أصدر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، الخميس، قرارا بصفته القائد الأعلى للجيش بتعيين الفريق ركن محمد الشريف رئيسا للأركان العامة بالجيش الليبي.
كما عين السراج الفريق ركن سالم جحا معاونا لرئيس الأركان لشؤون التدريب.
وتأتي هذه التعيينات العسكرية الجديدة، عقب العمليات العسكرية التي يقودها الجنرال خليفة حفتر في جنوب ليبيا، وعملية توحيد الجيش التي توقفت في القاهرة المصرية.
تكليفات 'عبثية'
ويعتبر عضو مجلس النواب علي السعيدي، أن تعيينات السراج العسكرية في رئاسة الأركان هي "عبث وإدخال البلاد في الفوضى من جديد".
ويضيف السعيدي في حديث لـ"أصوات مغاربية"، أن هذه التعيينات "حبر على ورق ومن قبل بها يريدون مناصب في الدولة".
ويتابع السعيدي "الجيش بقيادة الجنرال خليفة حفتر بدأ يمتلك مساحة كبيرة على الأرض الليبية اليوم بعد تمدده في الجنوب، في ظل ترحيب من أهالي فزان، والقضاء على العصابات الإجرامية والإرهابية في عدة مناطق".
ويؤكد رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب، أن الجيش في شرق ليبيا كان يسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها، لكن "أصبحت لدى الجميع قناعة أن حكومة السراج تحكمها المليشيات المسلحة".
ويرى السعيدي أن "بعد حكومة الوفاق عن مجلس النواب، وتوغل المجلس الرئاسي في الصلاحيات التنفيذية والتشريعية في آن واحد وتنصيبه الحكومة من الخارج، تسبب في خلافات كبيرة في التوجهات بين حكومة السراج ومجلس النواب".
تعيينات مستحقة
في المقابل يرى عضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم دبرز، أن تعيينات السراج "مستحقة رغم تأخرها طيلة الفترة الماضية".
ويعتبر دبرز، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الأمن بالمجلس الأعلى للدولة، أن هذه الخطوة مهمة للحد من تدهور المؤسسة العسكرية وإرجاع هيبتها.
ويوضح دبرز في حديثه لـ"أصوات مغاربية"، أن المجلس الأعلى للدولة طالب السراج في أكثر من مناسبة بتسمية قيادات رئاسة الأركان والمناطق العسكرية من أجل إحداث تغيير في المناصب النوعية وتفعيل المؤسسة العسكرية والوفاء باستحقاقاتها.
ويردف المتحدث، أنه "لا يوجد انقسام بمعناه الحقيقي في الجيش لأن قاعدة البيانات مازالت واحدة والحسابات العسكرية واحدة، وهيئة التنظيم والإدارة بياناتها واحدة وما حصل هو أن حفتر أعلن انقلابا على الشرعية وتجميد العمل بالإعلان الدستوري".
زيادة الانقسام
ويؤكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي، أن هذه التعيينات "جاءت متأخرة وتزيد الانقسام في المؤسسة العسكرية على اعتبار عدم وجود توافق عليها".
ويتابع العميد السابق في سلاح الجو الليبي "لدى الفريق محمد الشريف والفريق سالم جحا توجه بأن يكون حفتر في قيادة المؤسسة العسكرية، وهذا شيء مرفوض لدى كثير من ضباط المنطقة الغربية والوسطى".
ويرى عبد الكافي أن هذه التعيينات" لها علاقة بما يحدث في الجنوب، حيث يحاول الرئيس السراج إحكام سيطرته على الجيش قبل تمدد قوات حفتر في مناطق أخرى".
وبخصوص علاقة القيادات الجديدة باجتماعات توحيد الجيش بالقاهرة، يقول عبد الكافي لـ"أصوات مغاربية"، "أصبح لهذه القيادات الصلاحيات الكاملة الآن من المجلس الرئاسي، حيث تجلس الآن بصفاتها الرسمية وتصدر القرارات لتوحيد المؤسسة العسكرية في الشرق والغرب".
المصدر: أصوات مغاربية