قالت أستاذة الاقتصاد الدولي، ليلى الهمامي، إنها قررت خوض الاستحقاق الرئاسي القادم في تونس "بعدما أفلست الطبقة السياسية في إدارة الشأن العام، ودفعت بالبلاد إلى الهاوية"، كما أكدت في حوار مع "أصوات مغاربية" بأن هذا القرار جاء أيضا "لإيمانها الراسخ بأن النضال من أجل الديمقراطية هو سيرورة معقدة لم تنته بسقوط النظام السابق وسن دستور الجمهورية الثانية".
نص الحوار:
ما السبب الرئيسي الذي دفعك إلى اتخاذ قرار الترشح في الرئاسيات التونسية القادمة؟
يمكن أن أختزل دوافع ترشحي في أمرين رئيسين، الأول إفلاس الطبقة السياسية السائدة في إدارة الشأن العام ودفعها للبلاد إلى الهاوية، ثانيا إيماني الراسخ بأن النضال من أجل الديمقراطية سيرورة معقدة لم تنته بسقوط النظام السابق وسن دستور الجمهورية الثانية، فتلك بداية لمعركة حقيقية متعددة الأبعاد بين قوى التقدم والقوى الرجعية، وهي معركة تتجاوز مستوى الشعارات.
ترشحي هو بداية تجذتير الديمقراطية في المجتمع، وهذا أهم من كل اعتبار آخر، فالمجتمع لا يزال يبحث عن وصاية ما، أي أنه يعبر امتحان الرشد لكي يرتقي إلى مرحلة الأهلية المعادية لكل شكل من أشكال الوصاية.
ليست القصة قصة نجومية وليس الموضوع، بالنسبة لي على الأقل، متصلا باختزال الترشح في نضالات وهمية قد يكون خاضها البعض معتقدا أنها بطولة. ترشحي نابع من فلسفة معادية للشعبوية، وأسعى من خلاله إلى تنوير المجتمع وهذا ما سيخلق الفرق بيني وبين بعض الترشيحات الفلكلورية، والتي سيزدحم بها المشهد السياسي والإعلامي قريبا.
هل تعتقدين أن الشعب التونسي سوف يدعمك لرئاسة الجمهورية؟
المجتمع التونسي يعبر منعرجا حاسما من أجل القطع مع الثقافة الاستبدادية باختلاف منابعها، لكن المعطيات تؤكد أن أغلبية المجتمع التونسي محصنة ضد الأفكار الرجعية، وبناء على ذلك فالمجتمع التونسي مستعد فعليا لدعم امرأة لتولي الرئاسة بعد أن جرب القيادات الرجالية التي لم تقده إلا إلى المآسي وخيبات الأمل.
ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد إعلانك الترشح؟
ردود الفعل كانت إيجابية وداعمة ومشجعة، لكن هذا لا يمنع وجود بعض ردود الفعل لجهات أخرى تعادي ولاية المرأة، وأنا لا أسعى إلى طلب دعمهم فمن يحقر المرأة لا يمكن أن يكون طبيعيا.
ما هي أبرز محاور برنامجك الانتخابي؟
دعم المؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية، التي تحتاج إلى موارد مالية وإلى تشريعات خاصة، فالجيش التونسي بالإضافة إلى قدراته القتالية يتوفر على كفاءات أخرى. تطوير التصنيع العسكري والذي أصبح أمرا ضروريا لتأهيل جيشنا واقتحام مجال التصنيع الحربي. إعادة الثقة بين المواطن والجهاز الأمني لإنجاح التجربة الديمقراطية وشن حرب على الإرهاب و الجريمة. خارجيا، التركيز على العلاقات العربية وتوحيد العالم العربي بكل مكوناته.
هل يدعم حزب سياسي ترشحك أم تفكرين في إنشاء حزب؟
العصر الحالي لم يعد عصر الأحزاب، والفعل السياسي أصبح يتطور وفق نظام المصالح والتحالفات، وهذا يترجمه ويؤكده الواقع من خلال تفكك الأحزاب وانهيارها.
لذلك لن أراهن شخصيا على أي حزب، وإيماني راسخ في أن المستقبل سيكون لشخصية سياسية مستقلة سيمنحها الشعب ثقته.
أنت كامرأة ما الذي قد يميزك عن المرشحين الذكور؟
المنافسة الانتخابية هي منافسة برامج، وما يميزني عن الذكور هو البعد الرمزي لتغيير جدري يطلبه المجتمع، وأحمله إليه عبر تصوراتي كامرأة يمثل صعودها لرئاسة الجمهورية عنوان عصر جديد.
ما هي الإكراهات التي يمكن أن تعترضك كامرأة؟
الإكراهات التقليدية التي ترفض ولاية المرأة موجودة لكنها منحصرة داخل أقلية لا تمثل ولا تترجم طموحات عموم الشعب التونسي، لكن الإعاقات الحقيقية تكون صادرة عن طبقة سياسية تعتقد نفسها محتكرة للمشروع السياسي.
هل العقلية الذكورية يمكنها أن تنقص من حظوظك في الفوز؟
غير صحيح، العقلية الذكورية لن تكون حاسمة في السباق الانتخابي القادم، لا أعتقد أن الشعب التونسي يؤمن بهذه العقلية.
المصدر: أصوات مغاربية