استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الإثنين، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي (معارض)، نزار بركة، حيث قام الأخير بتسليمه رسالة خطية من الملك محمد السادس.
وخلف تكليف بركة بتسليم الرسالة الملكية الموجهة إلى الرئيس الموريتاني، نقاشا واسعا في المغرب حول دلالات تكليفه بتلك المهمة، رغم أنه لا يشغل أي منصب حكومي.
تشرفت هذا الصباح بتسليم رسالة خطية من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله إلى أخيه فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية. pic.twitter.com/IMwDgAohtu
— Nizar Baraka (@nizar_baraka) 4 mars 2019
"إصلاح ما أفسده شباط"
في أواخر عام 2016، أثار سلف بركة على رأس حزب "الاستقلال"، حميد شباط، جدلا واسعا وضجة كبيرة حين قال إن "موريتانيا أرض مغربية".
خلف هذا التصريح استياء وغضبا عارمين في البلد الجار، حيث خرج الحزب الحاكم في موريتانيا ببيان يشجب فيه ما جاء على لسان شباط، والذي ينم وفقه عن "صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي".
من جانبها، خرجت الخارجية المغربية ببيان، وصفت فيه تصريحات شباط بـ"الخطيرة وغير المسؤولة"، و"تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق"، كما "تنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية".

الأستاذ الجامعي، والمحلل السياسي، عبد الرحيم العلام، يستحضر تلك الواقعة، وهو يفسر ضمن تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، دلالات تسليم أمين عام حزب الاستقلال الحالي، نزار بركة، رسالة الملك إلى الرئيس الموريتاني.
ووفقا للعلام، فإن تكليف الملك لأمين عام "الاستقلال" بالرسالة إلى ولد عبد العزيز، فيه "إصلاح للأمور التي ساءت بفعل تصريحات الأمين العام السابق للاستقلال حميد شباط".
وقيام بركة بتسليم تلك الرسالة ينطوي على رسالة كذلك للطرف الآخر، الذي هو موريتانيا، تتمثل في أن "موقف المغرب وحزب الاستقلال من موريتانيا موقف موحد"، وأن تصريحات شباط لا تعني أيا منهما.
ليس بالأمر الجديد
في تصريح أدلى به بعد استقباله من طرف الرئيس الموريتاني، تحدث بركة عن وجود "رغبة قوية" لدى ملك المغرب والرئيس الموريتاني "من أجل تقوية وتطوير علاقات التعاون بين البلدين".
وأوضح المتحدث أن "حزب الاستقلال منخرط كل الانخراط في هذا التوجه الذي يرعاه قائدا البلدين"، وأنه "سيعمل مع قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم من أجل تطوير العلاقات الثنائية التي تجمع بين الحزبين، وتحويل هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية متقدمة تخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين وبلورة مشروع مشترك بينهما".

حديث بركة هذا والذي يؤكد من خلاله انخراط "الاستقلال"، من أجل تقوية العلاقات المغربية الموريتانية، يعزز ما أوضحه العلام حول دلالات تكليف أمين عام "الاستقلال" بتلك المهمة، وهو يستحضر ما خلفه سلفه على هذا المستوى.
عضوة اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، خديجة الزومي، بدورها، تستحضر تصريحات الأمين العام السابق لـ"الاستقلال"، وهي تشير إلى كون تكليف بركة بتلك المهمة من شأنه "غلق القوس على ما قاله شباط ذات يوم".
مع ذلك ورغم استحضارها لهذا المعطى، إلا أن الزومي، تشدد على كون تكليف بركة بتلك المهمة بغض النظر عما سلف هو "أمر عاد بالنسبة لأمين عام حزب الاستقلال"، مضيفة أن الزعيمين الاستقلاليين "علال الفاسي وامحمد بوستة، قد سبق لهما أيضا القيام بهذه المهمة الدبلوماسية".
المصدر: أصوات مغاربية