Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

في 13 فبراير من كل سنة، يحتفي العالم بـ"اليوم الدولي للإذاعة" التي تصفها منظمة الأمم المتحدة بـ"وسيلة الإعلام الأكثر وصولا للجمهور في كل أنحاء العالم".

في المغرب توجد أصوات إذاعية يتابعها الكثيرون وينتظرون سماعها عبر الأثير ويتفاعلون معها عبر الاتصالات الهاتفية، لكنها تظل بالنسبة لجزء كبير منهم مجرد أصواتٍ، لا يعرفون وجوه أصحابها وأبسط المعلومات عنهم.

إليك بروفايلاتٍ لبعض هؤلاء الإذاعيين:

عبد الصادق بنعيسى.. إذاعي التشويق

دخل صوته إلى بيوت المغاربة سنة 1981 عبر تقديم نشرات الأخبار على إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية، المعروفة باسم "ميدي 1".

لكن شهرته تعود إلى سلسلة "ملفات بوليسية" التي استمد متنها من مذكرات عميد الشرطة المغربي المتقاعد عبد اللطيف بوحموش.

الإذاعي عبد الصادق بنعيسى
الإذاعي عبد الصادق بنعيسى

​​وبعد هذا البرنامج صار بنعيسى يقدم سلسلة "هاربون" التي كان يروي فيها قصص أشخاص هاربين من العدالة أو من محيطهم العائلي، أو حتَّى من ظروفهم وواقعهم.

"كنت أستمد تلك القصص من ما كانت تكتبه الصحافة الوطنية والمغاربية، لكنني طعَّمتها بتفاصيل من خيالي لأجعلها مثيرة لاهتمام المستمعين، وأُمكنهم من استخلاص عبرٍ منها"، يقول بنعسى.

ويضيف هذا الإذاعي المغربي كاشفا السر المميِّز لسلسلاته الإذاعية: "ركَّزت دائما على إلقاء هذه القصص بأسلوب أدبي".

عشق بنعيسى للإذاعة ظل لصيقا به منذ صغره، إذ يحكي لـ"أصوات مغاربية" أنه حرص على التوفير من مصروفه اليومي، واشترى جهاز راديو ليتابع أخبار حرب أكتوبر 1973.

"كان والدي متابعا جيدا للأخبار، ما جعلني أُقبِل على متابعة إذاعات 'البي بي سي' و'صوت أميركا' التي كانت واسعة الانتشار في تلك الفترة. وفي 15 فبراير 1981، اجتزت اختبارا بسيطا وولجت إذاعة 'ميدي 1'، بعد دورة تكوينية في 'راديو مونتيكارلو' في باريس"، يتابع بنعيسى تصريحه.

​​جاء ولوج بنعيسى، المزداد سنة 1961 بطنجة، إلى إذاعة "ميدي 1" بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 1980، وبعدها دبلوم الدراسات الجامعية العامة في التاريخ والجغرافيا.

حينها بدأ مساره عبر تقديم النشرات الإخبارية وهو في سن العشرين، ثم تدرج في المناصب منتقلا من رئيس للنشرة الإخبارية إلى نائب رئيس تحرير فرئيس تحرير ثم رئيس تحرير مركزي، وهو المنصب الذي يشغله إلى حدود الساعة في تلك الإذاعة.

ورغم ذلك، لم يقتحم بنعيسى عالم تقديم البرامج إلا سنة 2010 لأسباب يرجعها إلى "تصورات الإدارة القديمة للمؤسسة التي لم تكن تنسجم مع تصوراته".

"رغبتي في الحكي هي التي دفعتني إلى تقديم تلك النوعية من البرامج. فبعد سلسلتي 'ملفات بوليسية' و'هاربون'، قدَّمت خلال سنتي 2016 و2017 برنامج 'مهمشون'، الذي عرضت فيه حكايات مغاربة همشهم المجتمع، وآخرين اختاروا بأيديهم تهميش أنفسهم"، يقول بنعيسى.

ويستطرد الإذاعي قائلا: "بعدها قدمت برنامجا اسمه لحظات في التاريخ، حاولت من خلاله أن أتلمس لحظات حاسمة في أحداث تاريخية فاصلة".

محمد عمورة.. إذاعي بالصدفة!

في كل يوم سبت، ما بين 11 صباحا ومنتصف النهار، يخرج صوت عبر أثير "الإذاعة الوطنية" محذرا المغاربة من مقالب يمكن أن يسقطوا ضحايا لها داخل مجتمعهم من خلال برنامج "حضي راسك" (كن حذرا).

أما في يوم الأحد، فيُسمع ذات الصوت ابتداءً من 9 صباحا ولمدة ساعتين،  ليعرض معلومات من مختلف المجالات عبر برنامج "مسابقات مفتوحة" الذي ظل يُعرض على الإذاعة منذ 22 عاما.

إنه محمد عمورة، إذاعي مغربي ازداد سنة 1964 بمنطقة امزاب (وسط المغرب).

الإذاعي محمد عمورة
الإذاعي محمد عمورة

​​​في سن الخامسة، انتقل عمورة رفقة أسرته إلى العاصمة الرباط، حيث حصل على شهادة الإجازة في العلوم السياسية.

لكنه ولج "الإذاعة الوطنية" وهو لا يزال يدرس في الباكالوريا، ليقضي 33 سنة من عمره وراء الميكروفون.

وراء دخول عمورة إلى عالم الإذاعة قصة خاصة، يحكيها لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "أخبرني أحد أصدقائي سنة 1986 أن الطيب الصديقي (أحد أبرز المسرحيين المغاربة) يرغب في تكوين فرقة مسرحية، ويجري من أجل ذلك اختبارات للمترشحين في مسرح محمد الخامس بالرباط".

​​ويضيف عمورة: "كنت مولوعا بالمسرح، ولذلك توجهت إلى المكان الذي كان يُجري فيه الصديقي تلك الاختبارات، لكنني اكتشفت أن الغرض منها هو اختيار منشطين للتلفزيون، فوقع اختيار الصديقي وبعض المخرجين الفرنسيين الذين كانوا في اللجنة علي، وولجت التلفزيون المغربي في مارس 1986".

في البداية، عمل عمورة على تحضير روبورتاجات مرتبطة بالعلوم للنشرة الإخبارية في التلفزيون، وهو ما يفسره بدراسته في تخصص "العلوم التجريبية" خلال مرحلة الثانوي.

وبعد ذلك بدأ يقدم النشرتين الإخبارية والجوية، واستمر في ذلك لمدة 12 عاما.

"في التقديم الإخباري تغيب الأحاسيس، ولم أكن أتمتع بمساحة للإبداع، فقررت سنة 1988 أن أُوازي بين العمل في التلفزيون والإذاعة داخل المؤسسة الإعلامية نفسها. وفعلا، قدَّمت أول برنامج إذاعي لي حمل اسم 'صندوق الهدايا'، وكان برنامج مسابقات"، يقول عمورة لـ"أصوات مغاربية".

​​بعدها حل عمور مكان فؤاد آيت القايد في تقديم البرنامج الشهير "سمير الليل" على أمواج "الإذاعة الوطنية".

"كُلِّفتُ بالاستمرار في تقديم هذا البرنامج، لكي لا تخسر الإذاعة متابعين كثرا كانوا حريصين على متابعته"، يردف عمورة.

في وقت لاحق، أطل عمورة على المغاربة عبر برامج "طيف لم يحضر" و"ناس وناس" و"منك وإليك" وغيرها قبل أن ينطلق في تقديم "حضي راسك" و"مسابقات مفتوحة".

مصطفى الهردة.. سمير الليل

ابتداء من منتصف الليل وإلى غاية 4 صباحا من الإثنين إلى الجمعة، يكون لساهِري الليل المغاربة موعد مع البوح عبر "سمير الليل"، أحد أشهر البرامج الإذاعية التفاعلية في المغرب، والذي يقدمه الإذاعي المغربي مصطفى الهردة.

ويكرس الهردة، صاحب الـ44 عاما، برنامجه للفضفضة مع مغاربة يعيشون مشاكل مختلفة، محاولا "إخراجهم من دائرة اليأس وإشعارهم بأنهم ليسوا وحيدين خلال لياليهم"، كما يقول.

الإذاعي مصطفى الهردة
الإذاعي مصطفى الهردة

"رأيت النور في 11 مارس 1975 في سيدي رحال (وسط المغرب). وولجت التعليم عبر الكتاب القرآني، قبل أن أنتقل إلى مراكش حيث درست أسلاك الابتدائي والإعدادي والثانوي، وحصلت هناك على شهادة الباكالوريا وإجازة في اللغة العربية، لأنتقل إلى العاصمة الرباط لدراسة الفلسفة التي حصلت على فيها على إجازة"، يقول الهردة.

شغف الهردة، المعروف أكثر باسم برنامجه "سمير الليل"، بالإذاعة انطلق منذ صغره، إذ كانت والدته تتركه مع جهاز الراديو بالساعات أثناء فترات انشغالها.

كما يضيف لـ"أصوات مغاربية" أن تجربة المخيمات الصيفية حيث كان يشرف خلالها على التنشيط التربوي والإذاعي أفادت في تحديد مساره.

​​في سنة 1996، لامَس الهردة أول تجربة إذاعية مهنية له عبر ميكروفون "الإذاعة الجهوية" في مراكش.

قضى هناك 7 سنوات اشتغل خلالها معدا ومقدما لبرنامج "كفاءات" الذي كان يسلط عبره الضوء على كفاءات مغربية في جهة مراكش ومناطق مغربية مختلفة.

رحلته في "الإذاعة الجهوية" لمراكش انتهت سنة 2006، ليلتحق بفرع إذاعة MFM الخاصة بالمدينة نفسها، بعد تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب.

​​هناك بدأ في تقديم برنامج "قلوب مفتوحة"، وهو برنامج تفاعلي يعتبره الهردة الصيغة الأولى لبرنامجه الحالي "سمير الليل" الذي بدأت الإذاعة بثه سنة 2011.

"عشقي للراديو يجعلني أعاني كل يوم، فأنا كفيف وأخرج إلى عملي وأعود منه ليلا، في دولة لا تحترم حقوق المكفوفين وتغيب فيها ولوجياتهم، وبالتالي يجب أن يعلم كل من يتابعني على الراديو أن مصطفى الهردة الذي يستمع إلى معاناة المغاربة هو أيضا يعاني، وهذا ما يجعله يحس بكل من يبوح له بهمومه عبر الراديو"، يختم الهردة حديثه.

ليلى بنلعربي.. كاسرة "الطابوهات" 

في برنامجها، تَمنَح للمتدخلين من مستمعيها فرصة التحدث بحرية حول مواضيع تصنَّف "طابوهات" داخل المجتمع المغربي، مثل الدعارة وزنا المحارم والاغتصاب والانتحار.

يستمر ذلك من الإثنين إلى الجمعة، ما بين 7 و9 مساءً، على أثير إذاعة "أتلانتيك" الخاصة.

الإذاعية ليلى بنلعربي
الإذاعية ليلى بنلعربي

​​​"جرأة برنامجي وفسحة الحرية الكبيرة في التحدث التي أمنحها للمتصلين هي السبب وراء شهرته وإقبال المستمعين عليه"، تقول مقدمة البرنامج الإذاعي "حريتك على أتلانتيك"، ليلى بنلعربي.

بالنسبة لليلى، لا وجود لشيء اسمه "طابوهات"، إذ تتجرأ على جميع المواضيع والظواهر وتُخضِعها عبر ميكروفونها للتحليل والنقاش.

شأنها شأن باقي الإذاعيين الذين تحدثت إليهم "أصوات مغاربية"، بدأ شغف بنلعربي بعالم الإعلام منذ الصغر.

لكن حُلمها بأن تصير إعلامية تبخر عندما ولجت الجامعة لدراسة الأدب الإنجليزي. غير أنها عادت مرة أخرى إلى سكة الإعلام في وقت لاحق.

​​"كانت الجامعة بعيدة عن بيتنا، وكانت الطريق إليها غير مؤَمَّنة. وبعد سنتين من الدراسة طلب مني والدي أن أتوقف عن الذهاب إليها وأشعل شمعة حلمي من جديد بتسجيلي في المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء الذي تخرجت منه سنة 1996 ضمن دفعته الأولى"، تردف بنلعربي لـ"أصوات مغاربية".

عندما تخرَّجت كان قطاع السمعي البصري في المغرب لم يُحرر بعدُ، وكانت الإذاعات الخاصة غير متنشرة. لذلك اضطُرت إلى العمل في مجموعة من شركات الإنتاج السمعي البصري، حيث كانت تشرف على التصوير وإعداد البرامج.

وفي ماي 2006، مَنحت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب تراخيصات لإنشاء إذاعات خاصة. حينها بدأت بنلعربي تجربتها في عالم الإذاعة.

​​تقول بنلعربي: "في البداية، التحقتُ بإحدى تلك الإذاعات الخاصة، لكنني لم أشتغل فيها إلا 3 أشهر، قبل أن أُحوِّل الدفة في ديسمبر 2007 إلى إذاعة أتلانتيك الخاصة".

"لا تظنوا أن العمل الإذاعي أمر سهل. صحيح أنه ممتع لكنه يستنزف الطاقة. فبعد كل حلقة من برنامجي 'حريتك على أتلانتيك'، يُشبِع المتصلون رغبتي في الحديث ويشغلون تفكيري، وأصبح غير قادرة على الكلام مع محيطي"، تختم بنلعربي حديثها.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة