تعتزم حركة النهضة التخلي عن حيادها السابق في ما يتعلق بالرئاسيات، بعد تأكيد عدد من قيادييها أن الحزب سيكون معنيا بالسباق نحو قصر قرطاج الرئاسي.
سيناريوهات متعددة
كشف عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، محمد القوماني، أن النهضة "ستكون معنية بجميع الاستحقاقات الانتخابية من بينها الرئاسيات باعتبارها "حزبا رئيسيا في المشهد السياسي التونسي".
وأضاف القوماني في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "ما تم تأكيده داخل مجلس الشورى هو أن النهضة لن تكون محايدة في انتخابات 2019 على غرار ما وقع في 2014، كما لن تترك لمنخرطيها حرية التصويت لأي مرشح".
ولم تقدم حركة النهضة في 2014 مرشحا خاصا بها في الانتخابات الرئاسية واكتفت بخوض التشريعيات التي فازت فيها بالرتبة الثانية خلف حزب نداء تونس.
راشد #الغنوشي يعلن انه حركة النهضة ستشارك رسمياً في انتخابات الرئاسة التونسية المقررة نهاية العام الجاري، مضيفاً انه غير معني شخصياً بالترشح. pic.twitter.com/gprxlANSO0
— Nawaf | نـواف (@NMeleihi) 12 janvier 2019
وبشأن السيناريوهات المطروحة حول مرشح النهضة المحتمل، قال القوماني: "تأكيد رئيس الحركة راشد الغنوشي عدم رغبته في الترشح لهذا المنصب لا يعفي بقية مؤسسات النهضة من البحث عن الصيغ المتاحة للتفاعل مع الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".
وكان الغنوشي قد صرّح في يناير الماضي بأنه لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن بين تلك السيناريوهات، يشير القيادي بالنهضة إلى "إمكانية ترشيح شخص آخر من داخل الحركة باستثناء الرئيس، أو التوافق مع قوى سياسية أساسية لدعم مرشح آخر، أو الذهاب في السيناريو الثالث وهو دعم ترشح شخصية من خارج الحركة".
خطط سياسية
في المقابل، يُدرج محللون سياسيون تلويح النهضة بالترشح للرئاسيات في خانة "المناورات السياسية لتسجيل المزيد من النقاط السياسية".
وفق تفاهمات سرية رئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد هو مرشح حركة النهضة الإخوانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة و من أبرز منافسيه المحتملين حليف راشد الغنوشي السابق و صديقه حافظ السبسي هذا إذا لم يترشح السبسي الأب لولاية رئاسية ثانية #تونس
— الخليل ولد اجدود (@KHjdoud) 16 juillet 2018
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي مختار الدبابي إن "رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يُدرك أن محاذير كثيرة تقف في وجه الترشح للرئاسة".
من بين هذه "المحاذير"، يشير الدبابي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إلى "الطابع الشرفي لمنصب رئيس الجمهورية".
"لا تأثير كبيرا لمنصب الرئيس في ظل إمساك رئيس الحكومة والبرلمان بمعظم الملفات، على الرغم من أن الباجي قايد السبسي سعى لاستثمار أقصى ما يتيحه هذا المنصب"، يقول الدبابي شارحا وجهة نظره.
ويضيف المتحدث: "سيضع منصب الرئاسة النهضة في مواجهة جدية مع المجتمع الدولي، فوجود الغنوشي في الرئاسة سيدفع دولا عربية وأجنبية إلى رفض استقبال الرئيس".
ويخلص الدبابي إلى أن تلويح قيادات في النهضة بترشيح الغنوشي للرئاسة هدفه "ممارسة ضغوط على حلفائهم الحاليين في الحكومة، أو من يراهنون على دعم النهضة لهم في الرئاسة لانتزاع مواقف غير معادية للنهضة".
"هدف النهضة سيظل التأثير القوي في البرلمان ولجانه، ومن ثمة في الحكومة والمؤسسات الدولية بأسلوب التسلل الهادئ وطويل المدى"، يختم المحلل السياسي كلامه.
المصدر: أصوات مغاربية