منذ فترة، برز اسم ليبيا كأحد الدول التي لجأ إليها تنظيم داعش المتشدد قبل القضاء على معقله الرئيسي في مدينة سرت نهاية عام 2016، واتجاه قادته إلى الصحراء جنوبا.
هذا الوضع يُطرح أيضا في سياق الضربات التي تلقاها قادة داعش في سوريا والعراق، في ظل عدم ثبوت أنباء عن مصير بعضهم.
وتتضارب الأنباء عن مكان وجود أبرز قياديي داعش وما إذا كانوا انتقلوا إلى جنوب ليبيا ووسطها، قرب مدينة بني وليد تحديدا، في ظل استمرار القوات الأميركية في إفريقيا في ضرب معسكرات المتشددين بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني.
قوات التحالف الدولي تقوم بتقديم الدعم الأمني واللوجستي للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش pic.twitter.com/gh830HusCe #الدولة_الإسلامية #ديالى #الأنبار #خانقين )
— داعش عاجل (@DaeshAjel) ٢٣ فبراير ٢٠١٩
ويرى مسؤولون متدخلون في التدبير الأمني في ليبيا أن سقوط تنظيم داعش في سوريا والعراق قد يكون له تأثير على وجوده في ليبيا.
دبرز: نحن نتابع الوضع
يعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم دبرز أن ما يصفها بالضربات الموجعة التي يتلقاها تنظيم داعش في سوريا والعراق تؤثر بشكل مباشر على وجوده في ليبيا.
#ليبيا_الآن I #الأمم_المتحدة: الفارون من #داعش في #سوريا جائعون https://t.co/tfHAFepCtk
— ليبيا الآن (@libyaalaan) ٢٣ فبراير ٢٠١٩
ويضيف دبرز الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس الأعلى للدولة أن هذا التأثير المحتمل هو قيد المتابعة، قائلا: "نحن نتابع بشكل مباشر مع آمر قوة مكافحة الإرهاب في ليبيا خطر التنظيمات الإرهابية وتحركاتها على الأراضي الليبية".
ويؤكد دبرز لـ"أصوات مغاربية" أن "التنسيق الأمني عال بين قوة مكافحة الإرهاب والقوات الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) التي تتعقب التنظيم الإرهابي في ليبيا وتوجه له ضربات جوية دقيقة على أماكن تجمعاته وتمركزاته".
ويتابع دبرز قائلا: "الخلايا الإرهابية تتحرك في ليبيا بشكل عنقودي في المنطقة الجنوبية ووديان متاخمة لمدينة بني وليد حيث يصل قوام كل مجموعة من 10 إلى 15 متشددا، ونتوقع تفكك التنظيم الإرهابي قريبا".
السعيدي: قادرون عن هزم المتشددين
أما عضو مجلس النواب علي السعيدي فيرى أن الجيش الليبي قادر على هزيمة التنظيمات المتشددة في جنوب البلاد.
ويردف رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "من الصعب اليوم عودة هذه الجماعات المتشددة بعتادها وأسلحتها إلى المدن لأن حركتهم مراقبة أكثر وخطرهم يظل في الصحراء الليبية".
ويتوقع السعيدي أن يقوم تنظيم داعش بهجمات في المدن عبر خلاياه النائمة ومحاولة التوغل في الحقول والموانئ النفطية جنوبا.
ويشدد السعيدي على ضرورة معاقبة "من يسعى إلى تمويل ودعم وحماية التنظيمات المتشددة لنشر الفوضى والإرهاب في مدن ومناطق ليبيا"، على حد قوله.
عبد الكافي: المرحلة الحالية حساسة
يؤكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن التحالف الدولي لمكافحة داعش انتهج استراتيجية واضحة للقضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
هل يختبئ الداعشي ابو بكر البغدادي في #ليبيا؟ https://t.co/5K1kW3cqMS
— أعصر عليه ليمة (@libyanlemons) ٢٢ فبراير ٢٠١٩
ويتابع عبد الكافي لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "حققت الحملة العسكرية بالتعاون مع القوات الأميركية في سوريا والعراق و ليبيا نتائج باهرة في وقت قصير عبر تحجيم التنظيم المتشدد ومحاصرته".
ويستعبد عبد الكافي انتقال قادة التنظيم الإرهابي من سوريا والعراق إلى ليبيا حاليا إلا في حالة "التهاون الأمني من بعض الدول المجاورة لليبيا"، وفق قوله.
ويشير المتحدث إلى أن "هذه المرحلة حساسة تستلزم مراقبة عالية وتنسيقا أمنيا من جميع دول الشرق الأوسط".
ويشدد عبد الكافي على "ضرورة إنهاء حالة الصراع العسكري والانقسام السياسي وإيجاد حالة أمنية مقبولة كي لا تستغل التنظيمات الإرهابية الانفلات الأمني وتتوغل في الأراضي الليبية من جديد وتزرع الإرهاب والخوف والذعر بين المواطنين".
المصدر: أصوات مغاربية