Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

طلاب جزائريون في مظاهرة تنادي بالتغيير
طلاب جزائريون في مظاهرة تنادي بالتغيير

تظاهر آلاف الطلاب مجددا في وسط العاصمة الجزائر وفي عدة مدن أخرى الثلاثاء احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، رافضين وعوده باجراء إصلاحات وانتخابات رئاسية مبكرة.

وردّد الطلاب "يا بوتفليقة ماكانش (لا يوجد) عهدة خامسة"، أمام انتشار كبير للشرطة في وسط العاصمة التي يمنع فيها التظاهر منذ 2001.

​​

وتواصلت الاحتجاجات في الجزائر، رفضا لترشّح عبد العزيز بوتفليقة رسميّاً لولاية رئاسية خامسة، وذلك على الرّغم من التعهّدات التي قطعها الرئيس الثمانيني في رسالة ترشّحه والتي اعتبرها مؤيّدوه "استجابة صادقة ومخلصة" لنداءات المتظاهرين، بينما رأى فيها معارضوه "مناورة" هدفها "الالتفاف" على حركة الاحتجاج غير المسبوقة.

وعلى وقع التظاهرات ومسيرات الاحتجاج الطالبية التي شهدتها أنحاء عدّة من البلاد، رحّب معسكر بوتفليقة بالوعود التي قطعها الأخير في رسالة ترشّحه بعيد تقديم مدير حملته الانتخابية ملف ترشّحه إلى المجلس الدستوري.

'استجابة بوتفليقة'

وبالنسبة إلى المعسكر الرئاسي فإنّ "التعهّدات" التي قطعها المرشّح بوتفليقة، أي عدم إكمال ولايته الخامسة والانسحاب من الحكم واعتماد "إصلاحات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة" وإقرار دستور جديد، تستجيب لمطالب المحتجّين.

وقال حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم إنّ رسالة بوتفليقة تمثّل "استجابة صادقة ومخلصة لنداء الشباب الجزائري، من حيث تعزيز منظومة الإصلاحات وتقوية أركان دولة الحقّ والقانون وتكريس الإرادة الشعبية الحرّة في كنف الأمن والهدوء والشفافية".

​​

وأعرب الحزب عن أمله بأن "يتجاوب الجزائريون مع التزامات الرئيس بوتفليقة من أجل أن يكون تاريخ 18 أبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة".

بدوره اعتبر الحليف الأساسي لبوتفليقة، حزب "التجمّع الوطني الديمقراطي" بزعامة رئيس الوزراء أحمد أويحيى، أنّ رسالة الرئيس تحمل "أجوبة شافية لمطالب المواطنين المنادين بالتغيير".

بالمقابل قال حزب الحرية والعدالة في بيان إنّ الرسالة "جاءت متأخرة وتعبّر عن إرادة واضحة للالتفاف على المطالب الشعبية".

واعتبر الحزب أنّ الحلّ يقوم على "سحب ترشّح رئيس الجمهورية، تشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير مرحلة انتقالية يتّفق على مدتها بين السلطة الفعلية والأحزاب السياسية الجادة وتكون مهمتها تنظيم انتخابات رئاسية حرة، ديمقراطية ونزيهة".

'التفاف على مطالب الشعب'

ولكن خلافاً لتمنّيات حزب رئيس الوزراء فإنّ رسالة بوتفليقة لم تساهم "في بسط السكينة"، إذ سجّلت مسيرات احتجاجية الإثنين في مدن عديدة، ولا سيّما في قسنطينة، ثالث أكبر مدن البلاد، حيث شارك أكثر من ألف شخص في مسيرة احتجاج.

وجرت تظاهرات طالبية أيضاً في كلّ من البليدة وقالمة (شمال)، وفي سطيف (300 كلم جنوب شرق العاصمة) وتلمسان (شمال غرب)، وفقاً لوسائل إعلام محليّة.

وفي وسط العاصمة الجزائر طوّقت الشرطة بسرعة حوالي 60 تلميذاً إثر تجمّعهم بالقرب من مدرستهم الثانوية قبل أن يتفرّقوا بسلام.

​​

ويبدو أنّ مسلسل الاحتجاجات سيتوالى فصولاً، إذ قرّرت نقابة المحامين في قسنطينة تنفيذ إضراب مفتوح ابتداء من الإثنين في حين هجر طلاب إحدى جامعات العاصمة حرمهم الجامعي حيث توقّفت الدروس.

وفي تظاهرات الإثنين تكرّرت الشعارات ذاتها التي تشهدها الاحتجاجات منذ 22 فبراير: "بوتفليقة، إرحل" و"لا للعهدة الخامسة"، وغيرها.. ما يدلّ على أن "تعهدات" بوتفليقة بالتنازل عن الحكم قبل نهاية ولايته الخامسة وتنظيم انتخابات رئاسيّة مبكرة في حال فوزه في الانتخابات لم تنجح في تهدئة الاحتجاجات.

​​

والأحد تولّى إيداع ملفّ ترشّح بوتفليقة مدير حملته الجديد عبد الغني زعلان الذي تلى رسالة من بوتفليقة يتعهّد فيها الرئيس تنظيم انتخابات رئاسيّة مبكرة في حال فوزه يُحدّد موعدها مؤتمر وطني يعمل أيضاً على إقرار إصلاحات أساسيّة.

وجاء في الرسالة "أتعهّد أمام الله تعالى والشعب الجزائري" بالدعوة "مباشرةً" بعد الانتخابات الرئاسيّة "إلى تنظيم ندوة وطنيّة شاملة واعتماد إصلاحات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة من شأنها إرساء أساس النظام الجديد".

​​

كما تعهّد الرئيس الجزائري بإعداد دستور جديد يُطرح على الاستفتاء من أجل ولادة "جمهورية جديدة"، وبالعمل على وضع سياسات "عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنيّة وبالقضاء على كافّة أوجه التهميش والإقصاء الاجتماعيّين (..) بالإضافة إلى تعبئة وطنيّة فعليّة ضدّ جميع أشكال الرشوة والفساد".

'إذلال لا يحتمل'

ويتوقّع أن يقوم المجلس الدستوري بالموافقة، ماعدا في حالة حدوث مفاجأة كبرى، على ترشيح بوتفليقة المقعد منذ إصابته بجلطة في الدماغ في 2013 شلته جزئيا وأصبح غير قادر على الكلام.

وينصّ القانون على أن يعلن المجلس الدستوري قراره في غضون عشرة أيام بعد انقضاء مهلة الترشيحات.

ويتشكّل المجلس من أعضاء أوفياء للرئيس بوتفليقة الموجود في مستشفى في سويسرا منذ أكثر من أسبوع لإجراء "فحوص دورية"، ولم يعلن بعد عن تاريخ عودته.

​​

وقالت ماجدة (32 عاما)، الطالبة في كلية الطب، "أخجل أن أقول أنني جزائرية، أصبحنا أضحوكة العالم"، في إشارة الى صورة الرئيس الذي لم يلق أي خطاب منذ إصابته بالجلطة وندرة ظهوره.

وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فإن عدد المرشحين الذين قدموا ملفاتهم للمجلس الدستوري بلغ 20 مرشحا، بينهم بوتفليقة، لكن من دون منافس قوي بما أن أغلب المرشحين البارزين قرروا عدم المشاركة في الانتخابات المقررة في 18 أبريل.

 

المصدر: أصوات مغاربية ووكالات

مواضيع ذات صلة