يعتبر نشطاء حقوقيون وفاعلون في المشهد السياسي والإعلامي، أن 'الحراك الشعبي' الذي تشهده الجزائر هذه الأيام، رفضا لعهدة خامسة للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، "ضروري للإصلاح".
يقول بعضهم إنه "لا حل للبلاد في الوقت الراهن سوى بالخروج إلى الشارع والمطالبة بتغيير النظام الحالي"، فيما يعبر آخرون عن مخاوف من مآلات هذه "الانتفاضة".
دراجي: الشعب لن يخسر شيئا
يقول الإعلامي حفيظ دراجي، إن ما يجري في الجزائر الآن هو "عدالة إلهية وهبة وطنية شعبية عفوية فطرية، لشعب أدرك أن ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة في الظروف التي هو فيها سيكون وبالا على الجزائر وشعبها".
ويضيف "لكل حدث وقته وزمانه وجاء الآن زمن الرفض والغضب بشكل حضاري وسلمي لا مثيل له".
ويؤكد دراجي أن الهدف الأساسي من حراك الجزائريين "هو الضغط على الجماعة الحاكمة للعدول عن ترشيح رجل لم يعد قادرا على القيام بواجباته الدستورية، رجل لا نراه ولا نسمعه تحكم باسمه جماعة فشلت في بناء الدولة".
ويستبعد المتحدث أن تؤدي الاحتجاجات إلى انزلاق أمني، خاصة "بعدما أظهر الشعب وعيه الكبير وسلمية مسعاه".
"الشعب أدرك أنه لن يخسر أكثر مما خسره في عهد بوتفليقة، ولن يخسر أكثر مما سيخسره لو استمرت الجماعة في الحكم لخمس سنوات أخرى".
سعيداني: نطالب برحيل كل النظام
أما القيادية في حركة مواطنة، مريم سعيداني، فتقول لـ "أصوات مغاربية"، إنه "من الخطأ تحجيم حراك الجزائريين في مطلب واحد فقط يتعلق بمنع ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة خامسة".
وتشير إلى أن "غالبية الجزائريين ضاقوا ذرعا بممارسات النظام الحالي الذي حرم جميع المواطنين من حقوقهم الأساسية وجعل الاستفادة من ثروات البلاد حكرا على مجموعة من المسؤولين وعائلاتهم".
"ما يريده الجزائريون الآن هو تغيير شامل للنظام الحالي، من خلال إبعاد العديد من الأسماء والمسؤولين من واجهة الحكم والسلطة.. هذا ما يهدف إليه حراك المواطنين"، تستطرد المتحدثة.
وتقول سعيداني "الخروج إلى الشارع والقيام بالاحتجاج هو حق دستوري، وعلى النظام تحمل مسؤولياته التاريخية أمام أي تجاوزات قد يلجأ إليها ضد المتظاهرين يوم الجمعة القادم".
بلعربي: قرار الشعب
ويبدي الناشط السياسي، سمير بلعربي، اقتناعا بأن هذا الحراك الشعبي في الجزائر "سيحقق هدفه الرئيسي".
ويشير في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، "حتما سيرضخ النظام لمطلب الشعب ويسحب قرار ترشيحه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
ويوجه بلعربي رسالة إلى المسؤولين السامين في الدولة الجزائرية، فيقول "نتمنى من العقلاء منهم أن يستمعوا لصرخة الشعب الجزائري بكل هدوء وكل موضوعية وأن يضعوا حدا لهذه المهزلة التي أصبحت تسيء لصورة الجزائر".
وأضاف "كل العالم شاهد صور التضامن بين المواطنين المحتجين وعناصر الأمن خلال الاحتجاجات السابقة، وهذا يدل على وعي المتظاهرين الذين عليهم الاستمرار في المحافظة على أمن البلاد واستقرارها".
بلقاسم: حذار
مقابل ذلك، يعتقد الناشط السياسي، بلقاسم مالك، أن "الحراك الذي تشهده الجزائر هذه الأيام قد يأخذ منعرجات خطيرة خلال الأيام المقبلة".
ويشير المتحدث إلى "وجود أطراف خفية تقف وراء هذا الحراك هدفها يتجاوز العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
"جهات عديدة ظلت تتربص ببلادنا، وتسعى الآن لتنفيذ مخططاتها من خلال ضرب استقرار البلاد".
ويرى بلقاسم أن الحل الأمثل لما تعيشه الجزائر "يتمثل في احترام مؤسسات الدولة، والذهاب إلى صندوق الاقتراع الذي يعد الضمانة السياسية لجميع الجزائريين بدون استثناء"
المصدر: أصوات مغاربية