك شخصية جامعة وقع عليها الاختيار"، ويرجح أن تكون هذه الشخصية "مقربة من السلطة، وسبق أن اشتغلت مع بوتفليقة".
"تصريحات غير صحيحة"
أما القيادي في حزب تجمع أمل الجزائر، زواني بن يوسف، فيقول إن ربط تصريحات غول بتغيير محتمل في أجندة السلطة بخصوص الانتخابات الرئاسية "ليس له أساس من الصحة".
ونفى المتحدث أن يكون الحزب الذي ينتمي إليه ومن خلاله عمار غول "قد غير من موقفه تجاه الرئاسيات المقبلة".
وفي حديث لـ"أصوات مغاربية" كشف هذا البرلماني عن أن حزب "تجمع أمل الجزائر" لم يطرح فكرة التأجيل لكنه "رافع من أجل توافق وطني قبل إجراء الانتخابات الرئاسية".
وبينما لم يخف دعم حزبه للرئيس بوتفليقة، أقر زواني بأن مسألة ترشح الرئيس لخلافة نفسه "يقررها هو فقط" مشددا على أن "تجمع أمل الجزائر سيواصل دعمه إذا قرر الترشح".
وقال المتحدث ذاته إنه ليس هناك أي تناقض في تصريحات غول "فنحن لم ندع إلى تأجيل الانتخابات، وإنما قلنا لا مانع من ذلك إذا اتفق الجميع حول أرضية وفاق".
وتابع "نحن متمسكون بندوة الإجماع التي دعونا إليها، لأنها تشكل أرضية انطلاقة بخطى ثابتة نحو الرئاسيات المقبلة".
لن تكون #العهدة_الخامسة بإذن الله ذلك ان الرئيس مريض جدا ، وان الشعب اكتشف من يسير بإسم بوتفليقة ، وايضا خوفا من حالة عدم الإستقرار ، وأن الوضع اصبح كارثي بسبب تسييرهم .الآن يحضرون من سيخلف بوتفليقة ، بعد ان جعلوا اغلبية أعضاء مجلس الأمة من FLN ، لكي لايمر اي قرار لايعجبهم.
— 🇩🇿 Mohamed El Hadi (@MedGaba) 31 décembre 2018
"لقد تأخروا"
من جهة أخرى، نبه المحلل السياسي فيصل مطاوي إلى أن السلطة "تأخرت كثيرا في إيجاد وفاق حول شخصية معينة"، كما شكك في إمكانية نجاح الشخصية التي سيقع عليها الاختيار في استقطاب أصوات الناخبين.
"ليس من السهل أن ينجح مرشح السطلة هذه المرة، لأن الأمر متأخر جدا خصوصا وأن موعد استدعاء الهيئة الناخبة أضحى قريبا" يقول مطاوي.
في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية بلقاسمي عثمان بأن السلطة لا تكترث لعامل الوقت "لأنها ستسخر ماكينتها الدعائية لأي شخصية يقع عليه الاختيار".
المصدر: أصوات مغاربية