Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

كافر مغربي
كافر مغربي

'هشام نوستيك' اسمه المستعار، و'كافر مغربي' لقبه الذي اشتهر به على مواقع التواصل الاجتماعي، هو مغربي يقيم بكندا، انتقل من التدين والانتماء إلى جماعات ذات خلفية دينية إلى الإلحاد.

قصة تحوله تلك هي موضوع كتاب بعنوان "مذكرات كافر مغربي"، والذي فوجئ كثيرون بوجوده في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.

في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية"، يروي 'كافر مغربي' قصة تحوله من الإسلام إلى الإلحاد، ويتحدث عن مذكراته التي يتمنى أن تسهم في "التطبيع مع الاختلاف والتعايش مع المختلفين". 

إليكم نص المقابلة:

أول شيء، من هو هشام نوستيك أو كافر مغربي؟

أنا إنسان عادي، بل أكثر من عادي، باختصار أنا ابن الشعب، تربيت وترعرعت في حي فقير جدا في المغرب.

قبل سنوات بدأت في عقد لقاءات عبر "البالتوك"، وكنت أتكلم عبر برامج الدردشة، ووجدت أن الكثير من الناس يحبون الاستماع لي، بعدها وتحديدا سنة 2014 بدأت في تقديم سلسلات ساخرة في "البالتوك"، واقترح البعض حينها أن أضع تلك الأعمال في "يوتيوب" حتى يتمكن الجميع من متابعتها.

بالفعل أنشأت قناة أولى على "يوتيوب"، والتي تم وقفها بسبب التبليغات فأنشأت قناة ثانية، كما أنشأت صفحة على "فيسبوك" للتواصل مع المتابعين.

قناتك على "يوتيوب" وصفحتك على "فيسبوك" تحملان اسم "كافر مغربي"، وهذا يلخص إلى حد ما سيرتك التي يطبعها انتقالك من الالتزام الديني، والانتماء إلى جماعات ذات خلفية دينية إلى الإلحاد، ما هي النقطة المفصلية التي أدت إلى هذا الانقلاب؟

تقصدين "القشة التي قصمت ظهر البعير"، الواقع أن المسألة تتعلق بتراكمات عديدة على مدى سنوات.

صحيح أنه قد يبدو غريبا بل وحتى صادما للبعض هذا التحول، من إنسان كان في مستوى معين من الالتزام الديني، بلغ درجات تشمل الجانب الجهادي، إلى الكفر، أقصى الكفر، ولكن هذا الأمر لم يأت بين عشية وضحاها، بل جاء كما أسلفت، نتيجة تراكمات.

دراسة المسيحية دفعتني إلى الشك.. فالكفر

​​

يمكن أن ألخص ما حدث في مراحل الشك التي بدأت بدراستي للمسيحية في ألمانيا، حيث بدأت أرى الفوارق بين ما كنت أعرفه وأفهمه عن المسيحية وأنا أرتدي نظارات الإسلام وما صرت أعرفه عنها بعيدا عن تلك النظارات.

تلك الفوارق أثارت عدة مشاكل بالنسبة لي كما أثارت عدة تساؤلات من قبيل: هل أقبل بالحقائق التاريخية التي أدرس في الجامعة أم أقبل بما أعرفه انطلاقا من الموروث الإسلامي؟

لقد كانت هذه المحطة الأولى في مسلسل الشك الذي استمر لنحو عشر سنوات، والجميل بشأن هذا الشك أنه جعلني أرى الأمور بحياد وبعد أكاديمي أكثر.

ولكن بالعودة إلى "القشة التي قصمت ظهر البعير"، يمكن القول إنها تكمن في المسائل الأخلاقية في الدين، كالحدود التي أعتبرها غير إنسانية.

تعتمد اسما مستعارا والمرة الوحيدة التي ظهرت فيها كنت متنكرا، لماذا تصر على إخفاء هويتك، في حين أن هناك العديد من المغاربة غيرك ممن أعلنوا إلحادهم بوجه مكشوف؟

شخصيا ليست لدي أية مشكلة في الظهور، ولكن هذا الأمر سيسبب مشاكل كثيرة لأقاربي، بالتالي تجاهل الضرر الذي قد يلحق بهؤلاء لمجرد الظهور سيكون نوعا من الأنانية.

كما قلت أنا شخصيا ليست لدي أدنى مشكلة في الظهور بدليل أنني التقيت بالكثير من الأصدقاء ممن أتوا إلى كندا بما فيهم من تجمعني بهم معرفة سطحية.

صدرت لك مؤخرا مذكرات اكتشفها زوار المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، ما قصة هذه المذكرات؟

أول شيء، بالنسبة لفكرة تأليف كتاب فقد راودتني منذ فترة طويلة، كما أن الكثير من الأصدقاء طلبوا مني هذا الأمر.

فبدل أن أقضي مئات وربما آلاف الساعات على "يوتيوب" وعلى المباشر أتحدث في مواضيع مختلفة، بدا من الأفضل أن أُجمع كل ذلك في كتاب.

في البداية كانت لدي فكرة تأليف كتاب يركز على موضوع الأديان، كما فكرت في تأليف كتاب عن محمد نبي الإسلام، أما فكرة المذكرات فقد جاءت عن طريق مجموعة سرية في 'فيسبوك' كنا نجتمع فيها وكنت أعرض يومياتي داخلها، وقد لقي ذلك إعجاب الأصدقاء فاقترح عدد منهم تجميع هذه اليوميات في كتاب.

استحسنت الفكرة وبدأت فعلا في تجميع هذه اليوميات وكتابتها على أساس مذكرات، وشجعني كثيرون على طبعها، أما فكرة العرض فلم تكن مطروحة منذ البداية بل جاءت في الأخير.

ما الذي سيستفيده القارئ لهذه المذكرات؟

الفائدة الأولى والأساسية التي أتمنى أن يحققها الكتاب، هو أن يشجع على التطبيع مع الاختلاف والمختلفين، بمعنى أن يكون الشخص المخالف مثلي أنا أمرا عاديا.

أنا إنسان مغربي، عشت في المغرب ولا أختلف عن أي شخص آخر ولد ونشأ في هذا البلد، فقط أنا لدي قناعات شخصية تختلف عن الأغلبية.. هذا كل ما في الأمر.

أنا مغربي.. كل ما في الأمر أن لدي قناعات شخصية تختلف عن الأغلبية

​​

أيضا، حاولت من خلال هذه المذكرات تسليط الضوء على مراحل من حياتي لأجيب على سؤال يتكرر دائما، وهو "لماذا كفرت؟"، وكما قلت سابقا هذا الانتقال لم يأت بين عشية وضحاها، بالتالي حين يطلع القارئ على مراحل حياتي، من الطفولة والمعاناة واليتم والبحث والدراسة.. يمكن أن يتوصل إلى إجابة أو جزء من الإجابة، طبعا إذا كان يهمه التعرف علي وعلى أسباب كفري.

هل توقعت أن تعرض مذكراتك بسهولة في معرض الدار البيضاء؟

لم أتوقع ذلك، لقد كان الأمر مفاجئا لي بشكل كبير، ولكنني سعيد بترخيص السلطات والمسؤولين بعرض الكتاب، فهو كتاب يحكي سيرة إنسان عادي ولا يتضمن سبا لأي مقدس بل هي فقط تساؤلات جعلتني أنحو هذا المنحى.

كشفت في تصريح سابق لك عن بيع 300 نسخة من الكتاب، وهناك من يتحدث عن نفاذ النسخ المتوفرة منه في المعرض، كيف تفسر هذا الإقبال؟

أسباب الإقبال ودوافع اقتناء المذكرات مختلفة، فهناك من اقتناه بدافع الفضول، خصوصا أن ثمن البيع ليس مرتفعا، مع العلم أنه لو كان بمقدوري جعله مجانيا لفعلت إلا أن هناك مصاريف الطباعة والنشر التي يجب استعادة ولو 70% منها.

كما قلت، هناك من اقتنى الكتاب بدافع الفضول، وربما هناك أيضا من يريد أن يطلع عليه حتى ينتقده.

أشرت سلفا إلى مسألة 'التطبيع مع الاختلاف'، كيف ترى تعامل المغاربة اليوم مع الاختلاف والمختلفين؟

أكيد أننا في المسار الصحيح، والكتب والأصوات التي تتكلم الآن دليل على ذلك، فمن الجميل مثلا أن نرى في معرض الكتاب كتب الصديق والأخ رشيد آيلال، والصديق والأخ محمد لمسيح، والأستاذ رشيد ناشيد، وجود هذه الكتب يؤكد أن المغاربة صاروا يتعايشون مع الفكر المخالف.

فلو عدنا بالزمن لما قبل عشر سنوات مثلا، سنجد أن الناس كانوا ينظرون للمخالف وكأنه عفريت، أما الآن فقد أصبح الأمر عاديا، لذلك أظن أننا في المسار الصحيح، فلا يوجد أي خطر في تقبل الاختلاف بل إنه أمر إيجابي.

أنت حاليا مستقر في كندا وتعمل هناك، بغض النظر عن عملك، هل من الممكن أن تعود لتستقر في المغرب أم أن قناعاتك الدينية قد تعرقل أية فكرة في هذا الاتجاه؟

شخصيا لا يمكنني أن أعيش في المغرب ليس فقط بسبب الدين، ولكن بسبب الوضع العام للحقوق والحريات والكرامة، إذ لا أعتقد أن كرامة الإنسان بلغت في المغرب المستوى الذي يشعر به من يعيش في بلدان تحترم نفسها.

لا يمكنني أن أعيش في المغرب.. ليس فقط بسبب الدين

​​

أيضا، أنا لدي أسرة وأبناء ومن الصعب علي الانتقال من بلد إلى بلد، إلى جانب أنني لست صغير السن حتى أخوض هذه المغامرة مرة أخرى، عشت سابقا في ألمانيا وانتقلت إلى كندا ولا أعتقد أنني سأنتقل مرة أخرى إلى بلد آخر لأعيش حياة جديدة.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة