Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

متظاهرون في الرباط يخلدون ذكرى 20 فبراير - أرشيف
متظاهرون في الرباط يخلدون ذكرى 20 فبراير - أرشيف

تحل الأربعاء الذكرى الثامنة لميلاد "حركة 20 فبراير الاحتجاجية" في المغرب، والتي ظهرت في ظل سياق إقليمي شهد موجة من الاحتجاجات في عدد من البلدان العربية. 

اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على ظهورها، ورغم إقرار العديد من المتتبعين بنهاية الحركة كتنظيم، فإنهم يؤكدون في المقابل على استمرارها كـ"روح" تلهم "الحراكات" الشعبية في عدد من المناطق. 

تظاهرة احتجاجية في الرباط - أرشيف
من الشارع إلى فيسبوك.. بروفايل جديد لاحتجاج المغاربة
من "انتفاضة الكوميرا"، إلى "#خليه يريب"، يتضح بشكل كبير كيف تطور السلوك الاحتجاجي لدى المغاربة، من التظاهر في الشارع، إلى المقاطعة عملا بقاعدة "مقاومة الغلاء بالاستغناء" التي يرى متتبعون أنها "أجدى" و"أأمن" مقارنة بالسلوك الاحتجاجي المتمثل في التظاهر.

"حركة احتجاجية ملهمة"

ظهور 20 فبراير في 2011، جاء في ظل سياق دولي وإقليمي خاص، طبعته بالخصوص موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدد من البلدان العربية في سياق ما سمي بـ"الربيع العربي".

رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH)، أحمد الهايج، يستحضر ذلك السياق كما يستحضر الشعارات التي رفعتها الحركة، والتي "كانت الغاية من ورائها إحداث تغييرات سياسية واجتماعية ودستورية، من شعاراتها القوية محاربة الفساد والدفاع عن الكرامة والحرية"، وهي الشعارات التي "كانت دائما محركة لكل الحراكات التي عرفتها الإنسانية" يقول الهايج.

أما عن عدم استمرار الحركة إلى اليوم، فهو "أمر مفهوم" بالنسبة لرئيس "AMDH"، وذلك "بحكم الظروف والشروط التي لا تسمح لأي حركة بأن تأخذ حيزا زمنيا يستغرق سنوات".

غير أن المتحدث، يشدد في الوقت نفسه ضمن تصريحه لـ"أصوات مغاربية" على أن الحركة ستبقى "ملهمة للمواطنين في كل الأشكال الاحتجاجية التي يخوضونها".

بالتالي "لا يمكن أن نفسر ما يجري اليوم من حراكات في الريف وجرادة وغيرهما دون ربطه بالنَّفس الذي أطلقته 20 فبراير"، التي، يشدد الهايج على أنها "ستبقى راسخة في الوجدان الجمعي للمجتمع المغربي".

​​"كسر جدار الخوف"

من جانبه، يتحدث الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة عن 20 فبراير بوصفها "حركة شعبية ذات طابع سياسي وأسس اجتماعية"، مستحضرا شعاراتها "المناهضة للفساد والاستبداد والمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".

ويتابع البراهمة تصريحه لـ"أصوات مغاربية" مبرزا أن 20 فبراير "أفرزت دستورا" قبل أن يستدرك مؤكدا أنه "لم يستجب لكل مطالب الحركة كما تم التخفيض من حمولته التي كانت نسبيا متقدمة، وذلك من خلال القوانين التنظيمية".

​​مع ذلك، "يبقى أكبر مكسب للحركة إلى اليوم" يقول البراهمة، "تكسير جدار الخوف لدى المغاربة"، وهو ما تظهره "الحراكات المحلية في عدد من المناطق خاصة المهمشة في الريف وجرادة وزاكورة وغيرها".

وعن إمكانية انبعاث حركة 20 فبراير من جديد، يوضح المتحدث أن "الوضعية الاجتماعية متفاقمة، وهناك احتقان وغليان مثل ذلك الذي كان في الأيام التي نشأت فيها الحركة وبالتالي فالوضع قابل للانفجار في أية لحظة".

"استمرار الروح والمطالب"

وكما جرت العادة في الموعد نفسه من كل سنة، يرتقب أن يخرج كثيرون في الذكرى الثامنة لظهور حركة "20 فبراير".

بالنسبة للحقوقية، والناشطة في 20 فبراير، سارة سوجار، فإن "الخروج في عشرين فبراير من كل سنة يحمل رسالتين"، الأولى "تخليد لحظة خرج فيها الشعب المغربي بجميع مكوناته ليقول كفى من الحكرة والفساد والاستبداد "، والثانية هي التأكيد على "استمرار روح 20 فبراير التي لم تتحقق مطالبها بعد".

​​وتتابع سوجار تصريحها لـ"أصوات مغاربية" موضحة أنه "يمكن القول بأن الدينامية المجتمعية التي حققتها لحظة 20 فبراير بذلك الشكل التنظيمي لم تعد موجودة"، غير أنها توضح في المقابل أن "روح الحركة والمطالب والشعارات التي رفعتها ما تزال موجودة ورأيناها في مختلف الديناميات التي شهدناها سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الوطني".

وترى المتحدثة أن الاحتجاجات الحالية بمختلف أشكالها، "ما هي إلا استمرار لـ20 فبراير لأن 20 فبراير في حد ذاتها استمرار لما سبقها"، حيث أن "المجتمع المغربي في كل مرحلة يبدع نضالاته حسب السياق"، تقول سوجار التي تلفت إلى أن "دينامية الاحتجاج ستتراكم وتتطور ما دامت الوضعية على حالها."

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة