منذ سنوات، انتشرت المطاعم السورية بشكل ملفت في العاصمة المغربية الرباط، وباتت تستقطب الكثيرين يوميا.
بأنغام أغاني صباح فخري وروائح الشاورما والمشويات يستقبل "يا مال الشام"، المطعم المتخصص في الأكل السوري وسط الرباط، زبائنه ابتداء من منتصف نهار كل يوم.
افتُتح هذا المطعم في سنة 2001، تحت إشراف زوجة مالكه السوري، التي حرصت في البداية على طهي المأكولات التي يقدمها المحل بنفسها.
بعد مرور سنوات تكاثر زبائن المطعم، لتكتفي زوجة مالكه بتوجيه طباخيه السوريين والمغاربة.
سر الإقبال
بين منتصف النهار والساعة الثانية بعد الزوال، كان المطعم ممتلئا عن آخره بعشاق الأكل السوري، وأغلبهم عائلات.
مسير المطعم، أبو أحمد السوري، هو من يحرص على استقبال هؤلاء الزبناء. يرى أن كثرة الخضروات في الأكل السوري سبب من أسباب إقبال المغاربة عليه.
"الأطباق السورية التي نقدمها كثيرة الخضروات، سواء المقبلات أو الأطباق الرئيسية مثل التبولة والفتوش"، يقول أبو أحمد السوري.
استعمال الدجاج الطازج في إعداد "الشاورما" يعد أيضا من أسباب استقطاب مغاربة، لكن ثمة وصفة خاصة تميزها كما يوضح مسير المطعم.
يقول أبو أحمد: "نقتني الدجاج قبل يوم واحد فقط من تحويله إلى شاوارما، من أجل تنظيفه وإضافة التوابل السورية إليه".
ويضيف أبو أحمد في حديثه مع "أصوات مغاربية" سرا آخر هو أن المطعم الذي يديره يستعمل أكثر من 20 نوعا من التوابل في تحضير "الشاوارما"، في حين تستعمل مطاعم أخرى 4 أو 5 أنواع فقط.
"نستعمل توابل غير موجودة في المغرب، نجلبها من سوريا والإمارات وتركيا، بينها الصماق الذي يضفي على الأكل طعم الحموضة، لكن بقية التوابل متوفرة في المغرب"، يردف أبو أحمد.
أطباق الشام
في زقاق وسط العاصمة الرباط، تتسلل أنغام أغاني فيروز إلى آذان المارة. مصدرها مطعم "بابا غنوج" السوري الموجود منذ 12 سنة في هذا المكان.
المطعم يملكه سوري يُدعى سمير، يستقر في المغرب رفقة إخوته منذ سنة 1990.
لسمير رأي آخر يفسر سر انجذاب المغاربة إلى الأكل السوري، هذا السر هو التنوع.
"في مطعمي، نقدم 10 أطباق معدَّة من الباذنجان، لكن أشكالها ومذاقاتها تختلف، والأمر نفسه بالنسبة لورق العنب وأطباق أخرى"، يقول سمير.
المقبلات الحارة مثل المحمرة، والمقبلات المعدَّة من الخضر والفلافل وطبق "بابا غنوج"، والباذنجان المتبل والخبز المحمر والشاوارما والمشويات، هي أكثر ما يطلبه زبائن هذا المطعم.
إلى جانب الحلويات السورية، مثل الكنافة بأنواعها ومذاقاتها المتنوعة، التي لا يمكن الاستغناء عنها كما يوضح سمير.
وبخصوص أسعار الوجباب يقول صاحب المطعم: "أرخص طبق في مطعمي هو الشاوارما، إذ تتراوح ما بين 32 و45 درهما (ما حوالي 3 دولارات ونصف و5 دولارات)، أما الأغلى فهو المشوي الذي يصل إلى 60 درهما (حوالي 6 دولارات) )، يقول سمير مالك "بابا غنوج".
منافسة المطاعم المغربية
مع انتشار المطاعم السورية في الرباط وغيرها من المدن المغربية، يبرز سؤال ما إذا كانت هذه المحلات تنافس نظيرتها المغربية.
عن هذا السؤال يجيب سمير، صاحب مطعم "بابا غنوج": "المغاربة لن يتناولوا الطاجين المغربي أو الأكل السوري كل يوم، ولذلك فإن المطاعم السورية بالعاصمة الرباط لا تهدد بقاءَ نظيرتها المغربية، لأن المطبخين معا يكملان بعضهما".
ويتشارك مسير مطعم "يا مال الشام"، أبو أحمد السوري، رأي سمير إذ يرى أن الوجبات المغربية تختلف كثيرا عن السورية. لذلك لا يمكن الحديث عن وجود تهديد، وفق قوله.
حتى زيائن مغاربة على المطعمين يعتبرون أن إقبالهم على الأكل السوري هو نوع من التغيير.
هذا رأي بشرى التي تقول: "ترددي على مطعم 'يا مال الشام' فيه نوع من التغيير، لأنني أطهو الطعام المغربي بشكل مستمر في بيتي، ولذلك أهرب منه عبر تناول الطعام السوري مرتين في الأسبوع".
أما صفاء، طالبة الإنفوغرافيك، فتبرر ترددها على المطاعم السورية بأمر آخر، إذ تقول: "أحببت المطبخ السوري بفضل خالتي المتزوجة من رجل سوري، والتي كانت تعد لي أطباقا سورية كلما قدمت من سوريا إلى المغرب".
المصدر: أصوات مغاربية