تواجه دول عدة مشكلة عودة مواطنيها الجهاديين الذين قاتلوا في سوريا والعراق مع إعلان السقوط الوشيك لتنظيم داعش.
وقد دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة مساء السبت الدول الأوروبية وخصوصا بريطانيا، إلى إعادة ومحاكمة مواطنيها الجهاديين المعتقلين في سوريا، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تضطر "للإفراج عنهم".
ويحتجز الأكراد في سوريا مئات من الجهاديين الأجانب، يبلغ عددهم نحو 800 على الأرجح يضافون إلى النساء غير المقاتلات والأطفال.
ومن الدول المعنية بإعادة هؤلاء تونس والمغرب، فضلا عن السعودية وتركيا وروسيا أولا، وكذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا.
مغاربيا
- المغرب: في 2015، قدر عدد المغاربة في صفوف الجماعات الجهادية في العراق وسوريا بأكثر من 1600.
عند عودتهم، يتم بشكل منهجي توقيفهم ومحاكمتهم وسجنهم. وتتراوح العقوبات بالسجن بين عشر سنوات و15 سنة. وحتى منتصف 2018 أوقف أكثر من مئتي "عائد" وأحيلوا على القضاء.
- تونس: توجه بين ثلاثة آلاف وخمسة آلافتونسي للقتال في صفوف الجهاديين في سوريا والعراق وكذلك ليبيا.
ويثير موضوع عودة الجهاديين إلى تونس جدلا واسعا في البلاد. وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مؤخرا إنه "إذا كان هناك مقاتلون (...) يريدون العودة لتونس فالدستور يفرض قبول كل التونسيين، ولكن يجب أن يمروا عبر القضاء واحتمال السجن".
ولا ترغب الحكومة التونسية في تسهيل عودتهم بينما صرح السبسي مؤخرا بأن الدستور ينص على قبول كل المواطنين، لكن يجب أن يمروا عبر القضاء وعلى الأرجح السجن.
في أوروبا
- فرنسا:
يحتجز التحالف العربي الكردي قوات سوريا الديموقراطية 130 رجلا وامرأة وطفلا. وهناك نحو 250 رجلا لم يعتقلوا في سوريا وكذلك نساء وأطفال. وقتل أكثر من 300 جهادي فرنسي.
تريد باريس تجنب انتشارهم وتنوي استعادة مواطنيها الموجودين في سوريا، لكن طبيعة العملية تبقى غامضة.
- بلجيكا:
من أصل أكثر من 400 مقاتل بلجيكي توجهوا إلى سوريا منذ 2012، كان حوالى 150 ناشطين في المنطقة السورية العراقية في نهاية 2018. يضاف إلى هؤلاء 160 طفلا وفتى ولدوا لزوجين أحدهما على الأقل بلجيكي.
ويؤكد الموقف الرسمي أن السلطات تريد تسهيل عودة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات شرط إثبات أن أحد الأبوين بلجيكي. وتقول الحكومة "بالنسبة الى الآخرين، نقوم بدراسة كل حالة على حدة".
- ألمانيا:
عاد ثلث الإسلاميين الذين سافروا إلى سوريا أو العراق ويبلغ عددهم أكثر من 1050 جهاديا، إلى ألمانيا.
ويؤكد الموقف الرسمي أن "كل المواطنين الألمان بمن فيهم الذين قاتلوا لمصلحة تنظيم داعش، يحق لهم العودة إلى ألمانيا". لكن حتى الآن ليس هناك جدل حقيقي داخل الرأي العام في هذا الشأن.
- بريطانيا:
في يونيو 2018 ومن أصل حوالى 900 جهادي بريطاني ذهبوا إلى العراق وسوريا، عاد نحو 400 معظمهم من النساء والأطفال. وقد لاحق القضاء أربعين منهم. وتطبق بريطانيا أيضا برامج لمعالجة التطرف.
في يناير الماضي، قدرت السلطات البريطانية بمئتين عدد الجهاديين البريطانيين الذين ما زالوا موجودين في سوريا والعراق. ووصف مسؤول في مكافحة الإرهاب عودة هؤلاء مؤخرا "بالتهديد الرئيسي".
- روسيا:
توجه حوالى 4500 مواطن روسي للقتال في الخارج "إلى جانب الإرهابيين"، كما قالت الاستخبارات الروسية مطلع 2018.
وتورد السلطات الروسية أرقاما متضاربة في بعض الأحيان عن هؤلاء العائدين. وتقضي استراتيجية الكرملين بقتلهم في الميدان. لكن روسيا تسعى إلى إعادة أبناء الجهاديين.
وقالت خدا ساراتوفا وهي واحدة من مستشارات الرئيس الشيشاني رمضان قديروف المكلف هذه المهمة إن مئتي امرأة وطفل على الأقل أعيدوا، بينما ما زال حوالى 1400 طفل عالقين هناك.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية