أعلنت وزارة الداخلية التونسية، عن إجراءات جديدة على المستوى الأمني بمحافظة القصرين (وسط غربي) التي تواجه القوات الأمنية في مرتفعاتها تنظيمات متشددة.
وقررت وزارة الداخلية إحداث هيكل أمني جهوي موحد مكلف بالإشراف على مكافحة الإرهاب بمحافظة القصرين.
كما أجرت الوزارة حركة نقل في صفوف عدد من القيادات الأمنية في سلكي الأمن والحرس (الدرك) بالمحافظة ذاتها، وفقا لبلاغ الداخلية.
ويرى محللون أن الإجراءات الأخيرة تأتي لتفادي النقص الحاصل في مجال مكافحة الإرهاب بالمحافظة، فيما يعتبر آخرون أن تلك الإجراءات "شكلية ولن تغير الأوضاع القائمة".
القصرين: نُقل بخطط قيادية أمنية وإحداث هيكل أمني يُشرف على مكافحة الارهاب / https://t.co/YFVmHK0E78 /
— TUNISIE TENDANCE / أخبار تونس (@tunitrend) 5 janvier 2019
هيكل موحد لمكافحة الإرهاب
ولم تكشف الداخلية عن تفاصيل إضافية تخص حركة النقل التي أعلنتها، غير أن تقارير إعلامية محلية أكدت أن النقل شمل مدراء أقاليم الأمن والحرس بالقصرين ورؤساء مناطق الأمن والحرس بسبيطلة.
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من شهر على العملية الإرهابية التي استهدفت منطقة سبيبة بالمحافظة ذاتها.
وفي ديسمبر الماضي، أقدمت "مجموعة إرهابية مسلحة"، وفقا للداخلية على السطو على فرع بنكي بمنطقة سبيبة باستعمال شاحنة تم افتكاكها من صاحبها تحت التهديد.
ثم توجهت المجموعة المسلحة إلى دوار الخرايفية المحاذية لجبل المغيلة، حيث قامت "بقتل المواطن خالد الغزلاني الذي اغتيل شقيقه العسكري سعيد الغزلاني على يد مجموعة إرهابية أيضا".
الشريف: خطوة انفعالية
وتعليقا على هذه الإجراءات الوزارية، وصف الخبير الأمني والعسكري، فيصل الشريف في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إحداث الهيكل الأمني الموحد بـ"الخطوة الانفعالية، والقرار الارتجالي."
ومن وجهة نظر الشريف فإن "المطلوب هو إنشاء مركز استعلاماتي موحد على مستوى مركزي يجمع الأمن والحرس والجيش، تكون له سلطة اتخاذ القرار على جميع الأجهزة المسلحة."
إقرأ أيضا: وزير الداخلية التونسي: الحرب ضد الإرهاب متواصلة
وتساءل الخبير الأمني والعسكري عن "جدوى إنشاء هذا الجهاز الجهوي الموحد بالقصرين، خاصة في ظل وجود مناطق أخرى تنشط فيها المجموعات المسلحة على غرار الكاف وسيدي بوزيد."
براكاج شاحنة ثم براكاج بنك ثم قتل مواطن... كل هذا لم يحدث صدفة بل عن طريق سبق الإصرار والترصد. يحدث هذا في يوم واحد من طرف نفس المجموعة. رغم أن سبيبة مدينة متقدمة نوعا ما، أي ليست حدودية. هذا شنوة يعني؟يعني أن الإرهاب موش في الجبال. الإرهاب يعيش في القرى والمدن.
— Sami Jallouli (@Sami_Jallouli) 17 décembre 2018
وفي ما يتعلق بتغيير القيادات الأمنية بالمحافظة، يرى الشريف أن "الفشل في التصدي للمجموعة الإرهابية بسبيبة لا يرتبط بالأشخاص، بقدر ماهو نتيجة لغياب التنسيق بين الوحدات الأمنية والعسكرية."
واعتبر أن القيادات الأمنية التي تم تغييرها "أكباش فداء لغياب رؤية استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب، يكون للجانب الاستعلاماتي دور كبير فيها."
العلاني: إجراء استباقي
في المقابل، يربط الخبير الأمني، علية العلاني إحداث جهاز موحد لمكافحة الإرهاب بـ"السعي إلى تلافي النقائص المسجلة في التعاطي مع التحركات الإرهابية بمحافظة القصرين".
وقال العلاني في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "عملية سبيبة الأخيرة سرّعت بإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية بالقصرين، بعدما تبين وجود خلل أمني خاصة أن العملية استغرقت نحو 40 دقيقة".
إقرأ أيضا: هذه خارطة التنظيمات المتشددة في تونس
ويرى المتحدث نفسه أن "إحداث جهاز أمني موحد برئاسة عقيد في الحرس أصبح ضروريا لاتخاذ القرارات بسرعة في التحركات الميدانية التي تتعلق بمكافحة الإرهاب".
ووفقا للخبير الأمني ذاته فإن "إنشاء هذا الجهاز له ما يشبهه في مناطق أخرى على غرار جندوبة والكاف التي تم إحداث مراكز جهوية موحدة بها منذ 2015 لمواجهة الخطر الإرهابي".
كما يعد هذا الإجراء "عملا أمنيا استباقيا يحسب لفائدة الأجهزة التونسية لمواجهة المخاطر الإرهابية محتملة"، يستطرد العلاني
سبيبة اليوم: سطو مسلح من قبل إرهابيين على البنك الوطني الفلاحي.ما تسمع كان اخبار الارهاب و السطو و الالغام و القصف و الطيارات... عن اي تنمية تتحدثون!!
— lassaad barkaoui (@FestiKass_tn) 14 décembre 2018
المصدر: أصوات مغاربية